واصل رئيس الجمهورية محمد المنصف المرزوقي صباح امس الخميس بقصر قرطاج إجراء مشاوراته مع عدد من الأحزاب حول الوضع السياسي العام في البلاد وآليات تسريع ما تبقى من المرحلة الانتقالية عبر بلورة جملة من التوافقات الوطنية. فقد التقى رئيس الجمهورية وفق بلاغ صحفي المولدي الرياحي رئيس كتلة «حزب التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات» الذي نقل له رؤية حزبه للمرحلة الراهنة ولمتطلبات إنجاح ما تبقى من المرحلة الانتقالية من خلال الإسراع بالمصادقة على مشروع دستور توافقي وإعداد مجلة انتخابية وتكوين الهيئة العليا المستقلة للانتخابات وتوسيع دائرة الحوار داخل المجلس الوطني التأسيسي وخارجه حول بعض النقاط الخلافية ووضع كل الظروف الملائمة لتنظيم انتخابات شفافة ونزيهة. من جهته شددّ كمال مرجان رئيس «حزب المبادرة» عقب لقائه رئيس الجمهورية على ماتكتسيه مثل هذه المشاورات من أهمية بالغة في ترسيخ نهج التشاور بين جميع الأطراف السياسية دون إقصاء مشيرا إلى قناعة جميع الأطراف بضرورة اختصار المسار الانتقالي في ظلّ توافق وطني بين جميع مكوّنات المشهد السياسي يفضي إلى انتخابات حرة وديمقراطية. كما التقى رئيس الجمهورية «راشد الغنوشي» رئيس «حركة النهضة» وتمحور اللقاء حول الأوضاع في المنطقة وخاصة في مصر إلى جانب التداول في واقع المسار الانتقالي وسبل تسريعه في إطار توافقي بين مختلف أطياف المشهد السياسي الوطني ليفضي إلى تنظيم انتخابات حرة ونزيهة. واكّد الغنوشي عقب اللقاء على وجود اتفاق تام بين مختلف الأطراف على المضي قدما نحو إجراء انتخابات حرة ونزيهة قبل نهاية السنة الجارية مشيرا إلى أن ذلك يقتضي تشكيل لجنة اتصال تتولى ضبط ما تبقى من مسائل تتعلق بالعملية الانتخابية وتسهر على إدارة حوار بين الفاعلين السياسيين والاجتماعيين داعيا إلى ضرورة دفع الحوار الوطني بين مختلف الأطراف السياسية والاجتماعية. هذا والتقى رئيس الجمهورية في ذات السياق بالباجي قائد السبسي رئيس «حركة نداء تونس» ، الذي كان مرفوقا بالطيب البكوش الأمين العام للحركة ،و تمحور اللقاء حول الوضع الإقليمي وتداعياته المحتملة على تونس والسبل الكفيلة بتنشيط الحوار الوطني بما يسهم في دفع المسار الانتقالي إلى نهايته في أفضل الظروف وفي مناخ توافقي. و أطلع السبسي رئيس الجمهورية عن رأي حزبه حول الوضع الراهن الذي تمر به تونس سيما تأخر الانتهاء من صياغة الدستور الجديد وضبط تركيبة الهيئة العليا المستقلة للانتخابات وتحديد موعد للاستحقاق الانتخابي القادم معبرا عن أمله في أن تجد اقتراحاته القبول من بقية الحساسيات السياسية الأخرى .