التونسية (حاجب العيون) حين وصلتنا معلومات متأكدة حول وجود إحدى العائلات المعوزة والقاطنة بالدائرة البلدية بمعتمدية حاجب العيون محرومة من مياه الشراب لمدة تزيد عن العقدين لم نصدق ذلك في البدء . ولكن بتحولنا إلى حي السعادة2 تأكدنا من صحة المعلومة حيث وقفنا على وضعية مزرية لعائلة فاقدة للسند تعيش منذ ما يزيد عن العقدين من الزمن الفقر والتهميش . ولعل ما زاد في مأساتها الاجتماعية وتعميق جراحها معاناتها اليومية مع قطرة الماء في انتظار نفض الغبار عن مطالبها إلى مصالح الشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه . وفي محاولة منها لتسليط الأضواء حول الوضعية الاجتماعية الصعبة لهذه العائلة المعدمة «التونسية» كانت لها مصافحة مع السيدة خديجة بنت عمار الرابحي التي تحدثت بكل حرقة فذكرت أن المقام استقر بها رفقة زوجها المرحوم عمر الرابحي منذ قرابة الثلاثين سنة بحي السعادة بحاجب العيون حيث ترك لها في كفالتها سبعة أبناء احدهم يشكو إعاقة جسدية وجميعهم عاطلون عن العمل . لا دخل لهم سوى منحة الشيخوخة التي تقدر بمائة دينار شهريا وما زاد في معاناتها افتقارها للماء الصالح للشراب الذي لا يبعد عنها سوى مائة متر فقط . والحال أن جيرانها من متساكني حي «اللواتة» يتمتعون بالماء الصالح للشراب وأضافت السيدة خديجة بالقول أنها قد قامت بمراسلة إدارة الصوناد بالقيروان بهدف المساعدة على ربطها بالشبكة المائية ولكن غاب الرد عن جميع مطالبها حتى فوجئت مؤخرا بمطالبتها بدفع ما قيمته ألفي دينار مقابل التمتع بالماء الصالح للشراب وهي المرأة الأرملة التي لا دخل لها لذلك هي تتساءل كيف السبيل لتوفير مثل هذا المبلغ حيث تقول حرفيا «ماعنديش منين انجيب..أنا وصغاري جواعة في الكرش» ورغم ذلك نجد أنفسنا مضطرين لجلب الماء يوميا بواسطة الأوعية البلاستيكية عبر العربة المجرورة «برويطة» من صونداج منطقة «الزواينية» رغم أن ماءها مالح لذلك نلتجئ في بعض الحالات إلى معتمد المكان الذي يسعفنا في فترات متباعدة بصهريج للماء سريعا ما نستهلكه بعد أن يظل لمدة طويلة عرضة لأشعة الشمس الحارقة.وبسؤالنا لدى السيد حاتم الرابحي رئيس فرع الصوناد بحاجب العيون حول الوضعية القانونية لهذه العائلة أفادنا أن النية تتجه قريبا إلى ربط منزلين بحي السعادة بحاجب العيون في إطار تمديد الشبكة المائية بحي السعادة2 وذلك بتكلفة جملية تقدر ب 3500 دينار. ومن المنتظر أن يشمل هذا الربط عائلة المرحوم عمر الرابحي وكذلك عائلة السيد الميزوني اللواتي ولكن بعد التعهد بدفع مساهمة في حدود 25 بالمائة من تكلفة المشروع . ولكن يبقى السؤال مطروحا من أين لعائلة تعيش الخصاصة والحرمان توفير مبلغ مالي مهما كان محدودا؟.