التونسية (مكتب صفاقس) نجاح كبير عرفته سهرة افتتاح مهرجان صفاقس الدولي في دورته 35 بالعرض الفني الرائع لابن الجهة وسلطان الطرب العربي صابر الرباعي الذي عاد الى ركح المسرح الصيفي سيدي منصور بعد غياب لحوالي 5 سنوات... ورهان كبير كسبته هيئة تنظيم مهرجان صفاقس الدولي سواء من خلال اختيار نجم سهرة الافتتاح او من خلال اعادة الجمهور الى مدرجات هذا المسرح الواسع بعد صدمة أحداث ستار اكاديمي 2007 او بعد تأمين حضور قرابة 8الاف متفرج اثر سنتين من الغياب عن هذا المسرح وبالتالي يمكن القول ان العرض الافتتاحي شكل بحق عودة الدر الى معدنه... وقبل الحديث عن العرض الفني الرائع لصابر الرباعي لا بد من الاشادة بمجهودات مختلف الاطراف التي كانت حاضرة وسهرت على كل كبيرة وصغيرة من اجل ان تكون العودة بقيمة الحدث وقيمة صفاقس ومسرحها وكلمة برافو كبيرة للتنظيم المحكم من الامن وشكر كبير ايضا لهيئة المهرجان التي سلكت طريق التركيز على الجمهور النوعي وقطعت الطريق على الدعوات الشرفية وغيرها كما ان لجنة الاعلام بالهيئة المديرة نجحت في تأمين ندوة صحفية مع الفنان صابر الرباعي قبل انطلاق العرض وبدا فيها سعيدا بالعودة الى جمهور مسقط رأسه وايضا تأمين ندوة صحفية مع وزير الثقافة مهدي المبروك بعد نهاية العرض. وكان الوزير قد تابع حفل الافتتاح منذ بدايته صحبة المسؤولين الجهويين ونوّه كثيرا بالذوق الفني الرفيع... اذن كانت الامور التنظيمية والاعدايدية جيدة وجاء عرض صابر الرباعي او سلطان الطرب العربي ليقدم شهادة نجومية باقية لهذا الفنان الذي تغنى وترنم وتسلطن على الركح على مدى يقارب الساعتين ونصف من دون توقف. لقد كانت فسحة كبيرة للسفر بين انماط غنائية تطرب الأذن وتشد الجمهور ليحصل التفاعل التلقائي بين الفنان والمعجبين بفنه وادائه ولتكون الفرجة مضمونة لا على مستوى الركح الذي اعتلاه صابر الرباعي فحسب وانما ايضا في مدرجات المسرح الصيفي بسيدي منصور حيث نسمات البحر العليلة في سهرة رمضانية ستبقى خالدة في البال. لقد راوح سلطان الطرب صابر الرباعي بين القديم والجديد من انتاجه الغنائي حيث ادى أغاني «يا دلولة» و«عاشق مغروم» و«بصراحة» و«يا للة» و«يا اغلى ما عندي» و«متخافيش» و«الطفلة العربية» و«اتحدى العالم» و«على الطاير» و«صيد الريم» و«عشيري الغالي» و«خلوني» و«حني يا ليالي» و«مزيانة» وسط تفاعل كبير من الجمهور الحاضر كما ابدع في تأدية كوكتال تونسي للفنانين محمد الجموسي واحمد حمزة لينهي سهرته الرائعة بآداء اغنية سيدي منصور وبرشة. وعلى المستوى الفني كانت الاضاءة جيدة لتزيد ركح المسرح الصيفي جمالا وبهاء الى جانب معالم الزينة على مستوى الكساء الفني الذي زين الجدران الخارجية للمسرح الصيفي بسيدي منصور. «التونسية» رصدت انطباعات عدد من المتفرجين عقب نهاية العرض فكان الارتياح واضحا لمستوى السهرة والانتشاء بما قدمه سلطان الطرب العربي وكان التذوق الرائع للطرب الاصيل بعيدا عن سخافات اشباه المطربين او المطربات ممن لا تصلح عروضهم الا في الكباريهات ومخاطبة حاسة البصر لا غير. وتجدر الاشارة الى ان مدير المهرجان نزار شقرون قال في كلمة الافتتاح للمهرجان وللسهرة ان صفاقس الباحثة عن عدالة اجتماعية كباقي مكونات الوطن هي تبحث الى اليوم وبالتوازي مع ذلك عن عدالة ثقافية مشيدا بدعم وزارة الثقافة ممثلة في شخص الوزير مهدي المبروك وكذلك السند القوي الذي شكلته المندوبية الجهوية للثقافة بالجهة في شخص المندوب الجهوي ربيعة بالفقيرة التي وصفها بالمرأة الحديدية في الزمن الصعب.