يعيش النادي الصفاقسي منذ الموسم الماضي فترة انتعاشة قصوى لم يعشها منذ زمن ليس بالقصير.انتعاشة ترجمت بحصول الفريق على بطولة الموسم الماضي مع مسيرة مظفرة في مسابقة كأس الإتحاد الإفريقي وتواجد في نهائي كأس تونس 2011-2012.صحوة ساهمت فيها سياسة تسييرية حكيمة ولمسة فنية أمنها المدرب الألماني «رود كرول» ومجموعة مميزة من اللاعبين نجحوا في تحقيق الأهداف المسطرة.ومن بين نجوم الفريق الذين برزوا بشكل لافت وكانت لهم مشاركة حاسمة في انجازات فريق عاصمة الجنوب نجد المهاجم الدولي فخر الدين بن يوسف الذي استضفناه في حوارمطول تحدث فيه عن خيبة نهائي الكأس وعن سبب انفعاله بعد تعويضه في النهائي وعن وضعيته في الفريق وتجربته في المنتخب وعن طموحات الفريق المستقبلية وطموحاته الشخصية فكان الحوار التالي: فشلتم في الحصول على لقب الكأس رغم الأسبقية التي كنتم تتمتعون بها معنويا على حساب النجم؟ هذا صحيح لقد كنا حريصين على التتويج باللقب واسعاد جماهيرنا الوفية بعد أن توجنا سابقا بالبطولة ولكن تلك هي أحكام الكرة والهزيمة هي أحد أركانها ومثلما نسعد بالفوز علينا أن نتقبل الهزيمة ونتعلم منها.كما يعلم الجميع مباريات الكأس لا تخضع للأحكام المسبقة ولا تعترف لا بمنطق الأقوى ولا بالأسبقية المعنوية. ثم لا بد ألاّ ننسى أننا واجهنا في النهائي واحدا من أقوى الفرق التونسية وهو النجم الساحلي الذي كان للأمانة أكثر جاهزية منا وعرف كيف يحد من خطورتنا واستحق بذلك تتويجه. من جهتنا لم ندخل المباراة بالطريقة المثلى وتلقت شباكنا هدفا مبكرا ومباغتا حاولنا بعده العودة في النتيجة وخلقنا بعض الفرص التي كان بإمكاننا استغلالها لتعديل النتيجة ولكن الحظ لم يكن الى جانبنا. عموما مبروك للنجم أما بالنسبة الينا فسنسعى للتعويض في قادم المسابقات. هناك من يقول إن اعدادكم للنهائي لم يكن بالطريقة المثلى واستسهالكم للمنافس كان وراء ظهوركم بذلك الأداء المهزوز وجعلكم تخسرون اللقب؟ هذا غير صحيح فلا يعقل ألا نحسن الإعداد لمباراة النهائي وقد خضنا خلال مباريات مرحلة التتويج مباريات أصعب من النهائي والجميع لاحظ كيف كنا جاهزين على جميع المستويات.حتى أكون أمينا مع نفسي فقط قام الإطار الفني بعمله على الشكل المطلوب وقرأ حسابا لكل الجزئيات وحذرنا من ردة فعل النجم الساحلي الذي سيعمل على كسب المباراة خاصة وأننا فرضنا عليه سيطرة مطلقة في المباريات الأخيرة. ولكن كما تعلمون مهما تكن توصيات المدرب فتركيز اللاعب التونسي يقل خاصة وأننا كنا نمتلك أسبقية معنوية على منافسنا وهو عامل أثر علينا في بداية المباراة والتي لم ندخلها بالطريقة المثلى واستغلها النجم ليفرض سيطرته علينا ترجمها بتسجيل هدف الإنتصار. هدف كان بمثابة الصدمة حاولنا بعده التعويض لكن تمركز لاعبي النجم الجيد وسوء الحظ في بعض ردهات المباراة حالا دون ذلك. لقد تأثرنا بالهزيمة ولكنها حقيقة في كرة القدم علينا التعلم منها وسنسعى لتعويضها في قادم المناسبات. لا حظنا أنك انفعلت بعد تعويضك بزميلك «حسام اللواتي» فما سبب ذلك؟ هذا صحيح لقد انفعلت بعد التعويض ولكن أريد أن أوضح أمرا مهما وهو أن الإنفعال ليس سببه غضبي من الإطار الفني فأنا لاعب محترف وأحترم كثيرا قرارات المدرب.ولكنني غضبت على نفسي أولا وعلى زملائي بدرجة ثانية لأننا لم ننجح في التعديل والعودة في النتيجة. كما أنني شعرت أن التغيير لم يكن في وقته سيما وأنني دخلت في المباراة وكنت واثقا أنني سأعطي اضافة أكبر اذا ما واصلت اللعب. لقد خفت ألّا يسمح الوقت المتبقي لحسام اللواتي للدخول في المباراة وتقديم الإضافة خاصة أن نسق المباراة ارتفع في تلك الفترة لذلك انفعلت وأعيد وأكرر بأنني غضبي لم يكن على الإطار الفني بقدر ما هو احساس بأنني كنت في وضعية تسمح لي بإحداث الفارق. أنا أحترم قرارات المدرب ولكنها ردة فعل طبيعية من لاعب لم يتقبل وقتها نتيجة المباراة. كيف كانت ردة فعل جماهيركم التي خيبتم ظنها في الحصول على اللقب؟ أمر طبيعي أن يغضب الأحباء بعد كل هزيمة ولكن أعتقد أن جمهور ال «css» لم يتأثر كثيرا بعد المباراة لأنه متأكد اننا بذلنا كل ما في وسعنا للتتويج ولكن تلك هي أحكام الكرة. لقد تقبل أحباؤنا النتيجة وشجعونا على مواصلة العمل ورفعوا من معنوياتنا لأنه تتنظرنا استحقاقات كثيرة أولها وأقربها كأس الإتحاد الإفريقي والبطولة الوطنية وسنعمل بالتأكيد على تعويض هذه العثرة. وبماذا تعد جمهور ال «CSS»؟ كما قلت جماهيرنا الوفية تعي جيدا أننا لاندخر جهدا في سبيل اسعادها وسنعمل جاهدين على رفع لقب كأس الإتحاد الإفريقي الذي سيكون خير تعويض لخيبة كأس تونس.نحن نسير الاَن بخطى ثابتة في هذه المسابقة ولم تبق لنا الا خطوات قليلة على بلوغ المراحل الختامية وسننزل بكل قوانا لنكون أصحاب الشرف في التتويج باللقب.ثم لا ننسى البطولة الوطنية والتي سندخلها بعزيمة قوية للمحافظة على لقبنا. نعد جماهيرنا بأننا سنقدم دوما أفضل ما عندنا حتى نسعدهم لأنهم يستحقون أن نضحي من أجلهم. نأتي الاَن الى وضعيتك مع الفريق فهناك حديث عن أن الهيئة لم تقم بتلبية ما اتفقتم عليه بعد تجديد عقدك فهل هذا صحيح؟ الحمد لله وضعيتي ممتازة في الفريق وانا مرتاح للغاية.لقد جلست رفقة وكيل أعمالي مع مسؤولي الفريق وجددت عقدي الى غاية 2016 مع امتيازات جديدة والإتفاق الحاصل بيننا يقضي بأن أتمتع بالإمتيازات الجديدة انطلاقا من جراية شهر جويلية والتي لم نتحصل عليها الى الاَن وبالتالي فالحديث عن عدم ايفاء الهيئة بوعودها لا يستقيم. وماذا بشأن العروض؟ حقيقة ليست لي عروض في الوقت الحاضر وهي مسألة يهتم بها وكيل أعمالي الذي أحييه بالمناسبة لانه يقوم بشغل كبير.انا أعمل وأجتهد من أجل تقديم أفضل ما لدي وبقية الأمور تبقى مسؤولية وكيل أعمالي وهيئة الفريق بالطبع. وكما قلت أنا مرتاح في الفريق وأشعر بأنني أستطيع ان أقدم أداء أكبر في قادم الأيام. وهل تفكر في الإحتراف؟ دون أدنى شك فهو حلم كل لاعب ولكنني لست ملهوفا على خوض هذه التجربة وسأواصل العمل مع الفريق الى حين وصول عرض مناسب يخدم مصلحتي ومصلحة فريقي وقتها لكل حادث حديث. فليس المهم أن نحترف المهم أن نحسن اختيار الفريق الذي يتماشى مع امكانياتنا وأكيد أن التجارب القصيرة لبعض لاعبينا تفرض علينا التروي وحسن الإختيار. كيف تقيم بدايتك مع المنتخب؟ الإنتماء الى المنتخب هو حلم تحقق والمهم أن أكون عند حسن ظن الإطار الفني.البداية طيبة ولكنني لست راضيا على أدائي وسأواصل العمل حتى أكون جاهزا للمساعدة في بقية الإستحقاقات والمهم أيضا أن نعمل جميعا حتى نضمن التأهل لنهائيات كأس العالم البرازيل 2014. ولكن أداء المنتخب كان مخيبا في تصفيات المونديال كما في تصفيات «الشان»؟ هذا صحيح ويعود أساسا الى كون المجموعة لم تتعود بعد على بعضها البعض ويلزمها قليلا من الوقت لتتطور آليات لعبها وليتحسن أداؤها وكما تعلمون هدفنا الأساسي في هذه المرحلة هو ضمان التأهل للمونديال عندها سيكون لنا الوقت الكافي لتحسين أدائنا وتجاوز نقائصنا. كلمة الختام؟ أود في النهاية أن أعتذر بالنيابة عن زملائي لجماهيرنا العريضة بعد الهزيمة في النهائي وأعدهم بأننا سنعمل على تعويض هذه الخيبة في بقية الإستحقاقات.