مصطفى عبد الكبير: لا زيادات جمركية على الواردات التونسية نحو ليبيا والحركة التجارية طبيعية    قتلى وجرحى في قصف متبادل بين الهند و باكستان    الصين: روبوت يخرج عن السيطرة و'يهاجم' مبرمجيه!    باكستان تتهم الهند بشن هجوم على محطة الطاقة الكهرومائية    هدف فراتيسي يحسم تأهل إنتر لنهائي رابطة الأبطال بفوز مثير على برشلونة    بطولة الكويت - طه ياسين الخنيسي هداف مع نادي الكويت امام العربي    كوريا الشمالية.. الزعيم يرفع إنتاج الذخائر لمستوى قياسي ويعلن الجاهزية القصوى    واشنطن تعلن تهريب خمسة معارضين فنزويليين من داخل كاراكاس    استكمال أشغال مشروع تهيئة المدخل الجنوبي للعاصمة أواخر ديسمبر 2025    الترفيع في نسق نقل الفسفاط عبر السكك الحديدية بداية من جوان 2025    وزير التربية في ابتدائية أولاد بركة بفوسانة...المدرسة آمنة وسيقع التدخل على مستوى السور    تنصيب الأعضاء بمباركة الوزارة...تعاونية الرياضيين مكسب كبير    المهدية: اختتام مهرجان الوثائقي الجوّال في نسخته الرابعة: الفيلم المصري «راقودة» يفوز بالجائزة الأولى    في تعاون ثقافي قطري تونسي ... ماسح الأحذية» في المسابقة الرسمية للمهرجان الدولي للمونودراما    أخبار فلاحية.. أهم الاستعدادات لعيد الإضحى وتأمين أضاحي سليمة    لأول مرة: الدولة تتكفل جزئياً بتكاليف سفر الجالية التونسية من ذوي الدخل المحدود    المنزه السادس.. منحرف يعمد إلى مضايقة إمرأة ويهددها بواسطة آلة حادة    البرلمان يصادق على قرض من البنك الإفريقي للتنمية قيمته 270 مليون دينار    ترامب: الحوثيون في اليمن استسلموا للولايات المتحدة    كاس العالم للاندية 2025: مباراة فاصلة بين لوس انجلس ونادي امريكا لتعويض ليون المكسيكي    عاجل/ الحملات الأمنية ضد مروّجي المخدرات: حصيلة جديدة للايقافات    ديوان الحبوب : طاقة التجميع تصل ل 7.6 مليون قنطار    زغوان: امتلاء سدود وبحيرات الجهة بنسبة تتجاوز 43 بالمائة    افتتاح مقر جديد بتونس للشركة السويسرية "روش فارما" بتونس وليبيا    عاجل/ وزير اسرائيلي: "سكّان غزّة سيرحلون نحو دولة ثالثة"    مجموعة شعرية جديدة للشاعرة التونسية وداد الحبيب    عاجل/ الحوثيون يتوعّدون بالرد على العدوان الاسرائيلي والامريكي    فتحي النوري : 120 دولارًا شهريًا... تحويلات التونسيين بالخارج أقل من المعدل العالمي بكثير!!    نقابة الصيدليات الخاصة تدعو التونسيين إلى الإقبال على الأدوية الجنيسة    قبل أن تحج: تعرف على أخطر المحرمات التي قد تُفسد مناسك حجك بالكامل!    روّعوا الأهالي: الاطاحة بوفاق اجرامي يسرق السيارات بهذه الجهة    ثورة في عالم الموضة: أول حقيبة يد مصنوعة من ''جلد ديناصور''    المهدية: تقديرات بإنتاج حوالي 115 ألف قنطار من الحبوب خلال الموسم الحالي    تظاهرة ثقافية في باجة احتفالا بشهر التراث    اختتام الدورة العاشرة لمهرجان "سيكا جاز"    قيمتها تجاوزت ال450 ألف دينار: حجز صناديق موز مهرّب في نابل    الإعلان الرسمي المرتقب عن موعد عيد الأضحى    جرحى الثورة: فرصة أخيرة للتسجيل قبل فوات الأوان!    قابس: وفاة شخصين وإصابة 8 آخرين في حادث مرور    منزل بوزلفة: القبض على قاصر وإحالته على التحقيق بتهمة إضرام النار في معهد ثانوي    دليلك الكامل لمناسك الحج خطوة بخطوة: من الإحرام إلى طواف الوداع    بعد نقصها وارتفاع أسعارها: بشرى سارة بخصوص مادة البطاطا..    هام/ تطوّرات الوضع الجوي خلال الأيام القادمة..    منزل بوزلفة: الاحتفاظ بتلميذ من أجل إضرام النار بمؤسسة تربوية    وزارة الرياضة تعلن عن مشروع إصلاحي في علاقة بخطة المديرين الفنيين الوطنيين للجامعات الرياضية    انطلاق محاكمة المتهمين في قضية "التآمر على أمن الدولة 2"    الدورة الثامنة لتظاهرة 'الايام الرومانية بالجم - تيتدروس' يومي 10 و11 ماي بمدينة الجم    العائلة التُونسيّة تحتاج إلى أكثر من "5 ملاين" شهريًا..!!    المنتخب التونسي في ثلاث مواجهات ودية استعداداً لتصفيات مونديال 2026    كل ما تريد معرفته عن حفلة ''Met Gala 2025''    نصف نهائي دوري الأبطال: موقعة إنتر وبرشلونة الليلة    خبراء يحذّرون و يدقون ناقوس الخطر: ''فلاتر التجميل'' أدوات قاتلة    قليبية: ايقاف المعتدي على النساء بشفرة حلاقة    بطولة روما للتنس :انس جابر تستهل مشوارها بملاقاة التشيكية كفيتوفا والرومانية بيغو    سعيد: تونس تحملت الكثير من الأعباء ولا مجال ان تكون معبرا أو مقرّا للمهاجرين غير النّظاميّين    صفاقس : عودة متميزة لمهرجان سيدي عباس للحرف والصناعات التقليدية في دورته31    ملف الأسبوع.. تَجَنُّبوا الأسماءِ المَكروهةِ معانِيها .. اتّقوا الله في ذرّياتكم    أولا وأخيرا: أم القضايا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الأستاذ توفيق المثلوثي (مؤسس إذاعة البحر الأبيض المتوسط) ل «التونسية»: مصير تونس رهين تعقّلنا
نشر في التونسية يوم 21 - 08 - 2013

(تونس)
تتالت الأحداث بتونس منذ اغتيال شكري بلعيد ومن بعده الشهيد محمد البراهمي الى جانب احداث الشعانبي وما رافقها من موجة غضب شعبي وصولا إلى التراشق بالتهم بين المعارضة والحكومة مما ولد أزمة سياسية في البلاد حمي وطيسها في الاونة الأخيرة واعتبرها المحللون السياسيون الاعمق -في ظل سياسة تجييش الشارع وغياب سبل الحوار وتعنت كل الأطراف السياسية -خاصة بعد انهيار نظام الاخوان في مصر وما تبعه من أحداث عنف.
«التونسية» تطرقت في لقاء لها بالسيد توفيق المثلوثي رجل الأعمال ومؤسس إذاعة البحر الأبيض المتوسط بفرنسا والتي كانت قبل الثورة متنفسا للمعارضين التونسيين إلى الحراك السياسي في تونس وانعكاساته على الوضع الاجتماعي وخاصة الاقتصادي بالبلاد. والسيد توفيق المثلوثي هو أيضا مطلق ماركة للمشروبات الغازية تحت اسم «مكة كولا» فضلا عن نشاطه الجمعياتي وهو الى ذلك معد برنامج «كلمة سواء».
حوار: أسماء وهاجر
هل صحيح انك تعتبر أن هناك أحزابا معارضة في تونس ومصر تتلقى دعما ماديا من المخابرات الأمريكية والفرنسية التي لها يد في أعمال العنف التي تشهدها البلدان بهدف افشال الثورات العربية؟
أنا لما تكلمت أردت الإشارة الى حالات واضحة وجلية للعيان في البلدين، والتقارير الصحفية والتحاليل السياسية بينت صدق رؤيتي ودقة استنتاجي إذ القاصي والداني يعلم اليوم أن هناك دولا أنفقت أموالا طائلة في مصر للإطاحة بالإخوان وفي تونس تم الإعلان على إيقاف مواطنين أجانب ومعهم كميات ضخمة من الاموال النقدية، لا أظن أنها كانت مساعدة لهؤلاء لشراء حلويات عيد الفطر! وإنما هي تدخل سافر في شؤون دولة مستقلة ذات سيادة لإحداث البلبلة والهزات التي من شأنها إضعاف «الترويكا» و«النهضة» بالذات قصد الإطاحة بها.
كما أنه ليس سرا في فرنسا على الأقل الدور الذي تلعبه احدى الدول الأوروبية مع بعض اليساريين وبعض الجمعيات الشبابية التونسية التي تتلقى أموالا تحت عدة أقنعة منها دعم الديمقراطية والدورات التدريبية والرواتب التي تصرف على بعض رموز اليسار المتطرف التونسي.
لاحظنا من خلال بعض كتاباتك وآرائك نفي أية مسؤولية للإسلام السياسي في العنف رغم التهم الموجهة إلى الاخوان وما يسمى الدمار الشرعي- في الحرب السورية فانت لا تتهم الا المعارضة او«اليسار الراديكالي» بتخريب اهداف الثورات؟
بداية أريد معرفة مفهوم «الدمار الشرعي»؟ إذ في هذه الحال المقصود الشرع الإسلامي ويصبح المشرع هو الله جل جلاله! وأريد هنا أن أدعو لعدم خلط المفاهيم فالله يدعو الى الخير والسلم (وإن تعفوا خير لكم) والعصابات السياسية المتناحرة تفتري على الله وتجرم في حقه وحق دينه الحنيف بأن تنسب بشاعة أفعالهم لما يعتقدون خبثا وهم يعلمون، أنه جهاد في سبيل الله وما هو بالجهاد.
فسوريا أرض إسلام على الرغم من تعدد الطوائف اللا إسلامية والتقاتل فيها إجرام، ولو لم يكن فيها تضارب مصالح بين كل القوى، لقام الشعب السوري بأطيافه كرجل واحد ضد أتعس وأشنع الأنظمة العربية.
وأود هنا الإشارة إلى أنني لازمت الصمت في الشأن السوري لتعقد المسالك وتداخل الاطراف وقذارة الحرب الضروس الطاحنة بين أبناء الشعب الواحد حتى لا أزيد الطين بلة وحتى لا أتحمل أية مسؤولية في هذه الفتنة العاتية
وإذا لم اتهم الا اليسار الراديكالي و«الاتحاد» كما قيل فذلك عائد لإنشغالي الحصري بقضية وطني الحبيب تونس، ورفضي للثورة المضادة من هؤلاء الذين رفضوا قرار الصناديق والديمقراطية منذ اللحظة الأولى وليس منذ 23 أكتوبر2012 كما يدّعون.
هل التونسيون عديمو الذاكرة؟ لا أظن!!!
عودوا الى المظاهرات والإعتصامات وموجات العنف والغوغائية والفوضى خلال السنة الأولى من الثورة وستلاحظون ان اليسار التونسي مازال متحجرا في بدائيات الإيديولوجيات الشيوعية ولم يواكب التطورات والتحديثات التي طرأت على مسار اليسار العالمي منذ سقوط حائط برلين الى يومنا هذا فهم اليوم نوع من الأصناف المنتهية التي يجب الحفاظ عليها في متحف كأنموذج للأجيال القادمة للتدليل على ما كانت عليه هذه الفئة السياسية الحالمة بالفاشية والإقصائية.
فئة طالما طرقت رؤوسنا بشعاراتها الرنانة عن الديمقراطية وحقوق الإنسان ورأينا عبر العصور ما فعلته الستالينية والتروتسكية والسوفياتية من جرائم نكراء ومن عداء للديمقراطية.
أما الحركة اللإسلامية «النهضة»، فقد أخذت مكيالها من استنكاراتي ونقدي وغضبي لسوء تصرفها وكل ما ذكرته عنها في مقالي « حركة التمرد المصرية وحركة التململ التونسية».
بالاطلاع على بعض تعاليقك على موقعك الاجتماعي نلاحظ انك تتبنى نظرية التآمر على الاخوان في تونس ومصر من أجل اجهاض الثورات العربية في حين تغمض عينيك عن صدمة العالم من نظام الاخوان بعد خطاباتهم التقسيمية؟
لقد تطرقت منذ أوت 2011 إلى فشل وأخطاء «النهضة» في مقال عنون «أنقذوا من الثورة ما استطعتم» وقرأه الكثيرون، لكن لا تنتظروا مني أن أخطأ في صراعاتي وأن أوجه أسهمي لمن يحاول ويخطأ ويفشل عوض توجيهها لمن يتعمد الإساءة للوطن فقط من أجل حسابات إيديولوجية دخيلة. أما ما يوجه الي من تهم , الكراهية والعداء والحقد الدفين لليساريين والنقابيين، اسألوهم من وقف معهم ودافع عنهم عبر أثير إذاعة المتوسط خلال سنوات الجمر، كراضية النصراوي وحمة الهمامي وسهام بن سدرين وخميس الشماري وسليم بقة والقائمة تطول كيوم بلا نهاية.
توجهت بكلمة إلى الاخوان المسلمين ولمعظم السلفيين لتطلب منهم الكفّ عن «السمسرة بنضالاتهم» هل أردت أن تبلغ رسالة ما إلى ساسة اليوم ؟
انني دعوت أتباع السلف الصالح والإخوان ألّا يمنّوا علينا بنضالاتهم ومعاناتهم التي هي من محض إختياراتهم وأن يحتسبوها لله خالصة ولا ينتظروا عليها جزاء دنيويا وإلا حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وهذا ما لا أتمناه لأحد: «وقل إعملوا فسيري الله أعمالكم ورسوله والمؤمنون»والمنّ يبطل النوايا الحسنة والصدقات.
من مبادرة السبسي إلى مبادرة القروي اعتبرتها «عودة الديناصورات». لماذا ترفض تدخل ساسة «أيام زمان»؟
أنا لم أتكلم أبدا عن مبادرة السيد حامد القروي ولم أنتقده بأي شكل من الأشكال فأنا أكن له الإحترام والتقدير وشرفني بلقائه منذ أيام بإقامته بالحمامات وأكد لي أن مبادرته هي وطنية تونسية غير لائكية تقتبس قيمها من ديننا الحنيف وتعتز بترسيخ تونس في هويتها العربية الإسلامية ، مذكرا أن الجمهورية بنيت في 1957 على هذه الأسس ولم يكن يومها فرقة بين الإسلامي والشيوعي وووو...بل الكل مسلم عربي تونسي.
وأنا إذ أقدر هذا الرجل ونزاهته وخبرته وحنكته وتواضعه، سأنكب عند إنشاء الحزب على محاوره الأساسية وعلى مكوناته البشرية لأصدح عندها بدعمي أو حيادي أو مناهضتي.
في تصريحات سابقة اعتبرت أن حزب «نداء تونس» هو حزب للانتهازيين. ألم تغير رأيك وانت تشاهد ارتفاع عدد المنخرطين به الذين يرون فيه «ريحة بورقيبة» مؤسس الجمهورية التونسية الحديثة الحزب القادر على تجميع التونسيين حوله؟
أرد على سؤالك بسؤال آخر، بربك ما القاسم المشترك في هذا الحزب بين مكوناته عدا الإنتهازية السياسية؟فهنيئا لهم بريحة بورقيبة أحد مؤسسي الجمهورية التونسية بفضل جهاد شهداء الوطن في حرب التحرير ونضالات إخوانه من أمثال الثعالبي والشهيد حشاد والمرحومين المنجي سليم والحبيب ثامر وما أكثرهم من رجال طيبين تشرفت بحملهم أرحام أمهاتهم ليسقوا تراب تونس بكل أنواع التضحيات الصادقة.
رأيناك تنتقد بشدة السلطات المصرية عندما أطاحت بمرسي وبحكومته وحلمت مع الحالمين بعودته فهل انت من المؤمنين بشرعية الصندوق أم بشرعية الشعب؟
أنا لم أحلم وليس لي أن أحلم مع أي كان، ولكنني أرفض النفاق والظلم والإنقلابات والتآمر والخيانة، مع قبولي بواقع الأمر الجيو سياسي والتداخلات العالمية وتناقض المصالح وضرورة الحسابات السياسية لبناء التوازنات الحتمية
لكن أن نأتي ونقول كما تجرأ كيري في ندوته بإسلام أباد أن ما فعله الجيش في مصر هو تصحيح للمسار الديمقراطي فهو والله عين الإستخفاف والإحتقار لشعوب عريقة ذات تاريخ عريق.
لقد خرجت الشعوب الفرنسية في عهد ميتران بالملايين منددة بسياسته في التظاهرة التي مات فيها مالك أوسيكين ولم يتدخل الجيش للإطاحة به وخلعه لتصحيح المسار.
وقبله ديغول الذي قبل بالإحتكام لصناديق الإقتراع على الرغم من ثورة 1968 ولم تقع الإطاحة به
وأنا وان رفضت ما وقع في مصر فليس دفاعا عن مرسي والإخوان بل دفاعا عن المبادئ السياسية الديمقراطية ورفض سياسة المكيالين التي يتعامل بها الغرب وأعوانه من أبناء جلدتنا ضد أوطاننا وشعوبنا
وفي النهاية أنا أرفض المقارنة بين تونس ومصر لعدة أسباب وأهمها ثقتي بالشعب التونسي ووعيه وعقلانيته وعدم انحداره في خندق الفوضى التي سيدفع هولوحده ثمنها لا قدر الله وسيتركه المنظرون حيث سينجون بأنفسهم ويقولون لم نكرهكم على إتباعنا».
بعد تتالي الاغتيالات في تونس ورسائل التهديد بالقتل لبعض السياسيين والاعلاميين وبعد استهداف الجيش والأمن في الشعانبي هل ترى ان تونس مهددة بحرب أهلية؟
لا مقارنة بين هذا وما يحدث في الجزائر الشقيقة. الوضعان مختلفان والوضع في الشعانبي بفعل فاعل وينسب للسلفية الجهادية على قولة المثل العامي التونسي: «حيط لقصير يا زياني» لو كان الأمر للسلفية الجهادية لما توقف وأنا أشكك في المعلومات المتضاربة بمجرد التحليل وإعمال الرأي ومحاولة الرد على السؤال التالي:
من المستفيد الأول من الجريمة ( أوالمستفيدون)؟
ما تعقيبك على تسييس الخطاب الديني داخل المساجد ؟
أردّ على السؤال بسؤال: ما تعليقك على تسييس الخطاب النقابي داخل المؤسسات العمالية؟
الكل على خطأ!!! والمنطق يقتضي أن تعود الأمور إلى نصابها.
سبق لك ان قلت انه تجمعك بقادة حركة «النهضة» علاقة متينة منذ أيام الجمر وانّ الثورة اسقطت اقنعة بعضهم واظهرت انيابهم التي انقضوا بها على الوطن. ماذا تقصد من خلال هذه العبارات؟
أقصد أنهم بشر كغيرهم، تركوا السلطة تفتنهم والكرسي يغويهم وهم الآن في سكرة النصر وهذا لا ينطبق إلا على قلة قليلة والحمد لله من القادة وهي( أي النشوة) قاسم مشترك في هذه القلة لأمثالهم من أحزاب «الترويكا».
فلنتمعن ماذا فعل المناضل الحقوقي البارز السابق بعد أن تربع على سدة العرش؟ لا شيء!! سوى «التكنبين» لإطالة مدته والحفاظ على كرسي من دون سلطة.
لا حول ولا قوة إلا بالله!
يرى البعض وخاصة في صفوف المعارضة ان السلطة الحاكمة تحتكم إلى الشارع وتهدد بالمليونيات وان وزراءها يتصرفون بعقلية حزبية ضيقة ؟
أنا لم أر أوأستمع إلى أي قرار حكومي للتحكم إلى الشارع وخطاب رئيس الحكومة في الحقيقة هو خطاب حزبي نهضوي وليس خطاب رئيس الحكومة التي تمثل طبقات الشعب بكل أطيافها وانتماءاتها الفكرية والسياسية، وهنا أستغرب من دور المستشارين السياسيين والإعلاميين للسيد رئيس الحكومة، إذ هذا تقصير صارخ في أداء مهمتهم حيث أرفض أن أفكر في إحتمال رفض رئيس الحكومة لنصائحهم والإستفراد بالرأي والإنحياز لحزبه.
وإذا كان الأمر كذلك فتوجب على السيد العريض الإعتزال المسؤول وأن يحذو حذو زميله السابق السيد حمادي الجبالي بتقديم إستقالته واستقالة حكومته.
ولقد كبر إحترام الشعب وتقديره للسيد الجبالي على إثر إستقالته والتي كرست احترام أحزاب المعارضة له ووسعت دائرة محبيه وارتقت به من مسؤول حزبي إلى رجل دولة مسؤول ومحترم.
انت معد برنامج «حوار الاديان» هل تحلم بهذا الحوار وسط فوبيا الإسلام وعنف المتشددين ؟أم تراه امرا غير مستحيل وسط قوة التنظير وسرعة البداهة والتمكن العلمي للضيوف الذين تختارهم ؟ ثم لماذا لم نر حدّ الساعة الشيخ راشد الغنوشي بين ضيوف البرنامج؟
أنا رجل واقعي ولا أحلم كثيرا عادة إلا بأن أرى تونس على رأس البلدان قدوة ونبراسا أو أن أرى الرسالة المحمدية تعود على ما كان عليه أتباعها من مجد ورقي باتباع شرائعها.
أما برنامج «حوار الأديان» الذي أشرت إليه فهو ليس حلما ولكنه واقع قائم، ثم هو إمتثال لأمر الله بأن نقيم الحوار مع أهل الكتاب كما ورد في محكم كتابه المبين:
قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (64)
أما عن توقيت البرنامج فهوليس وليد الساعة بل بدأت به حياة «إذاعة المتوسط» وعلى مدى سبع سنوات تحت عنوان: حوارات إبراهيمية» وبنفس المبدإ والنسق.
وكيف لا نعود لمثل هذه الحوارات الضرورية وبخاصة في ظل العداء للإسلام والمسلمين والتعدي عليهم جسديا وعلى معتقداتهم في كل يوم وليلة بمعظم أصقاع الأرض نتيجة ماروج له السياسيون بتواطؤ كلي مع الإعلام المتصهين»
أما عن تعجبك لعدم مشاهدة الغنوشي ضمن ضيوفي، فإنني لم أفكر في الموضوع ولا حتى في إستدعائه لهذا البرنامج وذلك لعدة أسباب، هذا البرنامج باللغة الفرنسية ويعنى بأولادنا وبالشعب الفرنسي وراشد الغنوشي بعيد كل البعد عن المسلمين الفرنسيين إذ أنه منشغل بإدارة تونس على جميع الأصعدة منذ 23 أكتوبر2011 إذ هو رئيس تونس من وراء الحجاب ثم إنني في هذه الظروف لا أراه شيخ دين بقدر ما هو سياسي دنيوي محنك.
تونس تواجه شبح ارهاب.. من المسؤول ؟هل هي الحكومة كما يروج بتساهلها مع المتشددين دينيا أم هناك أطراف أجنبية تنسج خيوط مؤامرة تهدد الأمن التونسي ؟
أنا ارفض كلمة تساهل الحكومة وأفضل عدم تقديرها لما يحدث بحق في البلاد وتقصيرها في عدم إدراك المخاطر.
الخيوط الأجنبية متعددة والحكومة الانتقالية الثانية غير بريئة من المسؤولية إما عن جهالة وإما عن تقصير وفي كلتا الحالتين هي مدانة.
هل انت مع حياد المؤسسة العسكرية التي لم تتدخل في الحراك السياسي على غرار مصر؟ وما تقييمك لتدخل السيسي الذي اعتبر رجل العصر؟
أحيّي المؤسستين العسكرية والأمنية لحيادهما التام على الرغم من قدرتهما على إغتيال المسار الديمقراطي في تونس, بل وعكس التوقعات وعكس أماني أيتام النظام السابق لم تتخطّ أي منهما الخط الأحمر وبقيتا مؤسستين وطنيتين جمهوريتين لا يسعنا إلا أن نكبر فيهما حيادهما وأن نترحم على شهدائهما الذين سقطوا دفاعا عن الوطن والشعب.
بالطبع أنا من داعمي الحياد، إذ التدخل عسكريا كان أم أمنيا ليس من المشمولات الدستورية والجمهورية للمؤسستين فمهمة الجيش الذود عن الوطن من أعداء الخارج والداخل، وهو درعه الواقي، ومهمة الأمن الحفاظ على الاستقرار والقوانين.
وفي النهاية تحية محبة إلى كافة أبناء الشعب التونسي بدءا بمن أختلف معه في الرأي وأجتمع معه في الوطن.
وأوجه نداء ملحا للجميع بضرورة التآلف والتوحد على الرغم من إختلافاتنا فمصير تونس مرتبط بتعقلنا وتركنا لمصالحنا الضيقة، ولنبني تونس الحضارة والحداثة والديمقراطية والقيم معا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.