هل لقرار اجراء مباريات بطولة كرة القدم بلا جمهور أو ما يعرف في القاموس الرياضي بال «ويكلو» (Huis clos) علاقة بالوضع السياسي ببلادنا خصوصا ان الحكومة ممثلة في وزارة الاشراف (وزارة الشباب والرياضة) بالتنسيق مع وزارة الداخلية تشبثت بتفعيل هذا القرار الذي تزامن ربما صدفة او قصدا مع «اسبوع الرحيل» الذي اطلقته جبهة الانقاذ لغاية اسقاط الحكومة وحل المجلس التأسيسي لاسيما بعد تعثر المفاوضات بين المعارضة وحركة «النهضة» تحت رعاية الاتحاد العام التونسي للشغل؟ وهل ال«ويكلو» هو قرار وقائي ووقتي فقط لتأمين سير مقابلات البطولة في ظروف رياضية هادئة مثلما يؤكد البعض أم أن له ابعادا سياسية تترجم «فوبيا» السلطة الحاكمة من اشكال التجمهرات والتجمعات الشعبية؟ . «التونسية» طرحت جملة هذه الأسئلة على جملة من السياسيين وحصلت على اجوبة. قال عبد العزيز القطي القيادي في حركة «نداء تونس» ان تشبث السلطات الرسمية بإجراء مقابلات الرابطة المحترفة الاولى بلا جمهور يدخل ضمن سياسة محاولة قمع التحركات الجماهيرية وحرية المواطنين في التظاهر والتجمهر مبينا ان حركة «النهضة» تدرك جيدا «انها خسرت نهائيا الشارع التونسي بعد ان خرج الالاف من التونسيين ضدها مطالبين بإسقاطها وبإنهاء حكمها ايام 8 فيفري و 6 و 13 اوت 2013 مضيفا ان هذه الالاف ستخرج في حملة الرحيل التي بدأت امس وستتواصل حتى حل الحكومة حسب كلامه. الحزب الحاكم يعاني من «فوبيا التجمهر» واكد القطي ان الحزب الحاكم اصبح يعاني من «فوبيا» التظاهر وتجمهر الناس في مكان واحد موضحا ان «الويكلو» لديه علاقة وطيدة بالوضع السياسي والاحتجاجات الشعبية المطالبة بإسقاط حكومة العريض وحل المجلس التأسيسي مضيفا ان حركة «النهضة» تخشى احتجاجات الجماهير الرياضية ورفعها لشعارات مناوئة لها ولحكمها وفق قوله. جماهير ضد «النهضة» عبد الجبار المدوري ممثل «الجبهة الشعبية» بين أن لل «ويكلو» خلفية سياسية واضحة للعيان خصوصا بعد ان شاركت جماهير النادي الافريقي والترجي الرياضي والنجم الساحلي والنادي البنزرتي في اعتصام الرحيل بباردو ملاحظا ان هذه الجماهير الرياضية قامت بدور هام في تنشيط الاعتصام وغذته بشعارات جديدة ومعبرة مضيفا ان جمهور الكرة تمكن من فرض حضوره وعبر في العلن عن رفضه لحكم «النهضة» بطريقة سلمية وخالية من العنف مؤكدا ان هذا الجمهور اختار ان يكون ضد «النهضة» بكل وضوح حسب قوله. «النهضة» تخشى «اللمة» واوضح المدوري ان مثل هذه القرارات لم تحدث في اي بلد من العالم اذ لم يسجل اجراء مباريات رياضية بدون جمهور حتى في حالة اتسام الجماهير بالعنف مبينا ان الجماهير الرياضية التونسية مسالمة وانه على الأمن تحمل مسؤوليته ان حدثت مظاهر عنف عوض اجراء المباريات دون جمهور مؤكدا ان حركة «النهضة» تخشى من «اللمة» حتى وان كانت رياضية و حتى في المهرجانات الفنية و انها تخشى رفع شعارات سياسية مناوئة لها لأنها تدرك جيدا ان جماهير الكرة معادية للسلطة الحاكمة وفق كلامه. قرار عادي من جهته قال محمود البارودي النائب المنسحب من التأسيسي وممثل حزب التحالف الديمقراطي ان ال«ويكلو» قرار عادي على خلفية الوضع السياسي الذي تعيشه البلاد مضيفا ان الأمن لا يستطيع السيطرة على الملاعب الممتلئة بالجماهير موضحا ان المباريات الرياضية تجرى منذ حوالي العام ونصف العام بلا جمهور حسب كلامه. قد يتوحد الشعب انطلاقا من الملاعب ولم ينف البارودي ان تكون لهذا القرار دواع سياسية مبينا ان «النهضة» اصبحت تخشى التجمعات الجماهيرية والتجمهرات الشعبية الكبرى لانها تعلم ان مطلب اسقاط الحكومة قد يوحد جميع التونسيين انطلاقا من الملاعب نظرا لما قد تحويه هذه الاخيرة من اعداد غفيرة من المواطنين عندما يهتفون ضد الحكومة ويحملون شعارات مطالبة برحيلها وفق تعبيره. الخلفية السياسية واردة المولدي الفاهم ممثل الحزب الجمهوري لم يستبعد من جهته علاقة ال«ويكلو» بتجاذبات الأزمة السياسية الراهنة مضيفا انه من الوارد جدا ان يكون تفعيل هذا القرار بسبب تخوف «النهضة» من تسييس الملاعب ورفع شعارات ضدها من قبل الجماهير الرياضية مؤكدا انه لا يمكن حلّ جميع المشاكل التي تعاني منها البلاد الا بتوافقات سياسية شاملة بين جميع الاطراف موضحا ان انسداد الأفق السياسي هو سبب تأزم جميع الاوضاع حسب كلامه. تخوّف من تفجيرات واضاف الفاهم ان الهاجس الأمني له ايضا علاقة مباشرة بقرار سلطات الإشراف اجراء المقابلات بلا جمهور مستشهدا بالأحداث الإرهابية التي جدت بالشعانبي وبالاغتيالات السياسية لرموز المعارضة موضحا ان السلطات الأمنية قد تكون اتخذت هذا القرار لخشيتها من حدوث تفجيرات في الملاعب او أحداث عنف وغيرها لأن الأمن لا يمكنه مراقبة كلّ الميادين الرياضية وفق تعبيره. الثقل الأمني موجود بباردو محمد بنور ممثل حزب «التكتل» اشار بدوره الى ان اجراء المباريات في غياب الجماهير هو مجرد اجراء وقائي موضحا ان ثقل قوات الأمن تركز على ساحة باردو نظرا للتعبئة الشعبية الضخمة التي اطلقتها جبهة الإنقاذ بالعاصمة وبجميع جهات البلاد تحضيرا لأسبوع الرحيل مضيفا ان رفع شعارات مسيسة خلال مقابلة رياضية امر عادي وليس بكل هذه الأهمية لكن ما يخشى في الحقيقة هو احتمال وجود مظاهر العنف بالملاعب ملاحظا انه من المفروض تواجد الجمهور والأمن معا في ميادين الرياضة حسب قوله. اجراء وقائي ومؤقت جلال تقية مستشار وزير الرياضة قال من جهته ان ال«ويكلو» هو مجرد اجراء وقائي لمدة ثلاثة اسابيع وليست له اية دواع او اسباب سياسية موضحا ان قرار اجراء مباريات البطولة الوطنية بلا جماهير سينتهي بانتهاء الموسم السياحي وموسم المهرجانات مع نهاية شهر اوت مشيرا في ذات الصدد الى ان السلطات الأمنية بينت للجامعة انها غير قادرة حاليا على تأمين الميادين الرياضية وان الرؤية ستتوضح اكثر بعد التاريخ المذكور مضيفا ان الجماهير الرياضية ستعود الى الملاعب بعد الجلسة التي ستنعقد بين الوزارة والأندية وبين سلطات الإشراف يوم 6 سبتمبر المقبل حسب قوله. لا علاقة للقرار بالسياسة واستبعد مستشار وزارة الرياضة أية علاقة بين قرار ال«ويكلو» والوضع السياسي الراهن الذي تشهده البلاد من تزايد الاحتجاجات والمظاهرات المطالبة بإسقاط الحكومة وحل المجلس التأسيسي خصوصا بالتزامن مع انطلاق «اسبوع الرحيل» و «حملة ارحل» لذات الغرض مبينا أنه تم اتخاذ قرار اجراء المقابلات الرياضية بلا جمهور تم اتخاذه قبل انطلاق حملات اسقاط الحكومة وفق ما جاء على لسانه. يذكر انه تعذر الاتصال بقيادات حركة «النهضة»