لا ينكر احد ان النادي الصفاقسي خلال السنة الاخيرة بدا عتيدا قويا ومهابا يفرض سطوته وحضوره سواء داخل القواعد او خارجها ... ولا يجهل احد ان الابيض والاسود اصبح غولا مرعبا للبعض لا سيما وان نتائجه الجيدة كانت مقترنة بالاداء الرفيع كما انه تفوق ولاول مرة في البطولة باعتماد نظام البلاي اوف على منافسيه الكبار من بقية الرباعي التقليدي ويبدو لافتا للمراقبين والفنيين ان انتصارات النادي ونجاحاته لم تكن وليدة الصدفة ولا من ضربة حظ فالاداء مقنع والاهداف كانت ' مخدومة ' ومن بناء سليم للعمليات حتى ان بعض الاهداف هي نسخة طبق الاصل من اهداف اخرى في نفس السنة وبنفس المجموعة ونفس الاطار الفني وما دام الفريق احتفظ بنفس المنظومة مع تطعيمها بانتدابات قيمة كصفقة ماهر الحناشي وصفقة زياد الدربالي وكذلك اللاعب الشاب ايوب جرتيلة في انتظار تاكيد بعض الانتدابات الاخرى فانه يبدو امرا بديهيا ان يتواصل تالق الابيض والاسود كرويا وهيمنته على المسابقات والدليل في كاس الاتحاد الافريقي لكرة القدم حيث انهى النادي الصفاقسي مرحلة الذهاب للمجموعة الاولى في الصدارة وبكامل الرصيد الممكن من النقاط اي 9 على 9 رغم انه اجرى تنقلين صعبين الى مالي واثيوبيا حيث الارتفاع عن سطح البحر يقارب كيلومترين ونصف ....لكن يبقى اخطر منافس للنادي الصفاقسي يمكن ان يقف في وجه نجاحاته هو الصعوبات المالية الكبيرة التي تعاني منها الجمعية والتي قد تؤثر على تركيز اللاعبين وتذهب بروح المجموعة التي سادت الفريق وهذه الفترة من الموسم تشهد جفافا رهيبا على مستوى السيولة المالية لفريق مطالب يوميا بان ينفق ما لا يقل عن 30 الف دينار لتسيير شؤونه والوفاء بالزاماته وتعهداته ...... نعم اخطر منافس للنادي الصفاقسي الان هو الازمة المالية الخانقة للفريق رغم ان الهيئة سعت قدر مستطاعها وبالتعاون مع المدعمين التقليديين الى الوفاء بالتعهدات قدر الامكان .... المصاعب المالية كبيرة وحادة وابواب الدعم ظلت منحصرة في المدعمين التقليديين وعددهم قليل في حين ان كثيرا من ابناء الجهة وممن لهم القدرة على تقديم الدعم والوقوف الى جانب الفريق يتفرجون او هم ساهون عنه واذا اضفنا الى ذلك ان البطولة ستعود في البداية من دون جمهور كما ان النادي الصفاقسي سيلعب عدة مقابلات خارج ميدانه اضطراريا بسبب الاشغال الجارية في ملعب الطيب المهيري فمعنى هذا ان النفقات ستكون اكبر وان الموارد ستكون منعدمة من حيث مداخيل اشتراكات المباريات ومداخيل عائدات الاستشهار بالملعب ... الغريب ان النادي الصفاقسي الذي «نوّر» صفاقس والذي شرف تونس يكون مصير تواصل نجاحاته مرتهنا بمدى توفر سيولة مالية لانقاذ كاسته الخاوية ... والاغرب ان الانصار يطالبون بتواصل النجاحات والالقاب وبعدم التفريط في بعض اللاعبين ومقابل ذلك يتفرجون على ازمته المادية ولا يتحركون .... ولئن كنا نلاحظ ان الاجواء العامة على مستوى نشاط الفريق الاول لكرة القدم (فما البال بالبقية ) يخيم عليها شبح الطلبات المادية المتزايدة من اللاعبين رغم انهم مطالبون بالعطاء اكثر للفريق وبان لا يكون كل همهم وتفكيرهم منحصرا في الجوانب المالية لا سيما وان الفريق تعود على الايفاء بتعهداته ولو ببعض التأخير فان الخوف كل الخوف ان تذهب جذوة الحماس وتخفت الهمة جراء استفحال المصاعب المالية وان تاتي نيرانها على الاخضر واليابس وهي نيران تطال ايضا فريق اكابر الكرة الطائرة الحائز على كل الالقاب الوطنية والعربية والافريقية في الموسم الذي ودعناه والذي من المنتظر ان يشارك بعد اسابيع في بطولة كاس العالم للاندية البطلة بالبرازيل والسؤال المطروح هل يتجند ابناء صفاقس ولا سيما منهم الميسورون القادرون على الدفع والذين يملكون المشاريع والاستثمارات والاموال للوقوف الى جانب نادي الجهة حتى يحافظ على ريادته وينتصر على اخطر منافس يواجهه ام يواصلون الفرجة الصامتة على الفريق وهو يتخبط في ازماته وصعوباته؟