تونس تحتفل بعيد الشغل العالمي وسط آمال عمالية بإصلاحات تشريعية جذرية    دوري ابطال اوروبا.. التعادل يحسم مباراة مجنونة بين البرسا وانتر    شهر مارس 2025 يُصنف ثاني الأشد حرارة منذ سنة 1950    يظلُّ «عليًّا» وإن لم ينجُ، فقد كان «حنظلة»...    الاتحاد يتلقى دعوة للمفاوضات    تُوّج بالبطولة عدد 37 في تاريخه: الترجي بطل تونس في كرة اليد    زراعة الحبوب صابة قياسية منتظرة والفلاحون ينتظرون مزيدا من التشجيعات    قضية مقتل منجية المناعي: إيداع ابن المحامية وطليقها والطرف الثالث السجن    رحل رائد المسرح التجريبي: وداعا أنور الشعافي    القيروان: مهرجان ربيع الفنون الدولي.. ندوة صحفية لتسليط الضوء على برنامج الدورة 27    الحرائق تزحف بسرعة على الكيان المحتل و تقترب من تل أبيب    منير بن صالحة حول جريمة قتل المحامية بمنوبة: الملف كبير ومعقد والمطلوب من عائلة الضحية يرزنو ويتجنبو التصريحات الجزافية    الليلة: سحب مع أمطار متفرقة والحرارة تتراوح بين 15 و28 درجة    عاجل/ الإفراج عن 714 سجينا    عاجل/ جريمة قتل المحامية منجية المناعي: تفاصيل جديدة وصادمة تُكشف لأول مرة    ترامب: نأمل أن نتوصل إلى اتفاق مع الصين    عاجل/ حرائق القدس: الاحتلال يعلن حالة الطوارئ    الدورة 39 من معرض الكتاب: تدعيم النقل في اتجاه قصر المعارض بالكرم    قريبا.. إطلاق البوابة الموحدة للخدمات الإدارية    وزير الإقتصاد يكشف عن عراقيل تُعيق الإستثمار في تونس.. #خبر_عاجل    المنستير: إجماع خلال ورشة تكوينية على أهمية دور الذكاء الاصطناعي في تطوير قطاع الصناعات التقليدية وديمومته    عاجل-الهند : حريق هائل في فندق يودي بحياة 14 شخصا    الكاف... اليوم افتتاح فعاليات الدورة العاشرة لمهرجان سيكا جاز    السبت القادم بقصر المعارض بالكرم: ندوة حوارية حول دور وكالة تونس إفريقيا للأنباء في نشر ثقافة الكتاب    عاجل/ سوريا: اشتباكات داخلية وغارات اسرائيلية وموجة نزوح..    وفاة فنانة سورية رغم انتصارها على مرض السرطان    بمناسبة عيد الإضحى: وصول شحنة أغنام من رومانيا إلى الجزائر    أبرز مباريات اليوم الإربعاء.    عملية تحيّل كبيرة في منوبة: سلب 500 ألف دينار عبر السحر والشعوذة    تفاديا لتسجيل حالات ضياع: وزير الشؤون الدينية يُطمئن الحجيج.. #خبر_عاجل    الجلسة العامة للشركة التونسية للبنك: المسيّرون يقترحون عدم توزيع حقوق المساهمين    قابس: انتعاشة ملحوظة للقطاع السياحي واستثمارات جديدة في القطاع    نقابة الفنانين تكرّم لطيفة العرفاوي تقديرًا لمسيرتها الفنية    زيارات وهمية وتعليمات زائفة: إيقاف شخص انتحل صفة مدير ديوان رئاسة الحكومة    إيكونوميست": زيلينسكي توسل إلى ترامب أن لا ينسحب من عملية التسوية الأوكرانية    رئيس الوزراء الباكستاني يحذر الهند ويحث الأمم المتحدة على التدخل    في تونس: بلاطو العظم ب 4 دينارات...شنوّا الحكاية؟    ابراهيم النّفزاوي: 'الإستقرار الحالي في قطاع الدواجن تام لكنّه مبطّن'    القيّمون والقيّمون العامّون يحتجون لهذه الأسباب    بطولة إفريقيا للمصارعة – تونس تحصد 9 ميداليات في اليوم الأول منها ذهبيتان    تامر حسني يكشف الوجه الآخر ل ''التيك توك''    معرض تكريمي للرسام والنحات، جابر المحجوب، بدار الفنون بالبلفيدير    أمطار بكميات ضعيفة اليوم بهذه المناطق..    علم النفس: خلال المآزق.. 5 ردود فعل أساسية للسيطرة على زمام الأمور    بشراكة بين تونس و جمهورية كوريا: تدشين وحدة متخصصة للأطفال المصابين بالثلاسيميا في صفاقس    اغتال ضابطا بالحرس الثوري.. إيران تعدم جاسوسا كبيرا للموساد الإسرائيلي    نهائي البطولة الوطنية بين النجم و الترجي : التوقيت    اتحاد الفلاحة: أضاحي العيد متوفرة ولن يتم اللجوء إلى التوريد    في جلسة ماراتونية دامت أكثر من 15 ساعة... هذا ما تقرر في ملف التسفير    ديوكوفيتش ينسحب من بطولة إيطاليا المفتوحة للتنس    رابطة ابطال اوروبا : باريس سان جيرمان يتغلب على أرسنال بهدف دون رد في ذهاب نصف النهائي    سؤال إلى أصدقائي في هذا الفضاء : هل تعتقدون أني أحرث في البحر؟مصطفى عطيّة    أذكار المساء وفضائلها    شحنة الدواء العراقي لعلاج السرطان تواصل إثارة الجدل في ليبيا    الميكروبات في ''ديارنا''... أماكن غير متوقعة وخطر غير مرئي    غرة ذي القعدة تُطلق العد التنازلي لعيد الأضحى: 39 يومًا فقط    تونس والدنمارك تبحثان سبل تعزيز التعاون في الصحة والصناعات الدوائية    اليوم يبدأ: تعرف على فضائل شهر ذي القعدة لعام 1446ه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الهاشمي الحامدي (مؤسس ورئيس «تيّار المحبة») ل «التونسية»:ما حصل ل «العريضة» أهون من انقلاب حمادي الجبالي على «الترويكا»
نشر في التونسية يوم 20 - 06 - 2013


مصلحة أنصار «النهضة» مع برنامج «تيّار المحبة»
سأتخلّى عن الجنسية الثانية بعد الفوز في الانتخابات
مَن في الساحة له برنامج أفضل من برنامجي؟
أقرب حزب لأفكاري هو «حزب خالتي مباركة وأبناؤها الثلاثة»
المشهد السياسي مفتوح
على كل الاحتمالات
حاورته: جيهان لغماري
بدا الهاشمي الحامدي، كعادته، واثقا من فوزه في الانتخابات القادمة مؤمنا بقوة تأثيره على ناخبيه مؤكدا ان عودته الى تونس ستكون قريبة ك «رئيس منتخب وخادم لشعبها ولأشواقه في الحرية والكرامة والعدالة الإجتماعية» على حد تعبيره. الهاشمي تحدث ايضا ل «التونسية» عن «تيار المحبة» ومشروع الدستور والانتخابات المقبلة والمشهد السياسي.
فاجأتم الساحة السياسية بحلّ حزب «العريضة الشعبية» وتأسيس «تيار المحبة» ألا ترى أنكم تسرعتم في اتخاذ هذا القرار؟
كان حل الحزب السابق احتجاجا حضاريا راقيا على مظالم كثيرة. وكانت العودة ب «تيار المحبة» قرارا صائبا وفي محله لسببين اثنين:
الأول لأن الفقراء والشبان الذين فجروا الثورة ما زالوا مظلومين ولم يجنوا من ثورتهم شيئا. والثاني لأن تونس تعاني انقسامات شديدة في صفوف نخبها بوجه خاص. والكراهية تنطق بها الوجوه والقلوب قبل الألسنة. تونس تحتاج من يذكر أهلها بأنهم عائلة صغيرة واحدة. جهة واحدة، وعرش واحد رغم اختلاف توجهاتهم السياسية. وتونس تحتاج من يذكر أهلها بأروع أسس العدالة الإجتماعية، وهو قول النبي صلى الله عليه وسلم «لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه».
هذا ما أحاول القيام به مع مناصري «تيار المحبة».
لكن «تيار المحبة» قد لا يكون له نفس شعبية «العريضة الشعبية»؟ ألا ترى في ذلك تخبطا ومجازفة بقواعدكم؟
أصوات القائمات التي رشحتها في انتخابات المجلس التأسيسي عام 2011 هي في أغلبيتها الساحقة أصوات التونسيين الذين يحسنون الظن بمحمد الهاشمي الحامدي ويؤيدون برنامجه السياسي والإجتماعي. هذه المعطيات الأساسية لم تتغير، إلا من جهة واحدة هي زيادة عدد الأنصار والمؤيدين بفضل الله.
حسب رأيكم، «نهاية» العريضة الشعبية، نهاية طبيعية أم مؤامرة سياسية؟
عن أية نهاية تتحدثين؟ العريضة الشعبية هي «تيار المحبة». و»تيار المحبة» هو على الأرجح التيار الفائز في الإنتخابات الرئاسية والتشريعية المقبلة بحول الله وقوته.
لماذا ألقيتم اللوم بالأساس على حركة «النهضة» وحمّلتموها مسؤوليّة تشتُّت تيّار «العريضة الشعبيّة»؟
لمت حركة «النهضة» لأنها قادت عملية الإقصاء السياسي والإعلامي للتيار الذي أسسته، وفعلت ذلك بقصد وإصرار كما قال أمينها العام بعد صدور نتائج الإنتخابات. هذا السلوك مضر بالمصلحة الوطنية، ومخالف لمقتضيات الوحدة الوطنية، ومخالف لهدي القرآن الكريم والسنة النبوية. أما «العريضة الشعبية» فلم ولن تتشتت. هي اليوم «تيار المحبة». و«تيار المحبة» قوة رئيسية في الساحة السياسية كما تقول استطلاعات الرأي الظالمة اليوم، وكما ستبدي لك الإنتخابات المقبلة بحول الله.
لكن بعض المراقبين يرون أن اندثار «العريضة الشعبية» يعود الى عدم الاستناد الى برامج ومرجعيات واضحة مما جعل كتلتها النيابية أقرب الى «مجموعة مرتزقة» حولوا المجلس التأسيسي الى «ميركاتو» للبيع والشراء»؟
الجواب على سؤالك طويل أختصره في بعض النقاط الرئيسية:
1 لا يجوز استخدام كلمة الإندثار وأنا أقول لك إن «تيار المحبة» هو المرشح الأول للفوز في الإنتخابات الرئاسية والتشريعية المقبلة بحول الله.
2 من جهة أخرى أنت تعلمين أن برنامجنا يستند إلى تعاليم الإسلام والتجارب الغربية المعاصرة، ويدعو إلى تبني نظام الصحة المجانية وتقديم منحة البحث عن العمل لنصف مليون عاطل عن العمل واعتماد حق التنقل المجاني للمسنين وتأسيس صندوق تنمية المناطق المحرومة وديوان المظالم وتشكيل حكومة كفاءات وطنية وإنشاء وزارة لعمالنا في الخارج ومؤسسة القيروان العالمية للسيرة النبوية ومؤسسة القصرين للعلوم والتكنولوجيا. هل يوجد برنامج في تونس اليوم أوضح وأشهر من برنامجنا؟ حكّمي ضميرك وأجيبي عن هذا السؤال. الحق الحق أقول لك: لا يوجد برنامج أوضح من برنامجنا.
«نداء تونس» مثلا يقر انه ليس له برنامج الى حد اليوم. هو من يقول هذا علنا وليس أنا. وبرنامج حزب «النهضة» تضمن 365 نقطة أتحداك بلطف أن تذكري منها نقطة واحدة، بل أتحدى الأمين العام لحزب «النهضة» أن يذكر منها نقطة واحدة!!
3 حديثك عن الميركاتو يذكر الجميع بمسؤولية الصحافة الوطنية والنخبة السياسية والإعلامية في البلاد. لو قال الصحافيون والساسة وكتاب الرأي لا لتغول رجال الأعمال على السياسة والنواب في تونس، وفضحوا المتورطين فيما جرى، لما حدث ما حدث.
4 أحب أن أذكرك أن «تيار المحبة»، ظهر في الساحة السياسية باسمه الأول يوم 3 مارس 2011. مازال في بداياته. ومع ذلك لديه اليوم قوة معنوية وأخلاقية كبيرة في نفوس الناس. وما جرى له أهون كثيرا مما جرى لحزب «المؤتمر» الذي انقسم لأربعة أحزاب، وأهون مما جرى من خلافات في حزب «التكتل»، وأهون من انقلاب رئيس الحكومة المؤقتة السابق حمادي الجبالي على حزبه وحزبي «الترويكا» الآخرين في فيفري الماضي.
«تيار المحبة» في وضع أفضل بكثير رغم الحصار السياسي والإعلامي ورغم أنه مازال في بدايات مسيرته الطويلة والعامرة بالخير والإنجازات العظيمة في خدمة تونس والعالم بحول الله وقوته وعونه.
هل مازلتم متمسّكين بالترشح لرئاسة الجمهورية، خاصّة أنّ مشروع الدستور ينصُّ على منع ذوي الجنسيّتين من الترشح؟
أدعوك وأدعو الجميع للتفكير في الأمر بهدوء، وبعيدا عن العواطف: زعيم التيار الحاصل على المركز الثاني من جهة الشعبية والثالث من جهة المقاعد في انتخابات المجلس الوطني التأسيسي يترشح لرئاسة الجمهورية: هل في هذا الأمر أية غرابة؟ ومن ينافس على المنصب إذا لم ينافس عليه زعيم القوة السياسية الثانية في البلاد؟
هل هناك إمكانية للتخلي عن جنسيتكم البريطانية؟
ترشحي لرئاسة الجمهورية كان مثبتا في برنامج القوائم التي رشحتها في الإنتخابات السابقة، وحظي بتأييد جمهور غفير من التونسيين. أليس الأولى بأحزاب الأغلبية الحاكمة السماح لي بالترشح، مع التزامي بالتخلي عن الجنسية الثانية بعد الفوز في الإنتخابات؟ أرجو منهم احترام إرادة الشعب وتغليب صوت العقل والمنطق.
بصدق، لماذا لا تعودون إلى تونس وتدافعون عن مكانة حزبكم وتاريخكم النضالي؟
بصدق: ارفعي عني الحظر في التلفزة الوطنية بقناتيها والإذاعة الوطنية، وستتغير المعطيات. وأقنعي «الترويكا» الحاكمة بالإعتراف بنتائج الإنتخابات وبالتفويض الذي نلته من الشعب في الإنتخابات السابقة، وعندئذ سيتغير الموقف، وسأنسى أن بعض الناس رفعوا النشيد الوطني وأطلقوا الزغاريد يوم اسقاط قائماتي. سأنسى كل هذا وأعود. من دون رفع هذا الحظر، أخشى أنني إذا عدت وتعرضت للإغتيال في تونس الا تبث التلفزة الوطنية الخبر ولن تخصص له ولو حصة حوارية واحدة للحديث عنه!! ماذا تفعلين لو كنت مثلي يا أخت جيهان؟!!
وفي الأثناء، أنا في قلب السياسة التونسية. مهمتي اليوم هي تقديم خيار إضافي أمام التونسيين، له برنامج سياسي واجتماعي وتنموي واضح مفصل، إن رغبوا فيه وفوضوني لتنفيذه عدت وخدمتهم بإخلاص وتواضع، وإن رغبوا في غيره احترمت قرارهم، وركزت على تربية جيل من الساسة التونسيين يدافع بشراسة عن العدالة الإجتماعية والمساواة بين التونسيين، ويؤمن أفراده أن السياسة أخلاق أو لا تكون، وأن الحيلة في ترك الحيل، وأن من أعظم الحكم والمبادئ في حياة الإنسان: كن مع الله ولا تبالي.
المشترك بين عريضتكم السابقة ومحبّتكم الحالية اشتراكهما في اختزالهما في شخصكم والذي يخرج عن صف الولاء لكم يقع عزله بسرعة، ألا تعتقدون أنّ زمن القائد الأوحد قد انتهى بلا رجعة؟
عندما قرأت سؤالك ظننتك تتحدثين عن حزب «النهضة» الذي يقوده الشيخ راشد الغنوشي منذ عام 1969، أو عن «الحزب الجمهوري» الذي يتزعمه الأخ الأستاذ أحمد نجيب الشابي منذ عقود، أو عن «حزب العمال» الذي يقوده الأخ حمة الهمامي منذ عقود، أو عن حزب «نداء تونس» الذي يجمعه سي الباجي قائد السبسي من دون برنامج لحد الساعة، أو عن حزب التكتل الذي يقوده الدكتور مصطفى بن جعفر منذ عقود. مع الإحترام لجميع من ذكرت هنا.
أما إذا كنت تسألين عن موقعي في السياسة التونسية فأنا مثل أكثر من نصف التونسيين لا أحب الأحزاب والعمل الحزبي. هذه نتائج موثقة لاستطلاعات رأي علمية في العالم العربي كله. أنا مجرد مواطن بسيط يحاول المساهمة في خدمة بلاده ورقيها ببرنامج واضح قدمته للناس. وكل الذين يناصرونني يفعلون ذلك بإرادتهم الحرة رغم ما أتعرض له من حصار وتشويه. وبالمناسبة أحييهم وأشكرهم من أعماق القلب. أنا كما تعلمين لا أجبر أحدا على مناصرتي أو التصويت لي، وإنما أعمل مع مناصرين ومناصرات ذوي إرادة حرة لتقديم بديل عن السلطة الحاكمة، أعمل معهم بروح الثقة والمحبة والتواضع. وإذا حكمت تونس فسأحكمها بإذن الله ثم بإرادة الشعب التونسي وليس بانقلاب عسكري أو دعم أجنبي.
من جهة أخرى، أرجو ألا تهوّني وتقللي من دور الأفراد في صناعة التاريخ. عودي إلى التاريخ التونسي والعالمي. الأفكار العظيمة، والسياسات التي تؤثر في حياة الناس، يبتكرها ويصوغها ويعبر عنها قادة ورموز. أنا لا أحارب من أجل السلطة، ولا ألهث وراءها، ولا أدفع «شوكوطوم» ولا قفة ولا علبة سجائر لأي شخص قصد الحصول على صوته. إنني أوظف وأسخر كل ما تعلمته في الجامعة وفي مدرسة الحياة من أجل خدمة بلادي، ولا أفرض نفسي على أحد.
وأخيرا، فإن أي مراقب عادل منصف يعرف أنني قدمت للساحة السياسية التونسية في عامين أسماء جديرة بالإحترام والتقدير لمع نجمها من خلال نشاطها مع «تيار المحبة»، داخل المجلس التأسيسي وخارجه. هناك أكثر من حزب في تونس لا يعرف الناس إلا رئيسه أو أمينها العام. أما في «تيار المحبة» فأنت تعرفين سعيد الخرشوفي وأيمن الزواغي واسكندر بوعلاقي ونزار نصيبي وعصام برقوقي وقياديين آخرين ذوي إشعاع مثلهم. هذا دليل عملي على أنني بصدد تأسيس مدرسة سياسية تبقى وتزدهر على مدى عدة أجيال مقبلة بحول الله.
تنادون بتكافؤ الفرص ولكنكم تستغلّون قناتكم على مدار السنة للترويج لأطروحاتكم وهو ليس متوفّرا للآخرين؟
استطلاعات الرأي عندكم لا تضع «المستقلة» أصلا في قائمة القنوات التي يشاهدها التونسيون. وأنت تعلمين أن أكثر الناس في تونس اليوم، وفي مصر أيضا، متعلقون اليوم بقنواتهم المحلية. لذلك أقول لك: توسطي واضمني لي ساعة واحدة في القناة الوطنية وسأتخلى عن الظهور في المستقلة نهائيا.
وبالمناسبة: هل تعلمين أن القناة الوطنية الأولى لم توجه لي الدعوة للحديث ولو لمدة دقيقة واحدة، أعني ستين ثانية فقط، للحديث عن تأسيس «تيار المحبة»؟ ومثلها القناة الوطنية الثانية، ومثلها الإذاعة الوطنية، ومثلها قناة «نسمة»، ومثلها قناة «حنبعل» ومثلها قناة «التونسية».
هل لديك تفسير لهذا الظلم الكبير الذي أتعرض له؟ هل من المنطق والعدل أن يحجب صوت زعيم التيار الثاني في البلاد الفائز بثقة وأصوات مئات الآلاف من التونسيين، بينما تتاح مئات الفرص بانتظام لممثلي «الترويكا» الحاكمة ومعارضيها الآخرين، وحتى لمن ترشحوا ولم يحصلوا على ألف صوت في تونس كلها؟ هذا مع العلم أن لبعض الأحزاب المؤثرة في تونس أسطولا من القنوات التونسية والعربية التي تدعمها.
قولي لي: لماذا لا تحتج الصحافة التونسية على هذا الظلم الصارخ الذي أتعرض له؟ أين العدل في بلادي؟ وهل تريدين إخماد صوتي نهائيا حتى لا يسمع تونسي واحد ببرنامج الصحة المجانية ومنحة البحث عن العمل والتنقل المجاني للمسنين أي فقير مظلوم في تونس؟
بقيت نقطة وحيدة أضيفها هنا: قناة «المستقلة» تصرفت بتحضّر ومهنية وعدالة، فوجهت الدعوة لزعماء الأحزاب والتيارات الفائزة في انتخابات 2011 ، وكلهم أهملوا دعواتها لأنهم في غنى عنها. وجاءتني الدعوة مثلهم فقبلتها. وكما قلت لك: اضمني لي ساعة واحدة في القناة الوطنية وسأتخلى عن الظهور في قناة «المستقلة».
يستعد المجلس التأسيسي لمناقشة الدستور فصلا فصلا، هل تتوقعون التصويت عليه او الذهاب الى الاستفتاء؟
هناك أزمة ثقة بين أطراف كثيرة في الساحة السياسية، والأبواب مفتوحة على كل الإحتمالات.
يقول البعض أنّ عامل المفاجأة انتهى مع الانتخابات الفارطة وهذا تأويله التوقع بفشلكم الذريع في الاستحقاقات القادمة؟
أنا ناجح وفائز سواء فزت بالمركز الأول في الإنتخابات المقبلة أو المركز العاشر، لسبب بسيط هو أنني أدعو للعدالة الإجتماعية والوحدة الوطنية ولا تحركني أية سفارة أجنبية. ومن جهة ثانية: بوسع جميع قرائك الكرام أن يحسبوا الأمر بعقلانية، اي بنظام واحد زائد واحد يساوي اثنين. في الإنتخابات السابقة لم يسمع بترشح قوائمي كثير من التونسيين، وكان خصومي يتهموني ظلما بأنني مدعوم من التجمع، وكثير منهم لم يكن على علم ببرنامج الصحة المجانية ومنحة البحث عن العمل والتنقل المجاني للمسنين. اليوم ملايين التونسيين يعرفون الحقيقة جيدا. فهل ستزيد أصواتي أم تنقص؟
ثم من ناحية ثانية: من البديل عن «تيار المحبة»؟ أنا ملتزم بتشكيل حكومة كفاءات وطنية، وتوحيد البلاد، واعتماد نظام الصحة المجانية ومنحة البحث عن العمل وبقية بنود «تيار المحبة» التي تعرفينها. من في الساحة لديه برنامج أفضل من برنامجي، «النهضة» أم «نداء تونس»؟
الناخب التونسي لا يحتاج ل»تقازة» ليصل إلى الجواب الصادق الصحيح.
«النهضة» متصدّرة المشهد الحالي، أفلا يعني تركيزكم على نقدها محاولة منكم للبقاء في دائرة الضوء التي بدأت تبتعد عنكم؟
أنا أصلا أعمل يوميا في دائرة الضوء. أنت صحفية وتعرفين أن الصحافة هي السلطة الأولى وليست الرابعة. فكيف أبحث عن أمر هو من صميم عملي اليومي؟ كما أنني أحب عملي وراض به، ولست أبحث عن وظيفة سياسية أو ألهث وراء منصب حكومي.
من جهة ثانية، دوري كمواطن يقدم برنامجا للتنمية والعدالة الإجتماعية في تونس أن اشرح برنامجي وأن أبين للناس كيف يخدمهم بطريقة أفضل من السلطة الحاكمة. هذا هو دور المعارضة في أعرق الديمقراطيات في العالم، وأنا أعيش في بريطانيا منذ ثلاثة عقود تقريبا، وهي أعرق ديمقراطية في العالم.
ومن جهة ثالثة، أنا أعيش في المنفى منذ حوالي ثلاثين سنة. جربت ظلم بورقيبة وبن علي وحزب «النهضة». ومع ذلك لا ولن أستسلم للأحقاد ومنطق الثأر. رايتي هي المحبة، وباسمها أقول لأنصار حركة «النهضة» إن مصلحتهم الحقيقية معي ومع برنامج «تيار المحبة». مثلهم في ذلك مثل الدستوريين واليساريين وجميع التونسيات والتونسيين: مصلحتهم جميعا في تأمين التغطية الصحية لكل تونسي، مساعدة العاطلين عن العمل إلى أن يعملوا، وتشكيل حكومة كفاءات وطنية، وتأسيس ديوان المظالم، والتركيز على التنمية والتشغيل، ونشر روح المحبة بدل تقسيم الشعب إلى إسلاميين وعلمانيين. جميع هؤلاء سيصوتون لتيار المحية إذا حكّموا العقل والضمير وقدموا مصلحة البلاد على مصلحة الأحزاب.
مؤاخذاتكم عديدة على الحكومة، ألا توجد ولو نقطة إيجابية في رصيد الأولى أو الثانية؟
الحكومة الأولى والثانية واحدة. حكومة حزب «النهضة» وحلفائها. حكومة ضربت أهالي سليانة بالرش، وضربت المتظاهرين يوم 9 أفريل، وعجزت عن تأمين الفقيد شكري بلعيد ثم لم تعثر على قاتليه إلى اليوم، وفي عهدها قطع الماء والكهرباء عن الناس لفترات طويلة، وتضاعفت تكاليف المعيشة، وتفاقمت البطالة، وانخرم الأمن، وزاد خطر الإرهاب، وتم تقسيم الشعب لإسلاميين وعلمانيين، ووصلت أجواء الكراهية والمنازعات حتى داخل المساجد، وأصبح حياد الإدارة في خبر كان بشهادة الرئيس المؤقت.
لذلك اسمحي لي بأن أترك لك أنت ذكر الإيجابيات.
في ظل الاستقطاب الثنائي الذي تشهده الساحة السياسية، من تراه اليوم أقرب للفوز في الانتخابات القادمة؟
هل تذكرين الصورة التي رسمها الإعلام التونسي قبيل انتخابات عام 2011 والتي أقصيت منها تماما الأفكار التي طرحتها والقوائم التي رشحتها؟ أنت اليوم، مع كل الإحترام لك، ضحية الصورة المشوهة للإعلام التونسي. تشاهدين ندوات القناة الوطنية والأولى والثانية و«نسمة» و«حنبعل» و«التونسية» فتظنين أن المنافسة الإنتخابية محصورة بين «النهضة» و«نداء تونس» ومن معه من الفصائل اليسارية.
انظري للأمر ببساطة: هل تظنين أن أكثر التونسيين سيجددون ثقتهم في حركة «النهضة» بعدما رأوا وجربوا أداءها في الحكم؟ الأرجح أن الجواب الصحيح هو لا، لأن المؤمن لا يلدغ من ذات الجحر مرتين. وكما يقول المشارقة: ما يجرب المجرب إلا اللي عقلو مخرب. وعندئذ: هل تتوقعين أن يعود الناس، بعد فشل «النهضة»، فيمنحوا ثقتهم لممثلي النظام القديم والسياسات القديمة؟ بالطبع لا، إلا إذا أصبحث الثورة التونسية أشهر «نكتة» في التاريخ، بحيث يثور الناس على نظام حاكم ويعودون إليه بعد ثلاث سنوات فقط.
البديل الحقيقي لحكم حزب «النهضة» والنظام القديم هو «تيار المحبة». تيار الشعب البسيط الشهم الأبي الذي فجر الثورة ولم ينل من ثمارها شيئا بعد. تيار الأصالة والمعاصرة معا بسماحة وانفتاح واعتدال. تيار العدالة الإجتماعية والمحبة والوحدة الوطنية. وأنا أتوقع فوزا ساحقا ل «تيار المحبة» في الإنتخابات الرئاسية والتشريعية بحول الله، وإن غدا لناظره قريب.
من هو الحزب السياسي الأقرب إلى أفكاركم وقد تتحالفون معه في المستقبل؟
حزب خالتي مباركة التي لا مورد لها، وحزب أبنائها الثلاثة المتخرجين من الجامعة منذ عدة سنوات ومازالوا معطلين عن العمل، وأقاربها المنتشرين في الساحل والعاصمة، والذين لهم وظيفة حكومية غير أنهم يصارعون للحفاظ على كرامتهم مع الغلاء الفاحش للأسعار وانخرام الأمن في البلاد.
ما اسم هذا الحزب؟ هو حزب الأغلبية المعتدلة من التونسيين. وهم من سيمنحونني الأغلبية في الإنتخابات المقبلة بحول الله. وبتفويض كبير منهم سأشكل حكومة كفاءات وطنية تدعمها عدة أحزاب. فكلمة السر عندما نفوز هي الوحدة الوطنية والمحبة والإنكباب على التنمية والتشغيل وتجسيد مبادئ العدالة الإجتماعية.
متى تعودون إلى تونس؟
قريبا بحول الله، رئيسا منتخبا لتونس وخادما لشعبها ولأشواقه في الحرية والكرامة والعدالة الإجتماعية، مع فريق من النواب الأحرار الصادقين. بالمناسبة هذه ليست نرجسية كما يردد البعض، وإنما هي رسالة للتونسيات والتونسيين، مضمونها أن بوسعنا، رغم الحصار السياسي والإعلامي المفروض علينا، ورغم الظلم الكبير الذي نتعرض له، بوسعنا أن ننتصر ونقدم البديل ونشكل حكومة كفاءات وطنية تطبق نظام الصحة المجانية، وتصرف منحة البحث عن عمل لنصف مليون عاطل عن عمل، وتؤمن حق التنقل المجاني لمن أتم الخامسة والستين من العمر، وتنشئ صندوقا لتنمية المناطق المحرومة ومساعدة الشباب على تأسيس مشاريع صغيرة ومتوسطة، وترسي العدل، وتحافظ على حياد الإدارة التونسية، وتنهي منطق تقسيم التونسيين لإسلاميين وعلمانيين، وتجمعهم تحت راية المحبة. أؤكد لكل من يقرأ هذا الحوار أن فرصنا كبيرة في الفوز في الإنتخابات الرئاسية والتشريعية المقبلة، بحول الله وقوته وعونه.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.