تعتبر منطقة رأس الحاجب التابعة لعمادة الغويبة من معتمدية حاجب العيون من أشهر المناطق بالجهة ذات مخزون هائل من المياه الجوفية. وقد كانت إلى عهد قريب تلعب دورا أساسيا في تنمية موارد القطاع الفلاحي بالجهة باعتبارها تحتوي على ما يزيد عن المائة هكتار من الأراضي الفلاحية الشاسعة والتي تختصّ بدرجة أولى في غراسة أشجار الزياتين التي تعود أصولها إلى بداية الستينات من القرن الماضي باعتبارها أحد الموارد الأساسية لضمان مورد الرزق لما يزيد عن الخمسين عائلة سهروا كثيرا على الاعتناء بغراساتهم السقوية قبل أن يجدوا أنفسهم عاجزين عن مواصلة تامين الحياة لأشجار الزيتون بسبب ابتعاد طبقة المائدة المائية التي تغذي الجهة إلى جانب رحلة معاناتهم اليومية والمتواصلة مع المحروقات وتحديدا المازوط الذي أفرغ جيوبهم. هذه الوضعية دفعت بالفلاحين إلى مراسلة الجهات الإدارية المختصة في مجال الطاقة الكهربائية بهدف المطالبة بكهربة الآبار السطحية التي يتجاوز عمق البعض منها 75 مترا وذلك في محاولة منهم لتجاوز العديد من الصعوبات التي تعترض سير عملهم اليومي، ولكن كثرت الوعود وغاب الإنجاز وفي هذا السياق اتصل ب«التونسية» بعض المتساكنين في محاولة لإبلاغ أصواتهم الى الدوائر المعنية، حيث تحدث إلينا السيد مصطفى الرابحي فذكر أن جميع الفلاحين بالمنطقة قد قاموا بتوجيه عديد المراسلات إلى مصالح الشركة التونسية للكهرباء والغاز منذ سنة 2003 لغاية كهربة الآبار المتواجدة بالمنطقة غير أنهم اصطدموا بالكلفة الباهظة المقدّرة ب7000 دينار للفلاح الواحد الشيء الذي جعلهم يجدون أنفسهم عاجزين عن توفير مثل هذا المبلغ فأغلبية العائلات معدمة الدخل وتعيش على ايقاع الفقر لذلك تمت مراسلة السيد وزير الفلاحة الذي طلب منهم إعادة الدراسة الفنية لإنجاز المشروع المقترح والذي فاجأهم مرة أخرى بالترفيع في تكلفته لتصل إلى حدود 8500 دينار بزيادة 1500 دينار عن الدراسة الأولى بما يتضمنه من آداء على القيمة المضافة يصل الى حدود 2000 دينار. وهو يرى في ذلك شروطا تعجيزية من شأنها أن تقف حائلا بينهم وبين تحقيق المطلوب حتى يتسنى لهم إبعاد شبح العطش عن أراضيهم الفلاحية التي يبس عودها وأصبحت مهددة بالتلف. وأضاف السيد مصطفى الرابحي بالقول: «قد اتصلت عديد المرات بالسيد رئيس إقليم الشركة التونسية للكهرباء والغاز بالقيروان الذي أبدى تفهمه ولكن يبقى الإصرار قائما على ضرورة توفير المبلغ المقترح الذي نرى فيه جميعا شططا في التكلفة التي لم تراع الإمكانيات الحقيقية لصّغار الفلاحين ب«الجهة». السيدة أحلام الشورابي فلاحة شابة بالجهة طالبت بتدخل الدولة لإنقاذ القطاع الفلاحي بمنطقة رأس الحاجب التي يعيش أغلب متساكنيها تحت خطّ الفقر وتساءلت «كيف السبيل لتوفير مثل هذه الاعتمادات من عائلات معدمة وأغلب شبابها عاطل عن العمل وينتظر المزيد من فرص التشغيل في القطاع الفلاحي». فالقطاع الفلاحي مازال ينتظر المزيد من التشجيعات لعلّ أبرزها العمل على كهربة الآبار لتدبّ الحياة من جديد في أشجار الزيتون التي أصبحت اليوم مهددة بالعطش في منطقة تحيط بها العيون الجارية من كلّ الجهات ولكن لا سبيل لحسن استغلالها في ظلّ غياب دعم الدولة المنشود.