التونسية (مكتب الجنوب الغربي) الاحتفالات بليلة 27 رمضان بربوع الجريد لها نكهة خاصة وتستعد لها كل العائلات كأحسن ما يكون الاستعداد روحيا واجتماعيا ويسمى هذا اليوم «عيد اللحم» حيث تبادر العائلات بشراء كميات كبيرة من لحم الحاشي لإحضار الكسكسي وأطباق متنوعة من المأكولات لإطعام المقيمين بالزوايا أو بعض العائلات المعوزة. ولهذه الليلة التي فضلها الله عن ألف شهر العديد من الخصوصيات بهذه الربوع وباقي مدن الجريد لما لها من معاني التضامن والتآزر حيث تواترت عبر الزمان العديد من هذه العادات والتقاليد التي توارثتها الأجيال. وتشهد كافة الأحياء حركية غير عادية لما تتميز به من خصوصية دينية وروحانية ترسخت في الذاكرة. إذ يستعد المتساكنون لهذه المناسبة السعيدة كأحسن ما يكون فتفتح بيوت الله أبوابها لاستقبال المصلين وتتعالى أصوات الأذكار الدينية والأحاديث النبوية الشريفة وتعد العائلات البخور ليصلى عليه في الجوامع ويسمى بخور 27 وفي العادة يطلق على هذه الليلة ليلة القدر فتوزع الأكلات سيما الكسكسي والقصد من ذلك صدقة لذويها المتوفين. ختان وخطوبة كما تمثل ليلة القدر مناسبة للالتقاء ولتجاوز الخلافات وتجديد العهد وللمة العائلية الموسعة ومناسبة للتعاون ولإدخال الفرحة على الآخرين تقيم عديد العائلات حفلات ختان أبنائها في هذه الليلة المباركة كما أن هناك من يختارها لعقد قرانه أو القيام بخطوبته في حين تشهد المساجد والزوايا اكتظاظا كبيرا بالرواد الذين يغتنمون الفرصة لزيارة الأولياء الصالحين للتبرك في ليلة مباركة وتشهد الزاوية القادرية بتوزر أنشطة دينية متنوعة وتستغل النسوة المناسبة للحضور بكثافة في هذه المواكب وتعم الفرحة في كافة البيوت نظرا لمكانة هذه الليلة وهي فرصة للتزاور وتسهر العائلات إلى ساعات متأخرة من الليل فهي ليلة سميت بليلة القدر فضلها الله سبحانه وتعالى عن بقية أيام السنة كما تشهد مدينة توزر توافد مئات الزوار من الولايات المجاورة الذين يفضلون قضاءها بالزوايا ومواكبة مختلف الأنشطة الدينية التي تقام بها وتمثل ليلة 27 رمضان عيد قبل عيد الفطر الذي تلوح تباشيره منذ هذه الليلة المباركة التي تتميز عادة بتنوع الأكلات أيضا على غرار إحضار الملوخية لتكون بقية الأيام والليالي خضراء فضلا عن إعداد الكسكسي وهو الطبق الرئيسي والسائد في تلك الليلة السعيدة.