( تونس) هي بكل المواصفات ارقى رتبة يبلغها معلم التعليم الابتدائي لقاء اقدميته في المهنة وعدده البيداغوجي.. وهي حتما الرتبة التي ناضل من اجلها المعلمون وشنوا اضرابات شرعية خلال الموسم الدراسي الفارط تحت رعاية نقابتهم العامة التي دخلت في مفاوضات متعددة مع وزارة التربية التي اقتنعت اخيرا بأحقية المعلم في الترقية والتدرج الى اعلى درجات السلم الوظيفي وأقرت شروط الارتقاء التي علم بها الجميع مما جعل عددا محترما من مدرسي التعليم الابتدائي يشاركون في عملية الارتقاء الى خطة «معلم تطبيق اول فوق الرتبة» ومنهم نسبة مائوية كبرى تحلم بهذه الترقية لما فيها من أثر معنوي ومالي باطنها اعتراف بمسيرة المعلم خاصة القدماء منهم.. ولكن ظهور نتائج الترقية على موقع وزارة التربية اربك الجميع وترك عددا محترما من المشاركين في التسلل رغم جدارتهم بالارتقاء مما جعل الاطراف النقابية تتحرك وتطالب بفتح الملف من جديد. فالنتائج اقرت مشاركة 5814 في مطلب الخطة الجديدة ارتقى منهم 2035 معلما.. وكان مجموع نقاط اول مرتق 51٫4106 بينما كان مجموع نقاط آخر مرتق 40٫9372 مما جعل المعادلة في شكل «فزورة» غامضة لم يصل احد الى حلها وخاصة ما تعلق بأرقام هذه النتائج وقد جاءت مركبة ومعقدة وصار المعلمون يتندرون بها لأن الخوف ان يتقاعد الكثير دون ان يبلغوا حلما تعبوا لأجله كثيرا... «مصطفى القصعاوي» يدرّس في مدرسة «ابن خلدون 3» برتبة «معلم تطبيق اول» شارك في مطلب الارتقاء ولكنه رفض رغم انه باشر التعليم يوم 15 سبتمبر 1981 اي له من الخبرة 32 سنة كاملة.. وعدده البيداغوجي 19٫75 من 20 وهو سقف الاعداد ولكن ترتيبه بين المشاركين كان 2795 بمجموع نقاط يبلغ 40٫4093..واذا كان آخر مجموع نقاط مقبول يساوي 40٫9372 فإن القرار يصبح مضحكا مبكيا لأن المقارنة بين العددين تحكمها جزئيات صغيرة تدخل في خانة الاجزاء العشرية وصار الخوف ان يصير الارتقاء الى هذه الرتبة يحكمها قياس حذاء المعلم وطول قامته ولون عينيه ونوع عطره.. وللحديث بقية. الناصر السعيدي