«لا ولاء الا لتونس» و«حق العمل النقابي حق كوني مشروع» و«نطالب بتفعيل قانون حماية أعوان الأسلاك النشيطة» هي ابرز الشعارات التي جمعت صباح أمس مجموعة هامة من أعوان الديوانة أمام مقر إدارتهم بالعاصمة في تحرك احتجاجي تنديدا بمواصلة المدير العام المستقيل اتخاذ قرارات وصفوها ب«المجحفة واللاإنسانية» تتعلق بالترقيات وبحركة النقل مطالبين بضرورة تعيين مدير عام جديد خلفا له لإنقاذ القطاع. و أكد الرائد هيكل شمام عضو المكتب التنفيذي لنقابة أعوان الديوانة ل «التونسية» ان احتجاجهم هو بمثابة ردة فعل على السياسة التي يسلكها المدير العام الحالي للإدارة العامة للديوانة ,المستقيل من مهامه منذ ما يقارب الشهر على حد تعبيره وقال في هذا الإطار « رغم ان هذا المدير قد التزم في وقت سابق بتوخي الموضوعية والشفافية في حركة النقل إلا أن النقل التعسفية شملت العديد من الزملاء والضباط وبات هذا الأخير يستعمل صلاحياته للتنكيل بالزملاء والأعوان دون الأخذ بعين الاعتبار الطرف النقابي ودون تشريك اي طرف منا, وأشير أننا لا نعارض مسألة النُّقل بل نريد أن تكون مبنية على مقاييس موضوعية شفافة». و كشف الرائد هشام شمام أن المكتب النقابي قد لاحظ في الفترة الأخيرة ارتفاع نسبة الترقيات المبنية على الولاءات الحزبية على حد قوله مؤكدا ان المدير العام الحالي المستقيل يعمل على ترضية طرف سياسي معين من خلال القيام بتعيينات عشوائية في مكاتب ومراكز حساسة وأن النقابيين قد لمسوا ذلك خلال الإضراب العام الأخير حين عملت تلك الأطراف على تكسير وضرب تحركهم». و أشاد محدثنا بالدور الأمني الهام الذي يلعبه أعوان الديوانة في التصدي ومواجهة الإرهاب خاصة على المناطق الحدودية رغم قلة المعدات والإمكانيات حسب تعبيره وأضاف «لقد طالبنا خلال العديد من المناسبات بتوفير المعدات والإمكانيات اللوجستية حتى يتمكن أعواننا وخاصة الرابضين على الحدود من المساهمة وبشكل فعال في حماية البلاد صحبة قوات الأمن والمؤسسة العسكرية». ولم يخف هشام شمام تسجيلهم لتهديدات يومية طالت عددا من أعوان الحدود خاصة أعوان الدورية التي قامت بحجز كمية من الأسلحة ببن قردان مبينا أن التهديدات قد طالت كذلك أعوانا بمناطق حدودية أخرى مثل «حزوة» و«حيدرة» ثم تابع حديثه قائلا « رغم هذه المعاناة فإننا لم نلمس جدية ولا إرادة سياسية ولا إجراء ملموسا من طرف وزارة الإشراف للتصدي لهذا العدو. وفي ظل بقاء المدير العام الحالي فإن حالة الاحتقان ستتواصل وستتصاعد ونحن نشدد على ضرورة تعيين مدير عام جديد مدني حتى نخرج السلك من وضعه المتردي ونخلق مناخا اجتماعيا قادرا على رفع حالة الاحتقان السائدة في أروقة إدارتنا». السلك يحتضر و من جانبها شددت سنية المحلاوي عريف أعلى وعضو المكتب الوطني لنقابة أعوان الديوانة على ضرورة تنصيب مدير عام جديد يكون وطنيا لا تحكمه الميولات الحزبية حسب تعبيرها وقالت في هذا الصدد « السلك مجمد مهمش وهو يحتضر كما يعاني الأمرين فزملاؤنا في الحدود يفتقرون للمعدات ونقص الإمكانيات قد أثقل كاهلنا لكنه لم يحبط عزيمتنا لأننا سنقف دائما حبا لهذا الوطن ». وتحدثت سنية المحلاوي عن تعطل المسار المهني وعن النقل «التعسفية الفجئية» التي طالت زملاءها مشيرة في الآن ذاته إلى العقوبات المسلطة على أعضاء النقابة بسبب تصريحاتهم في المنابر الإعلامية قائلة «كلّ الملفات الديوانية عالقة وكل الاتفاقات الممضاة سابقا مع وزارة الاشراف بقيت حبرا على ورق حتى أن وقفاتنا الاحتجاجية لم تلق تجاوبا إلى يومنا هذا». ومن جهته اعتبر منير سعد عضو مكتب تنفيذي بنقابة أعوان الديوانة بصفاقس تصرفات المدير العام المستقيل «لاانسانية» وقال « لقد قام هذا الشخص بتجميد كل شيء داخل ادارتنا ولا يريد سوى إدخال سلكنا في متاهات وهاوية حتى ان هناك من المسؤولين من ساعدوه وعملوا على تغليب مصالحهم الشخصية على مصلحة المجموعة زد على ذلك فهذا المدير يريد ضرب العمل النقابي وعمل على الانتقام من النقابيين، حسب قوله. و دعا منير سعد الى ضرورة تشريك النقابة في اصلاح السلك مضيفا في هذا الاطار «نحن لا نريد سوى رد الاعتبار ونريد الإصلاح لأن كل الادارات عرفت اعادة ترتيب الا سلاك الديوانة فلماذا كل هذا التهميش ؟؟». الديوانة هي بوابة تونس أما زكريا بن تيشة كاتب عام نقابة الديوانة فقد تحدث على أهمية سلك الديوانة في البلاد قائلا ان «الديوانة هي بوابة تونس» مرجعا الاضطرابات في البلاد إلى ما يتعرض له عون الديوانة من تعطيل نتيجة نقص الإمكانيات. وفسر ذلك قائلا «الإرهاب الذي هب الى بلادنا مزود «بإمكانيات حروب» والأولوية القصوى هو ان تزود أعوان الديوانة بنفس الإمكانيات الموجودة عند الجيش الوطني وأعوان الأمن خاصة وان الاقتصاد الوطني مرتبط بتوفر الأمن».