اجرت صحيفة «لوموند» الفرنسية حوارا مع السيد «الباجي قايد السبسي» رئيس نداء تونس , اكد خلاله أنّ رئاسة الحكومة تحتاج الى صدمة نفسية كي ترحل عن الساحة السياسية وان حركة «النهضة» التي تقود الائتلاف الحاكم لا يمكنها مواصلة ترؤس الحكومة وأن هذا أمر محسوم داخل حزبه حسب تعبيره , قائلا : « الحكومة تحتاج الى صدمة نفسية كي ترحل... لن يبكي أحد على أطلالها...» مرجعا ذلك الى تردي الوضع الذي تمر به بلادنا منذ ما يناهز العامين, واصفا الوضع الاقتصادي بالكارثي نظرا لعجز الحكومة عن تسيير دواليب الدولة وفقدان السيطرة على النظام العام حسب قوله. وبخصوص الدعوة المنادية بحل المجلس التأسيسي والتي هي من بين المطالب الرئيسية لاعتصام الرحيل بساحة «باردو» , لم ير رئيس حركة «نداء تونس» مانعا في استمرار عمل المجلس لكنه شدد على ضرورة اسقاط الحكومة مضيفا ان مطلبه يتوافق مع البيانات التي صدرت عن المنظمات الوطنية على غرار الاتحاد العام التونسي للشغل واتحاد الصناعة والتجارة والصناعات التقليدية , الرافضة لتقويضه ( أي التأسيسي ) . واستنكر السبسي تعنت «علي العريض» رئيس الحكومة الذي أغلق جميع الأبواب على حد قوله , مضيفا ان هذا التعنت يجعله يتمسك بمطلب حل الحكومة وتعويضها بلجنة خبراء يتمتعون بالكفاءة والنزاهة لادارة شؤون البلاد, ويمنعون من الترشح الى الاستحقاقات الانتخابية القادمة , مضيفا ان الوضع الحالي يتسم بالخطورة ويقتضي حكومة تقودها شخصيات غير الحالية , خاصة بعد اغتيال الشهيد «محمد البراهمي» القيادي بالجبهة الشعبية واندلاع احداث جبل الشعانبي التي استشهد خلالها عدد من جنودنا البواسل في سبيل الوطن , والتي تسببت في تفاقم الازمة بشكل غير مسبوق امنيا واجتماعيا واقتصاديا ومعنويا ... كما كذب السبسي تكهنات عدد من السياسيين القائلة بان احزاب المعارضة تسعى الى الوصول الى الكرسي عن طريق الاعتصام والاحتجاج , موضحا انهم لا يسعون الى افتكاك السلطة واعتلاء سدة الحكم وانما إلى تشكيل حكومة تضم كفاءات وطنية . وعن متطلبات المرحلة القادمة اقترح السبسي الاسراع في كتابة الدستور وتشكيل الهيئة المستقلة للانتخابات , ثم الشروع في عمليات تسجيل الناخبين تمهيدا لاجراء انتخابات شفافة ونزيهة تفرز حكومة جديدة .