هل صحيح ان هناك توجه لتكوين منظمة نقابية جديدة تضم منسلخين من الاتحاد العام التونسي للشغل الذي يعتبر اكبر منظمة وطنية واكثرها حضورا في المشهد بما لها من تاريخ نضالي كبير ؟ يبدو ان الامر يتجه بالفعل نحو ذلك والحديث يدور بشدة على صفحات التواصل الاجتماعي عن أن الشيخ رضا الجوادي هو من الداعين الى تأسيس منظمة نقابية جديدة ولذلك اتصلت «التونسية» عشية امس السبت برضا الجوادي لمعرفة حقيقة الامر فصرح لنا بما يلي : «بالفعل هناك عديد الاطراف النقابية والاجتماعية ومن مختلف جهات البلاد هي بصدد الاعداد لتأسيس منظمة نقابية جديدة تلبّي طموحات الشعب في الانخراط في منظمة وفي عمل نقابي حرّ ومستقل وبنّاء ويأتي ذلك بعد اليأس من ممارسات الاتحاد العام التونسي للشغل وانحراف أدائه وانحيازه لاطراف حزبية يسارية وتجمعية وكذلك انخراطه الواضح في محاولات زعزعة امن البلاد وتخريب الاقتصاد والمؤسف ان الاتحاد اصبح يعتبر نفسه وصيا على الشعب ويقرر بدلا عنه متجاوزا قواعده كما انه اصبح يستنجد بالمنحرفين وبالميليشيات ونحن نرى في ذلك اساءة بالغة لهذه المنظمة الوطنية العريقة والعتيدة ورمزها الشهيد البطل فرحات حشاد ... وبعد محاولات فاشلة لاصلاح حال المنظمة وتطهيرها من الداخل اصبحت القناعة لدى عدد كبير من النقابيين انه لا حل لهذا الانحراف في المسيرة وفي العمل النقابي سوى تأسيس منظمة نقابية جديدة تحافظ على الصورة المشرفة لنضالات الشهيد فرحات حشاد ومن جاء بعده من الزعماء النقابيين الوطنيين. وسيقع تتويج المساعي بالدعوة الى الانسلاخ من الاتحاد العام التونسي للشغل والانخراط في المنظمة الجديدة. ونحن ننفي بهذه المناسبة ما يروجه البعض ضدنا من اتهامات باطلة لا دليل عليها تتهمنا بالتحريض على مهاجمة مقرات الاتحاد فنحن لسنا دعاة عنف ولا فوضى ولا تخريب ويعلم الله ان هدفنا وقصدنا لم يكن الاساءة الى الاتحاد العام التونسي للشغل وانما انقاذ رصيده النضالي الطويل من التشويه والانحراف اللذين ميزا اداءه في المدة الاخيرة وفي وقت انجزت فيه بلادنا ثورة عظيمة». وقد سألنا الاستاذ والشيخ رضا الجوادي ان كانت المنظمة الجديدة اسلامية فقال لنا : «هي منظمة نقابية وطنية حرة ومستقلة مرجعيتها الاسلام وتعاليمه السمحة ولا علاقة لها من قريب ولا بعيد بالاحزاب ايا كانت توجهاتها فهذه المنظمة ستكون وطنية وحرة وتدافع عن منظوريها ولن ترتهن الى اي جهة حزبية مهما كانت».