تناسلت العبارات السياسية المستحدَثة، فبعد أن هضّمنا تدريجيا عبارات الثورة المضادة والتحصين والتدافع والأزلام، أطلت علينا الكلمة السحرية «الدولة العميقة» كتوصيف لبقايا ما كان من نظام، أسقطه الشعب ولأنه ساقط بطبعه (بالدارجة والفصحى)، يريد الرجوع إلى الكرسي بسرعة وما أحلى الرجوع إليه!. فقط وبعيدا عن ابتكار اللغة، يكفي أيها السياسيون من «ضربان.. الجَلْغَة» ، فلن تجدوا مواطنا واحدا في هذه الحرارة وغلاء الأسعار في انتظار عيد الصغار، فاهما لهذه العبارة يا «نبّارة». وحتى لو سلّمنا بهذا التعريف، فماذا نسمّي ما نعيشه اليوم من تخاريف؟، دولة خفيفة، نظيفة وشريفة؟ مع أنّ «بيرْها» عميقة؟. بالعنف الشارعي، بالاحتقان، بعدم التوافق،بالاغتيال والتهديد والوعيد، الحقيقة أنّ أسياد مشهدنا السياسي الحالي وفي ظرف سنتيْن مرّتا كدقيقة، أسّسوا الدولة «ما بعد العميقة» وهي ل «الدولة العميقة» التي يدّعون محاربتَها أحلى شَقيقة!، أنتم يا.. أزمتنا العميقة!