عن دار «ميريت» للنشر والمعلومات بالقاهرة صدرت هذه الايام رواية اولى بعنوان «حافات الأمل» للصحافي والكاتب السياسي العراقي صلاح النصراوي. والرواية هي محاولة في الدفاع عن الذات وحريتها وسلامها الداخلي العميق، بقدر ما هي محاولة في تسليط الضوء على الواقع العراقي خلال السنوات الثلاثين الماضية، هذا الواقع لذي انتهى تحت معاول الطغيان والعسف والتسلط الآن الى مجتمع مقموع وبلد موصوم بالعزلة وكيان مهدد بأخطار لا حصر لها. والسؤال الذي يواجه الناقد هو لماذا يلجأ صحافي وكاتب سياسي الى الرواية كنوع من انواع الكتابة للتعبير عن ذاته دون ان يكتفي بتقاريره ومقالاته. بالتأكيد ان هذا الامر ليس بدعة، بل يبدو انه يلبي حاجة ملحة ليس في البحث عن مكان ادبي، بقدر ما هي حاجة للتعبير لا تجد مكانها شكلا ومضمونا في عالم الصحافة الذي رغم قدراته السحرية الكامنة لا يوفر مساحة الجنس الروائي ولا مرونته والأهم من ذلك كله الحرية التي عادة ما تكون سلطة مالك الصحيفة او ادارتها قيدا عليها. من هذه الناحية يبدو ان النصراوي كان في امس الحاجة لكي يبوح دون حسبان او رقيب من العفوية التي تلازم الرواية باعتبرها ربما عملا او لا تغلب عليها كما هو دائما روح التجريب قبل امتلاك صاحبها كل ناصية التقنية الروائىة المركبة والتي بدورها تزداد تعقيدا مع تنوع التجارب العالمية فيها. ومع ذلك جاء اختيار شكل الرواية ملائما تماما لعالمها ولموضوعها حيث انها تتكون من فصلين اساسيين تتوزع مشاهدها على الفصل الاول «في ليلة» والفصل الثاني «في نهار» في رمزية بالغة الدلالة حيث الشكل يفصح عن معنى الزمن الحقيقي للرواية وايضا مكانها. «الرصيد المعجمي الحي» لعباس الصوري صدر بالرباط للدكتور عباس الصوري، المدير العام لمكتب تنسيق التعريب بالرباط، وهو احد فروع المنظمة العربية للثقافة والعلوم (ألسكو)، كتاب بعنوان «الرصيد المعجمي الحي في بيداغوجية اللغة العربية» وهو من إصدارات مكتب تنسيق التعريب، في محاولة منه «لوضع نموذج لرصيد لغوي حي في اللغة العربية». وتستند الدراسة الى التقاليد العلمية والتربوية في تعليم اللغة العربية التي كانت سائدة، قديما، والتي اعطت حينها نتائج ايجابية انعكست في تمكن الدارسين من الإلمام الجيد بهذه اللغة، وهو ما يفتقد اليوم حتى بالنسبة لقسم من المختصين ولذلك تقترح الدراسة ان يكون الرهان على الانطلاق من الايجابيات في المنهج القديم والبناء عليه بالانفتاح على العصر بكل متطلباته اللغوية الملحة من الالفاظ المستحدثة والمصطلحات العلمية التي لا غنى عنها في حياتنا العصرية. ونقطة انطلاق الدراسة هي «الفصحى الحديثة» التي تشمل الالفاظ التي تعبّر عن الحياة العصرية، وتندرج من عدة مستويات لغوية من معنى «الفصاحة» عند القدماء الى ما ترسب من فصيح في كل لهجة من اللهجات العربية المختلفة. ويرى الصوري ان هناك ضرورية في الوقت الحالي لتفحص درجة انحدار المستوى اللغوي لدى شريحة المتعلمين في مختلف الدول العربية، مشيرا الى عدة عوامل موضوعية وذاتية ساهمت في هذا الانحدار، ومنها: المحيط اللغوي الذي لا يشجع المتعلم العربي على استعمال الفصيح مما تعلمه في المدرسة الا في نطاق ضيق محدود ويعتمد في اموره الحيوية اليومية على اللهجات المحلية او اللغات الاجنبية. دور اجهزة الاعلام السلبي تجاه استعمال الفصحى وهي التي لها دور حاسم في تشكيل الكفايات اللغوية لدى المتعلم، وعدم وضوح وظيفة الفصحى في المنهاج بكل مكوّناته سواء ما يتعلق منه بالمحتوى او الكتاب المدرسي او الطرق المتبعة في التبليغ ونوعية التكوين الذي يتلقاه المدرسون والتقنيات المستعملة في تمرير محتوى المنهاج. النصوص التي تشكل مادة التعلم تحصر حياة اللغة العربية في مجالات بعيدة عن واقع المتعلمين خاصة ان نسبة النماذج التراثية في هذه النصوص مرتفعة مما يضاعف عنصر الصعوبة، ويعقد عملية التعليم المعاصر. «مؤقتا... تحت خيمة» لمحمد الغامدي للشاعر محمد خضر الغامدي، صدرت حديثا عن دار «أزمنة» مجموعة شعرية بعنوان «مؤقتا تحت خيمة» في 69 صفحة من الحجم المتوسط. من قصيدة «واقفون في شتاء غاضب»: انه الوقت ساعة أن أخضعناه إنها لحظة اندماج الشمع بالسراب وتساقط الكلمات من سطح الشتاء إنها لحظة الغياب الوجوم الذي كان والذي افتضه المساء والشفاه التي نفثت ما تبقى من الحياء والعبارات العائمة الزرقاء وأنا كنت هناك ألتقط اعضائي التائهة بعد ان كنت في تحدي المسافات