قرر النواب المعارضون لمشروع الدستور، التوجه لرئاسة الجمهورية لطلب عدم ختم هذا المشروع كما اعتزموا تكوين ستة مجموعات من النواب تقوم بالتحقق من التغييرات التي أحدثتها هيئة التنسيق والصياغة في النصوص المقدمة من قبل اللجان التأسيسية فضلا عن أنهم سيتوجهون بقضية لدى المحكمة الادارية للطعن في اختصاص هيئة التنسيق والصياغة واعلان بن جعفر عن المسودة النهائية دون الرجوع للجان التأسيسية. وقد جاءت هذه القرارات اثر عقدهم أمس، لاجتماع طارئ بمقر المجلس قصد توحيد مواقفهم والخروج بموقف رسمي ازاء المشروع النهائي للدستور قبل إعادته إلى اللجان التأسيسية لإبداء رأيها فيه ثم عقد جلسة عامة لمناقشته. ويعزم النواب المجتمعون على ادراج قراراتهم في بيان رسمي سيقع اصداره اليوم الثلاثاء لإحاطة الرأي العام علما بحجم وخطورة التمشي الذي اتبعه رئيس المجلس الوطني التأسيسي مصطفى بن جعفر وكتلة النهضة ولتوحيد الصفوف للحيلولة دون مرور مشروع الدستور إلى الجلسة العامة، وقد أكد في هذا السياق النائب عن «حركة الشعب» محمد البراهمي أنه في حالة تمرير المشروع فإن هناك فرضيتين إما أن تعتمد كتلة النهضة أساليبها المعروفة للحصول على الأغلبية المطلوبة لتمرير مشروعها وإما ستدفع بالأمر نحو الاستفتاء وهو ما اعتبره كارثة كبرى. وأضاف براهمي أن النواب المجتمعين أكدوا على أن رئيس المجلس الوطني التأسيسي مصطفى بن جعفر قد خرق النظام الداخلي للمجلس، كما أنه رفض طلب لجنة متابعة الحوار الوطني بتأخير اصدار مشروع الدستور لبضعة أيام إلى حين الحصول على المزيد من التوافقات، إلى جانب أنهم أكدوا على أن الدستور بصيغته الحالية فيه الكثير من الألغام القابلة للانفجار. من جهته جدّد النائب عن كتلة المؤتمر عمر الشتوي تأكيده على أن مشروع الدستور هو موصوف خطأ بكونه مشروعا، كما اعتبره مشروع حركة النهضة التي قال إنها تريد أن تنفرد بالحكم، مشيرا إلى أن المشروع لا يضمن الفصل بين السلط بل يؤسس لسيطرة رئيس الحزب الأغلبي، كما أكد أنه يؤسس لنظام مجلسي لا يختلف عن النظام الحالي مع اضافة صلاحيات تشريفية لرئيس الجمهورية. وأكد أيضا أن هذا المشروع ما كان ليمرّر لولا التضليل والخداع في منهجية العمل والتحيل على اللجان التأسيسية والخبراء وعلى المجتمع المدني من جهة أخرى اعتبر النائب عن حركة الشعب مراد العمدوني أن مشروع دستور النهضة كان جاهزا منذ بداية أشغال اللجان حين بدأ نواب الحركة يروجون على أنهم سينطلقون من ورقة بيضاء، واصفا ما حدث في اللجان التأسيسية بالمسرحية الهزلية التي كلفت الشعب سنة ونصف من الانتظار ومليارات كان يمكن استثمارها في التنمية على حد تعبيره.