استأنف نواب المجلس الوطني التأسيسي أمس، نقاشهم العام حول مشروع الدستور، في حضور 85 نائبا من ضمن 217 نائبا، بينما كان نسق أشغال الجلسة بطيئا جدّا. ولم تختلف مداخلات النواب في هذه الجلسة عن سياق المداخلات السابقة، التي انقسمت بين داعم لفصول الدستور لا سيما نواب كتلة النهضة وبين رافض لعدد من فصوله، كما كانت أحداث مصر حاضرة بدورها. وفي هذا الإطار، أكد النائب عن كتلة التكتل جمال القرقوري أن شرعية المجلس اهترأت وبدأ يفقد مصداقيته، مشيرا إلى أن النقاش العام حول مشروع الدستور انطلق مع أحداث مصر، لذلك فقد دعا إلى ضرورة تحديد موعد الانتخابات وبعث الهيئة العليا المستقلة للانتخابات لتفادي سيناريو مصر في تونس. وفي ما يتعلق بفصول الدستور قال القرقوري إن النظام السياسي الذي ينص عليه مشروع الدستور يؤسس لنظام برلماني بامتياز كما أكد أن الأحكام الانتقالية تؤسس لمرحلة انتقالية أخرى كما أكد أن هذه الأحكام يشتم من ورائها الرغبة في اطالة عمر المجلس الوطني التأسيسي. من جهته، أشار النائب عن تيار المحبة اسكندر بو علاقي، إلى أن التجربة التونسية أثبتت أنها أنجح بالمقارنة مع مصر وذلك بفضل سعي الأحزاب الممثلة داخل المجلس التأسيسي إلى البحث عن توافق. لكنه في المقابل أكد على ضرورة استمرارية التوافق، مشيرا إلى أن الهيئة المشتركة للتنسيق والصياغة جاءت في آخر المطاف وفعلت ما فعله نظام بورقيبة ونظام بن علي فقد أكد أنها زورت إرادة الشعب من خلال تزويرها لإرادة اللجان التأسيسية. وانتقد بوعلاقي عددا من فصول الدستور لا سيما الفصل المتعلق بالترشح لرئاسة الجمهورية، فقد ذكر أن هذا الفصل حرم المواطن الذي يحمل جنسيتين من الترشح لرئاسة الجمهورية باعتباره مواطن درجة ثانية، وأضاف أن هذا الفصل جعل لغاية اقصاء رئيس التيار محمد الهاشمي الحامدي، كما أكد أن شرط السن وضع لاقصاء مرشح محتمل في إشارة إلى الباجي قائد السبسي رئيس حركة نداء تونس. وتساءل بو علاقي لماذا لا يتضمن الفصل المتعلق برئاسة الحكومة هذه الشروط رغم أن رئيس الحكومة يتمتع بصلاحيات أكبر من رئيس الجمهورية. وبدوره أكد النائب عن تيار المحبة الجديدي السبوعي على ضرورة أن يتم تحديد موعد الانتخابات خلال الأسبوع الجاري وذلك لسحب البساط من الداعين إلى الانقلاب على حدّ قوله، مقدما نصيحة إلى الشعب التونسي بعدم الانسياق وراء هذه الدعوات. من جهة أخرى تساءل النائب عن كتلة النهضة أحمد المشرقي: لماذا تفشل الشعوب العربية وتغدر الديمقراطية بها مشيرا إلى أن ما حدث في مصر هي مؤامرة حيكت بين الكهنوت والعسكر، ونوّه المشرقي بموقف الرئيس الشرفي للحزب الجمهوري أحمد نجيب الشابي الذي قال إنه انتصر للديمقراطية حينما صرح أن كل رجل ديمقراطي سيعترف أن ما حدث في مصر ليس إلاّ انقلابا عسكريا.