يحيي الاتحاد العام التونسي للشغل ومن ورائه كافة النقابيين والشغالين يوم الاربعاء المقبل 5 ديسمبر 2012 الذكرى الستين لاغتيال شهيد الحركة النقابية والوطنية الزعيم الراحل فرحات حشاد. في هذا اليوم من سنة 1952 امتدّت يد الغدر الاستعماري لتغتال حشاد العظيم الذي حرك في وجه المستعمر الفرنسي وآلته العسكرية موجة من الاضرابات الاحتجاجية ردّا على مذكرة 15 ديسمبر 1951 الرافضة الاعتراف بحق الشعب التونسي في السيادة. ولم يكتف فرحات بالاضرابات الداخلية بل ذهب إلى استنهاض التضامن الدولي من خلال التعريف بالقضيّة التونسية على منبر النقابات الأمريكية وعلى منابر الكنفدرالية العالميّة للنقابات الحرّة بعد الانضمام إليها مُحرجًا للادارة الاستعمارية ومن هنا أصبح اغتيال حشاد قرارا لدى غلاة الاستعمار خاصة بعد تزّعمه للمقاومة الوطنية اثر اعتقال قادة الحزب الدستوري في مطلع سنة 1952. حشاد اغتيل في مثل هذا اليوم ليترك لنا منظمة نقابية صامدة رغم محاولات التشويه والتشكيك التي برزت من هنا وهناك من مساهماته الفعّالة في التأسيس لدولة حرّة ومستقلّة وديمقراطية ويكفي الاتحاد العام التونسي للشغل ردّا على هذه المحاولات التشويهية التي برزت من عدّة غوغائيين سياسيين في ظلّ حراك ثورة الحريّة والكرامة التي يخوضها شعبنا من 14 جانفي 2011... يكفي الاتحاد ردّا على ذلك تمسّكه بإرثه النضالي والتاريخي وإعادة نسخ تاريخ حشاد العظيم بنفس الروح النضالية وبنفس الالتزام بالشراكة الناجعة مع مكوّنات المجتمع المدني والسياسي والعمل على الدفع نحو دستور يعكس طموحات شعبنا في مجتمع أفضل. إنّ الاتحاد العام التونسي للشغل الذي يحيى اليوم هذه الذكرى في ظلّ ما تشهده البلاد من تطورات سياسية واجتماعية واقتصادية شكّلت محور تجاذبات سياسية كبيرة يجدّد حرصه على حماية الثورة وأهدافها ويدعو كافة الفرقاء السياسيين ومكوّنات المجتمع المدني الى الانخراط المسؤول لتحقيق أهداف الثورة وتحقيق تطلّلعات الشعب إلى مستقبل أفضل تنتفي فيه الفوارق الاجتماعية والجهوية وتسوده التنمية العادلة والحريّة والكرامة... هذه رسالة الاتحاد عبر تاريخه النضالي الطويل وعبر الارث الذي تركه حشاد والرواد.