في قراءة له لتجليات الازمة السياسية التي تشهدها البلاد خصوصا بعد اعلان حركة «النهضة» قبول مبادرة الاتحاد العام التونسي للشغل مع الابقاء على الحكومة الى حين حصول توافق وطني بين الفرقاء الامر الذي رفضته جبهة الانقاذ مشترطة وجوب حل الحكومة الحالية قبل اجراء اي حوار مع الحزب الحاكم, اكد أمس «الطاهر بلخوجة» وزير الداخلية في عهد الزعيم بورقيبة في اتصال مع «التونسية» انه على حركة «النهضة» القبول بحكومة مستقلة غير متحزبة ترأسها شخصية وطنية محايدة وتحظى بثقة جميع القوى السياسية تكون مهمتها قيادة البلاد نحو انتخابات ديمقراطية مشددا على ضرورة تشكيل حكومة مستقلة خلال اسبوع من الآن مبينا انه لا يجب الانتظار لمدة أشهر أخرى حسب كلامه. واضاف بلخوجة ان الحزب الحاكم مطالب بالتخلي عن «المراوغات والمماطلات» والقبول بمبادرة الاتحاد العام التونسي للشغل بوضوح تام دون مناورات مبينا ان هذا الحل هو «الافضل لتجنيب البلاد السيناريو المصري وانزلاق البلاد نحو مستنقع العنف» مشددا على ضرورة منح وزراء الحكومة المستقلة الجديدة كل الصلاحيات للقيام بإصلاحات شاملة خصوصا في ما يتعلق بالجانب الامني والتصدي لانتشار العنف والارهاب اضافة الى اجراء اصلاحات جذرية في الميدان الاقتصادي حتى يتمكن اقتصادنا الوطني من تجاوز حالة التدهور والانتكاسة التي يمر بها . حذار من السيناريو المصري وبخصوص التعبئة الشعبية والجماهيرية العامة التي اعلنتها جبهة الانقاذ مباشرة بعد اعلان نتائج اللقاءات بين الاتحاد العام التونسي للشغل وحركة «النهضة» لاسيما ان اسبوع الرحيل ينطلق اليوم ومن المنتظر ان يشهد مظاهرات مركزية وجهوية حاشدة للمطالبة بإسقاط الحكومة وحل «التأسيسي» تزامنا مع أربعينية الشهيد محمد البراهمي مع امكانية اعلان التعبئة المضادة من أنصار الحزب الحاكم تحت راية «التمسك بالشرعية» حذر وزير الداخلية الاسبق من احتمال انجرار البلاد الى مواجهات عنيفة وحالة من الفوضى قد لا تحمد عواقبها نتيجة تمسك كل طرف بموقفه ملاحظا ان وضع البلاد الراهن لا يحتمل مزيدا من المشاحنات والتجاذبات او الدخول في مواجهات عنيفة قد تكون لها مضاعفات خطيرة.