لتونسية (تونس) عرف امس منزل الشهيد «محمد البراهمي» حالة احتقان قصوى في صفوف افراد عائلته واقاربه وكل من تحول الى مكان حادثة الاغتيال , فاختلطت الدموع بالزغاريد المحتفية بالشهيد . و قد خيم الحزن والكآبة على منزل الشهيد فانتشر عويل النسوة ونحيبهن في الارجاء تحسرا على فقدان عزيز قوم اختطفته رصاصات غادرة من بينهم . وروت «مباركة عواينية» أرملة الشهيد اخر لحظات حياة زوجها فبدات بوصف عملية اغتياله مؤكدة ان «محمد» كان في المنزل يلاعب ابنته الصغيرة , وفي حدود منتصف النهار رن هاتفه الجوال وعندما رفع السماعة هرول مسرعا الى خارج المنزل متجها صوب سيارته. واوضحت عواينية انه بمجرد صعود الشهيد الى سيارته وامساكه بالمقود فتحت امامه ابواب جهنم بعد ان اطلق الجناة 14 رصاصة استقرت في اجزاء مختلفة من جسمه , مضيفة انه عندما وصلت الى مسامعهم اصوات الطلقات النارية اسرع ابناؤها الى خارج البيت لاستطلاع الامر , لكنها تأخرت بعض الشيء لتوضيب اغراضها وارتداء ملابسها . و ابرزت عواينية انها بمجرد الخروج من المنزل وقع بصرها على جسد زوجها يسبح في بركة من الدماء من شدة النزيف بفعل تلقيه وابلا من الرصاص على مستوى الرأس والعنق والبطن. وأشارت الى انها لم تستوعب ما يجري من حولها خاصة بعد دخول ابنائها حالة هستيرية بعد رؤية أبيهم في تلك الوضعية الحرجة حيث سقط جسده على المقعد الثاني المحاذي لمقود السيارة , مضيفة ان ابنيها «بلقيس» و«عدنان» طلبا من «محمد» النطق بالشهادة , ففعل ذلك , ورددوا : «شهّد يا بابا شهّد ...» البراهمي تحرك في طريقه الى المستشفى و قالت «مباركة» : « لقد وجدت زوجي غارقا في دمائه ورأسه يتدلى من نافذة السيارة, فخارت قوايا ... وبعد مضي برهة تحول جيراننا الى مكان الحادث فصدموا من هول المشهد ... وسارع احدهم الى جلب سيارته لنقل البراهمي الى المستشفى وهو في غيبوبة كاملة...» و ذكرت مباركة انه بينما كانوا في طريقهم الى المستشفى «محمود الماطري» تحرك «محمد البراهمي» وادار راسه صوبها وكانه يريد ان يقول شيئا , لكنه دخل مجددا في غيبوبة , مضيفة : «لقد توفي زوجي في المستشفى بعد نصف ساعة من قدومه ...» الامن قدم بعد ساعة ونصف من الحادثة من جانبها كذبت سيدة تقطن بجوار منزل الشهيد «محمد البراهمي» رواية وزارة الداخلية واوضحت ان قوات الامن قدمت الى مكان الحادث بعد مضي حوالي ساعة ونصف فلم تجد سوى سيارة الشهيد , مضيفة انها لم تتمكن من رؤية الجناة لكن بلغها انهما شابان استعملا دراجة نارية في مرحلة اولى ثم استقلا سيارة في مرحلة ثانية , قائلة : «لقد كان الجميع يغط في نوم عميق عند وقوع الحادثة فاستفقنا على صوت الرصاص ظنه الكثير العابا نارية ... لقد ادخل حادث الاغتيال حالة من الهلع في صفوف عائلته ... الله يرحمو كان راجل طيب...» البراهمي حج 4 مرات واعتمر 7 مرات وختم القرآن امّا احدى اخوات الشهيد فقد اكدت ان الفقيد تمكن من زيارة مكةالمكرمة عديد المرات مضيفة انه ادى مناسك الحج 4 مرات واعتمر 7 مرات , قائلة : «لقد ختم أخي القرآن عديد المرات ومات وهو صائم , انه يخاف الله ويسعى الى خدمة الفقراء والمحتاجين ...» و ابرزت ان «محمد» كان سندا لجميع اقاربه ولكل الفقراء , مضيفة انه يستضيف الطلبة من كل الجهات في بيته ويقدم المعونة . ماذا قال البراهمي ليلة اغتياله ؟ واوضح «محسن النابتي» عضو المكتب السياسي لحزب التيار الشعبي ان آخر ما صرح به المرحوم ليلة اغتياله هو انتقاده المستمر في تلك الليلة لتنظيم الاخوان المسلمين وعلاقته باسرائيل والولايات المتحدةالامريكية . اما اخاه فقد اكد على انه كان شديد الاصرار على سلامة الشهيد مضيفا انه طلب منه مرارا تمكينه من حماية شخصية خاصة بعد اغتيال الفقيد «شكري بلعيد» , واستطرد : «لقد كان يقول لي شقيقي ايعقل ان اوفر الحماية لنفسي وعدد من ابناء شعبي لا يستطيعون شراء الخبز...»؟