التونسية (تونس) انتشرت حمى الاستقالات في صفوف أعضاء المجلس الوطني التأسيسي بعد ان كانت مقتصرة على الاحزاب فقط , على خلفية اغتيال الشهيد «محمد براهمي» , فقد اعلن ما لايقل عن 53 من نواب الشعب عن استقالتهم أو تجميد عضويتهم من المجلس في انتظار القيام بكل الاشكال النضالية لحله , وذلك خلال ندوة صحفية عقدت في الليلة الفاصلة بين الجمعة السبت بنزل افريكا . وصرح سمير الطيب في وقت لاحق لوسائل اعلامية أن عدد النواب المنسحبين يقارب 70 مضيفا أن الحصيلة مرشحة للارتفاع. ويذكر أن النواب المنسحبون التحقوا ب «اعتصام الرحيل» أمام المجلس التأسيسي للمطالبة بحله وباسقاط الحكومة. وأكد المشاركون في الندوة الذين علقوا صورة الشهيد محمد البراهمي على صدورهم ان حصيلة المستقيلين مرشحة للارتفاع وان عددا كبيرا من النواب اتصلوا بهم لتسجيل اسمائهم في قائمة المنتفضين . و توجه النواب المستقيلون المنتمون اساسا الى حركة «نداء تونس» و«الحزب الجمهوري» والكتلة الديمقراطية بالتأسيسي وحزب «المسار» و«التحالف الديمقراطي» الى كل الأحزاب السياسية والمنظمات الوطنية وكافة فئات الشعب التونسي بمبادرة تقضي بحل المجلس التأسيسي واسقاط الحكومة وتأسيس حكومة انقاذ وطني تشرف عليها شخصيات وطنية مستقلة تتوافق بشأنها كل الأطراف السياسية والوطنية الفاعلة لتجنيب البلاد خطر الانزلاق الى العنف وتؤمن تواصل المسار الانتقالي والمضي إلى انتخابات حقيقية في غضون 6 اشهر على اقصى تقدير. و حث المنتفضون على «التأسيسي» الأطراف الممثلة في المجلس السعي لحل رابطات حماية الثورة وكل الميليشيات ومحاسبة كل من يمارس العنف والإرهاب. و في هذ الاطار اكد اياد الدهماني ان تونس عادت اثر اغتيال محمد البراهمي الى نقطة ما قبل المجلس التأسيسي وتحديدا الى يوم استقالة حكومة «محمد الغنوشي» ومن قبله الشهيد «شكري بلعيد» , مضيفا ان الشعب التونسي قادر على افراز حكومة جديدة في حال سقوط الحالية مثلما وقع في فترة حكومة «الباجي قايد السبسي» , قائلا : «تونس تحتاج الى شرعية توافقية وانتخابات جديدة ...» و بخصوص الدستور المرتقب اقترح الدهماني تكوين لجنة خبراء تنكب على اكمال صياغة الدستور وتنقيته من الشوائب والبؤر الغامضة , في اسرع وقت ممكن , كما اقترح تشكيل حكومة انقاذ وطني ترأسها شخصية وطنية مستقلة ترتقي الى مستوى تطلعات الشعب والطبقة السياسية , وشدد الدهماني على ان النواب الداعين الى اسقاط الحكومة ليسوا دعاة خراب وفوضى . نوّاب الشعب قصّر ؟؟؟ من جانبه انتقد «خميس قسيلة» ( نداء تونس ) تصريحات الرئاسات الثلاث التي تنال من هيبة نواب الشعب , قائلا : «لنا رؤيتنا السياسية ولا نقبل من الرئاسات الثلاث ان تتعامل مع اعضاء التأسيسي على انهم قصر ... « و اوضح قسيلة ان الثلاثي الحاكم تعوزه الارادة السياسية لتحقيق اهداف الثورة واخراج البلاد من عنق الزجاجة , مضيفا ان تونس تزخر بالكفاءات القادرة على تسلم مقاليد الحكم دون احداث فراغ سياسي . الوضع أفضل زمن السبسي نبهت نجلاء بوريال من خطر المليشيات و«العصابات الاجرامية» المحدق بتونس , على حد تعبيرها , موضحة ان التحالف لا يرى في حل التأسيسي مخرجا من المستنقع الذي تتخبط فيه في حين رأت ان حل الحكومة امر معقول وممكن . و انتقد «علي بن شريفة» اداء حكومة الترويكا الفاقدة للشرعية حسب تعبيره , مشيرا الى ان الاوضاع التي رافقت حكومة الباجي قايد السبسي افضل بكثير مما عليه الآن. لن نمنح الحكومة فرصة ثانية و اكد «فؤاد ثامر» ان رحيل الحكومة اصبح مطلبا شعبيا وان كل الاطراف السياسية من داخل المجلس التأسيسي ومن خارجه تقريبا مجمعة على ضرورة رحيل الحكومة وتغييرها بحكومة انقاذ وطني تشرف عليها شخصيات مستقلة ممنوعة من الترشح الى الاستحقاقات الانتخابية القادمة , قائلا : «لقد منحنا هذه الحكومة فرصة عند اغتيال الشهيد شكري بلعيد ولا مجال لمنحها فرصة اخرى بعد اليوم ...» من جانبه اوضح «منجي الرحوي» ان حل المجلس التأسيسي واسقاط الحكومة واجب وطني لوضع الآليات الضرورية التي تسمح بالمرور بالانتقال الى مرحلة افضل , مضيفا : «حريصون على تجنب الفراغ السياسي ... يجب التوافق على شخصية مستقلة يعهد لها تشكيل حكومة انقاذ وطني ... في الايام القليلة القادمة سنقدم آليات للانتقال من هذا الوضع ...» غير مستعدين لأن نكون شهود زور أما «سميرة مرعي» فقد اكدت ان الشعب التونسي ومن ورائه نواب المجلس التأسيسي سحبوا الثقة من الحكومة الحالية , مضيفة : «التأسيسي انتهى... لسنا مستعدين لان نكون شهود زور ...» , وعبر ابراهيم القصاص عن امتعاضه الشديد من التعنت الحكومي مضيفا انه ذاق ذرعا لسياساتها البعيدة كل البعد عن هموم الشعب , على حد قوله معلقا : «اتخذنا هذا الموقف لاصلاح شيء اسمه تونس ... لقد اقتسموا الكعكة كما قال المرزوقي ... لا تعنينا الكراسي في شيء فلتذهب ال الجحيم ...» سنعبئ الرأي العام و كشف «عصام الشابي» ان الحكومة وعلى رأسها حركة «النهضة» لم تتفاعل مع مقترح تشكيل حكومة انقاذ وطني ولم تجر أية اتصالات مع النواب المستقيلين وهو عكس ما روج له البعض , مضيفا ان «النهضة» عودت المعارضة على الاستجابة لمطالبها الا بعد فوات الآوان وبعد ان يدفع الشعب الثمن . و ابرزت مية الجريبي ان المجلس التأسيسي اهترأ بعد حادثة الاغتيال , مضيفة ان حركة «النهضة» لم تبد استعدادا للتحاور مع الاطراف الاخرى , قائلة : «سياسيا واخلاقيا لا يمكن لهذا المجلس ان يواصل عمله بهذه الطريقة ...»