تعددت الاستغاثات وتنوعت المطلبية بعد ثورة الكرامة كاشفة عن حالات الاهمال والتهميش والتجاهل وهي ناجمة عن رواسب في ظاهرها وباطنها حاجة ماسة الى متطلبات حياتية وانسانية زادها الفقر توغلا ونيلا من كرامة الانسان خاصة في ولاية القصرين. وقد عززت اشكال الحرمان اصرار المحرومين على المطالبة بحقوقهم المشروعة فكانت مشاركتهم في ثورة الكرامة اندفاعا نحو رصاص حي آملا في ان تحل بعده حياة العزة والشموخ وتهب لبعضهم شربة ماء تروي عطشهم رغم وجودهم في منبع المياه، الشروق رصدت الوضع وكان لها لقاء مع سكان الاحياء المعدمة الى زمن الثورة كالسيدة سعيدة قسومي المقيمة بأقاصي حي الكرمة وهي ضريرة وتكفل والدتها المسنة وعجزت منذ سنين عن ربط منزلها بشبكة الماء الصالح للشراب لكن بعد الثورة تحقق هذا الحلم ام الارملة حدة قسومي القاطنة بحي الزهور فقد صرحت ان الفقر والخصاصة حالا دون ربط منزلها غير المكتملة اشغاله بعد بشبكة الماء الصالح للشرب نظرا لارتفاع تكلفة الربط.
و يحدثنا ايضا السيد مختار رحيمي المعيل لستة ابناء يزاولون التعليم بأن اوضاعه المادية المتردية تمنعه من التمتع بنعمة الماء الصالح للشرب شأنه شأن جيرانه بحي سعد الدين الذين انهكهم جلب الماء من اماكن اخرى بعيدة هذا وقد عاينت الشروق الاشغال على عين المكان ولاحظت لهفة المتساكنين وحرصهم على سير الاشغال ومد المساعدة للعاملين بحي سعد الدين من معتمدية الزهور مهد الثورة والكرامة بالقصرين.
الصوناد تتدخل
اتجهت «الشروق» الى السيد الصغير الدبابي رئيس اقليم الشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه بالقصرين فافادنا بأن الشركة قامت بدراسة شاملة بالتنسيق مع المجلس الجهوي فكان انطلاق الاشغال بنسق مهيكل وسريع حيث تم ربط بعض المناطق في فترة قصيرة المدى وتنعم بعضهم بماء الشرب خلال عيد الاضحى موضحا انهم كانوا يجلبون الماء في الصهاريج والاوعية البلاستكية وان الوضعية المادية هي التي حالت سابقا دون ربط المنازل بالشبكة المائية أما الان فإنه يقع درس اماكن اخرى بكل المعتمديات بالولاية لتزويدهم بماء الشرب في اطار النهوض بالمناطق التي تعاني الفقر والخصاصة وهو جزء لا يتجزأ من تحسين مستوى عيش المواطنين بعد ثورة الكرامة.
الشروق حاورت كذلك احد المقاولين السيد عمارة بركاوي المشرف على تطبيق هذا المخطط الخاص بتزويد الاماكن المعدومة بماء الشراب فصرح ان التزويد بالماء الصالح للشراب سيشمل عدة مناطق بالقصرين المركزية ومعتمديات حاسي الفريد العيون وماجل بلعباس والزهور وقد لاحظ علامات الاستبشار والفرحة على وجوه المنتفعين بهذا البرنامج وهو ما يوافقه فيه السيد العلمي عوني والسيد الطاهر الخميري من المسؤلين الاخرين على البرنامج بالشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه بالقصرين مؤكدين على حق هؤلاء المواطنين الذين يعيشون معاناة كبرى دون ماء فالثورة قامت لأجل هذا ومثله من تحسين الاوضاع خاصة بالولايات الداخلية المحرومة منذ العهود السابقة فالماء الصالح للشرب يمثل اهم الحقوق المشروعة والعاجلة يعد ثورة اعادت الامل في نفوس اهالي الجهة الذين انهكوا من التجاهل من مسؤولين سابقين.نشير الى ان النسوة هي التي كانت تزود العائلة بالماء في الاوعية البلاستيكية على ظهورهن او باستعمال الصهاريج المجرورة على الدواب فمن يريح هؤلاء يكون قد اسدى خدمات عظيمة لهن.