سعيا منهم للقطع مع المألوف في الشأن الثقافي الذي كان العمل فيه على حد تعبير المهتمين بالثقافة تنفيذا لأجندة سياسية معينة خلال العشريتين السابقتين وإيمانا منهم بضرورة تصحيح المسار الثقافي والعمل على كسر جدار الخوف، أسس عدد من المثقفين من أبناء سيدي بوزيد جمعية ثقافية اجتماعية أطلقوا عليها اسم «جمعية فنون للثقافة وإحياء التراث بسيدي بوزيد». «التونسية» التقت كمال بكاري رئيس الجمعية وسألته عن أهداف هذه الجمعية ومحاور اهتمامها ومنهجية العمل فيها فقال إنها جمعية تعنى بكل الفنون الثقافية من مسرح وموسيقى وفنون تشكيلية وأدب وفكر ... يشرف عليها مختصون لهم خبرة عالية في هذا المجال للمساهمة أكثر في تنشيط الحياة الثقافية بالجهة وذلك من خلال تنظيم التظاهرات الثقافية والندوات العلمية مع ربط علاقات بالجمعيات المماثلة داخل البلاد وخارجها. وأضاف يمكن لهذه الجمعية أن تصير جمعية تنموية بامتياز من خلال تدخلاها في المناطق الريفية وذلك بتوظيف المخزون التراثي والصناعات التقليدية في بعث مشاريع اقتصادية. وأضاف البكاري أن الجمعية ستقوم برصد كل المواقع الأثرية بالجهة ضمن وثائق ونشريات عبر المواقع الإلكترونية وذلك لضبط مسالك تراثية تعرض على السلط والمعنيين في وزارة السياحة والثقافة ومنظمة ألكسو ALECSO لتصبح مسالك سياحية بامتياز تعبر عن خصوصية جديدة للجهة. وأكد البكاري أن جمعية فنون للثقافة وإحياء التراث بالجهة ستعمل على انتشال ما تبقى من ثقافتنا وموروثنا الحضاري الثري من الضياع والنسيان إذ أنه لازال يفتقد للتدوين والكتابة وظل وعاؤه الوحيد الذاكرة الجماعية. و بخصوص المنهجية التي ستعتمدها الجهة لحماية الموروث الثقافي ذكر كمال أنها سترتكز على ثلاث مراحل الأولى تتمثل في العمل الميداني حول التراث اللا مادي لتجميع المادة الثقافية بالاعتماد على الحكاية والرواية والأغنية والقصة والأسطورة ومرحلة التوثيق من خلال مواكبة كل الأطر والمناسبات كالنجمة والفروسية والتويزة والزردة وغيرها ثم مرحلة عرض ما تم تجميعه وتوثيقه للناشئة من خلال التظاهرات الثقافية (مهرجانات وندوات عالمية) .