التونسية (تونس) دخل امس أعوان الصناديق الاجتماعية ومصحات الضمان الاجتماعي في إضراب عام ليومين شمل كافة مناطق الجمهورية بعد فشل الجلسة التفاوضية التي انعقدت بوزارة الشؤون الاجتماعية بتدخل من «حسين العباسي» الامين العام للاتحاد العام التونسي للشغل, لتقريب وجهات النظر حول مطالب موظفي الصناديق الاجتماعية. وتحولت مجموعة من الموظفين صبيحة امس الى بطحاء «محمد علي» اين يقع مقر اتحاد الشغل احتجاجا على تنكر وزارة الشؤون الاجتماعية لتعهداتها والاتفاقيات الممضاة بينها وبين الاطراف النقابية خاصة في ما يتعلق بمنحة التقاعد وهبة العيد وتشغيل ابناء الاعوان ومراجعة النظام الاساسي حسب المحتجين. وتوافد العشرات من اعوان الصناديق الاجتماعية (صناديق التقاعد وصندوق التأمين على المرض ال«كنام» ومصحات الضمان الاجتماعي) على اتحاد الشغل باعتباره الاطار الذي تنضوي تحته نقاباتهم , مبدين تمسكهم باضرابهم الذي وصفوه بالشرعي والحق باعتباره يحمل مطالب معقولة بعيدة عن كل نفس تعجيزي حسب تعبيرهم. اعتصامات امام المقرات وهدد المحتجون بانتهاج منحى تصاعدي من خلال تنفيذ اعتصامات متتالية امام مقرات عملهم في صورة عدم تحقيق مطالبهم, والتي أقروا أنها مشروعه, خاصة أنهم امضوا المدة المطلوبة. وصب المحتجون جام غضبهم على السلط المعنية وفي مقدمتها وزير الشؤون الاجتماعية متهمين إياه بانتهاج سياسة التهميش والتسويف في تعامله مع ملف الصناديق الاجتماعية, كما عبر البعض الآخر عن سخطه من السلوكات التي تاتيها الوزارة في حقهم. لا خوف على قطاعنا وفي هذا الاطار شدّد «عبد الواحد الطرودي» ( نقابي ) في خطاب ألقاه امام المحتجين على ان النقابة ستلتجئ الى كافة الاشكال النضالية من اضرابات ووقفات احتجاجية للوصول الى مبتغاها المتمثل في تحقيق مطالبهم, قائلا: «لا خوف على قطاعنا, ويجب عليكم الحضور غدا في هذا المكان حتى نثبت اننا غير مستعدين للتنازل عن مطالبنا مهما كلفنا ذلك...». وأبرز الطرودي ان وزارة الشؤون الاجتماعية غير آبهة بالاتفاق المبرم بينها وبين الاطراف النقابية, مضيفا: «الادارة تلكأت ولم تف بتعهداتها مما انجر عنه تعطل المفاوضات, الوزارة ليس لها مشروع وغير جاهزة للتفاوض... نحن سنستخدم كافة الاشكال النضالية لنيل مطالبنا ...». اضراب ناجح من جانبه أكد «العيد الماجري» الكاتب العام المساعد لنقابة الصناديق الاجتماعية لاتحاد الشغل في تصريح اذاعي انه في ظرف اسبوع خاضت النقابة عدة مفاوضات تتعلق بالقانون الأساسي , لكن بلا جدوى. ومن اهم المطالب التي ينادي بها المحتجون: منحة التقاعد وهبة العيد وتشغيل ابناء الاعوان واعادة النظر في القانون الاساسي والهياكل التنظيمية. واعلن عدد من النقابيين ان الاضراب سجل نسبة نجاح قياسية وحقق نتائج محترمة, معتبرين ان الاضراب وسيلة للضغط على السلط المعنية لتحقيق مطالبها. سخط وغضب المواطنين تسبب الاضراب العام الذي نفذه اعوان الصناديق الاجتماعية في حدوث حالة من الغضب والغليان في صفوف المواطنين الذي اصطفوا في شكل طوابير طويلة امام ابواب مقرات الصناديق الاجتماعية الموصدة. واعرب جل المواطنين عن استيائهم الشديد بسبب الفوضى العارمة التى اصبحت عليها معظم أجهزة الدولة وإداراتها بعد الثورة نتيجة تغليب المصلحة الشخصية عن المصلحة العامة. ودعا عدد من المواطنين الذين ارهقهم الانتظار إلى عدم تعطيل مصالح المواطنين والعمل على حل مشاكلهم في اسرع الاجال والتحلي بمبادئ الرحمة والتسامح ، للدفع بمسيرة الوطن إلى الأمام والعمل على التوحد ودرء الفتن ونهج سبيل المصالحة. الوزارة ترد وعلى خلفية الاضراب العام لاعوان الصناديق الاجتماعية اصدرت وزارة الشؤون الاجتماعية بيانا قالت فيه: «انعقد ليلة الاحد 14 جويلية 2013 وبداية من الساعة العاشرة ليلا بمقر وزارة الشؤون الاجتماعية اجتماع اللجنة المركزية للتصالح لمواصلة النظر في البرقية الصادرة عن اتحاد الشغل بتاريخ 21 جوان 2013 والمتضمنة لتنبيه مسبق لدخول اعوان مؤسسات الضمان الاجتماعي في اضراب قطاعي يومي 15 و16 جويلية 2013». ولئن تم الاتفاق بين الطرفين النقابي والاداري على المسائل المتعلقة بالهياكل التنظيمية والقانون الاساسي ووصولات الاكل واستدراك زيادات اجور اعوان الحراسة والتنظيف لسنتي 2011 2012 فان بقية النقاط والمتعلقة بتخصيص نسبة لانتداب ابناء الاعوان ضمن برنامج انتدابات مؤسسات الضمان الاجتماعي بعنوان 2011 وتعميم منحة العدوى على جميع اعوان الصندوق الوطني للتامين على المرض وتمكين الاعوان من الانتفاع بنظام التقاعد الاكثر امتيازا من نظامي التقاعد في القطاعين الخاص والعمومي بالرغم من انخراطهم بنظام تقاعد آخر وتمكين جميع الاعوان من هبة العيد بمقدار 300 دينار والتي تمثل 50 بالمائة من التسبقة المسندة لم يتم التوصل الى اتفاق نهائي في شأنها. هذا وتجدر الاشارة الى ان اللجنة المركزية للتصالح قد عقدت في الغرض جلستي عمل بتاريخ 28 جوان و12 جويلية 2013, كما ابدى الجانب الاداري استعداده لمواصلة الحوار في كل النقاط العالقة الا ان الطرف النقابي تمسك بتنفيذ الاضراب.