على لسان كبارنا .. «الّي يحب يأخذ بايو...يبدأ من الأوّل» ...حكمة تنطبق شكلا ومضمونا على مجموعة المتميزين من التلاميذ الذين نالوا شهادة الباكالوريا بامتياز...أو بملاحظة « حسن»...وفي أضعف الايمان «قريب من الحسن»...على اعتبار أن هؤلاء يفسح لهم المجال في اختيار عشرة شعب على مقاس أعدادهم ومعدلهم وأيضا طاقة الاستيعاب للشعبة المختارة دون عاطفة أو ماشابه ذلك ...لأننا أيضا في هذه الخانة « ذراعك يا علّاف» ...فالناجحون ب18 من 20 فما فوق ليسوا على سبيل المثال في نفس الخانة عند الاختيار لمن نجح بمعدل بين 15 و16 من 20 . والمتميزون من الشعب العلمية والتقنية والاعلامية والاقتصادية عادة ما يميلون الى كليات الطب بأنواعها والصيدلة والدراسات العليا للتجارة والمراحل التحضيرية بالمدارس العليا ومدارس الهندسة ...أما في شعب الآداب فالأمور تختلف عن سابقاتها حيث يقتصر الاختيار على مجالات الحقوق واللغات والآداب ....دون أن نغفل عن رغبة الكثيرين في التوجه الى اختصاصات التمريض والتبنيج والاطارات شبه الطبية وميادين الشباب والطفولة ..و أيضا أكاديميات الجيش والأمن ومعاهد التربية البدنية....لنفهم أن كل من تميز في امتحان الباكالوريا بامكانه أن يتحصل على رغبته في خانة «من زرع....حصد» ومن المنطق أن يتحصل المتميز على أحسن الشعب صورة طبق الأصل للمشاركين في مسابقات رياضية مثلا حيث أن المتميزين ينالون تباعا الميداليات الثلاث الأولى . و فعلا بدأت أوراق الشعب تتطاير ...و معها يضيق هامش الاختيار على بقية الناجحين لأن الكبير يظل دوما كبيرا... والمتميز يظل أيضا متميزا... ولو أن المجموعة الثانية لها أيضا في الاختيار الموفق نصيب على اعتبار أنهم سيختاررون حتما شعبا حسب امكانياتهم المتوسطة والتي يمكن النجاح فيها والسير نحو الاجازة وبعدها الماجستير حسب نظام تعليمنا العالي ...و مهما تكن الشعب الجامعية فمن يريد التميز بامكانه ذلك في اختصاصه ...وكم أسماءانبلجت من رحم اختصاصات عادية وقدموا دروسا في الابداع أفادوا به البشرية وآرتفعت أسهم خدماتهم لانها سايرت العصر وعرف اصحابها كيف يتصرفون بذكاء ويقفزون الى أعلى المراتب رغم بساطة اختصاصهم ...و تتواصل حلقات مسلسل التوجيه الجامعي والناجخون في كرّ وفرّ مع الأنترنات الى أن نصل الى آخر حلقة لما ينتهي الجميع من عملية التوجيه ويقفل الملف لأن كل « يد....خذات أختها» ...و ينظر الناجحون الى المستقبل الوضاء بعيون حالمة ...و في الجامعة حياة جديدة بكل المقاييس لها طقوسها وعاداتها .