عقد امس المكتب التنفيذي لجمعية القضاة التونسيين مجلسا وطنيا طارئا بنادي القضاة بمنطقة سكرة من ولاية اريانة للتباحث بشان الوقائع التي جدت في محكمة الاستئناف بسوسة على خلفية منع قضاتها من عقد جلساتهم من قبل بعض المحامين, واستنكرت الجمعية ما جاء في بيان عميد المحامين الذي نفى الوقائع. و شددت «كلثوم كنو» رئيسة جمعية القضاة على احترام مهنة المحاماة التي من شانها التوجه نحو الدفاع عن المنظومة القضائية، لكنها شجبت عملية اقتحام المحكمة من قبل عدد من المحامين ومنعهم للقضاة من عقد جلساتهم ما ترتب عنه من ضوضاء وفوضى, مضيفة: «ما زاد الطين بلة هو إصدار عميد المحامين الجديد بيانا غريبا من حيث التوقيت ... دخل مباشرة بالمشاكل ... لقد اتفقنا على عدم التصعيد من قبل ومعالجة المشاكل وديا وفق اطر معينة ...». و أوضحت كنو ان الجمعية لم تتهم أيّة جهة بالوقوف وراء حالة الهرج التي جدت بمحكمة الاستئناف بسوسة نتيجة منع القضاة من عقد جلساتهم، مضيفة انها اكتفت بتوجيه لوم وأدانت بعض المحامين واعتبرت ان تصرفاتهم غير مدروسة . و أعربت كنو عن استغرابها الشديد من تصريحات عميد المحامين الجديد التي اتهم فيها جمعية القضاة بتحريف وتزييف المستجدات التي دارت ببهو محكمة سوسة، قائلة: «اتهامات عميد المحامين للقضاة مؤسفة ... سيدي العميد لم نحرف الوقائع ولا نعمل بالمثل القائل انصر أخاك ظالما أو مظلوما...». دفاع المحامين عن الجمعية «موش مزية» و شددت رئيسة جمعية القضاة مرارا على ان المحامين منعوا القضاة من ممارسة أنشطتهم ومن عقد جلساتهم مضيفة ان القول بعكس هذا، هو زيغ عن الواقع ورواية لن يصدقها احد. و اشتكت «كنو» من تبجح عمادة المحامين بمساعدة جمعية القضاة في إحدى أزماتها، معلقة :» نشكركم على وقوفكم معنا لكن لا يوجد هناك أي مبرر للحديث عنها في كل مرة ... دفاع المحامين عن الجمعية موش مزية وهي صلب مهنتهم ...» مضيفة ان دور المحامي يكمن في الدفاع عن أصحاب الحقوق المهضومة بعيدا عن التبجح والمنية . المس من هيبة القضاء لا سبيل اليه و حثت «كلثوم كنو» جميع الأطراف من محامين وقضاة ومواطنين على توحيد الصفوف للوصول إلى قضاء مستقل ومحاماة حرة، مضيفة: «لن نسمح لبعض المحامين بالتطاول على القضاء ... المس من هيبة القضاء لا سبيل اليه». و من جانبه اعتبر احد اعضاء المكتب التنفيذي للجمعية ما قامت به مجموعة من المحامين تجاوزات خطيرة تمس من هيبة القضاء، متهما اطرافا معينة بالعمل على زرع بذور الفرقة والازمة بين القضاة والمحامين، مؤكدا انهم يمتلكون اسماء محددة لعدد من المحامين سيقع تتبعهم على خلفية الاعمال التي شهدتها محكمة الاستئناف بسوسة، مشيرا الى ان عملية اقتحام المحكمة لها خلفيات سياسية، قائلا: « عميد المحامين اراد التهدئة لكنه جوبه بشعارات وصلت الى حد نعته بالعمالة...».