بعد انتظار دام طويلا صدر مؤخرا بالرائد الرسمي الأمر عدد 3021 المؤرخ في 31 جويلية 2013 والمتعلق بضبط شروط وطرق تدخل صندوق التشجيع على الإبداع الأدبي والفني، وهو مطلب ملح نادى به المثقفون والمبدعون والفنانون التونسيون منذ سنوات عديدة. ويهدف هذا الأمر بالخصوص إلى تفعيل عمل وتدخلات هذا الصندوق الذي احدث سنة 2008 ليعوض صندوق التنمية الثقافية (الغي سنة 1986) وتوفير موارد مالية من خارج ميزانية وزارة الثقافة لمزيد تحفيز حركة الخلق والإبداع الفني في تونس ودعم الإحاطة الأدبية والاجتماعية بالفنانين والمبدعين التونسيين. ويحدد الأمر الجديد فئات المنتفعين من مداخيل الصندوق والمترتب لهم الحق في ذلك مقابل استنساخ مصنفاتهم للاستعمال الشخصي وهم المؤلفون وفنانو الأداء ومنتجو التسجيلات السمعية أو السمعية البصرية. كما يضبط هذا الأمر طرق وآليات تخصيص قسط من موارد الصندوق لتشجيع الأعمال الثقافية والفنية والمصنفات الفكرية وتكوين الفنانين وترويج الحفلات الحية. وبموجب هذا الأمر، يتم توزيع المداخيل الحاصلة لفائدة مستحقيها من الفنانين والمبدعين إلى تاريخ 31 ديسمبر من السنة التي تسبق صرفها وذلك على النحو التالي : 40 بالمائة للمؤلف والملحن 30 بالمائة لفنان الأداء 30 بالمائة لمنتج التسجيلات السمعية أو السمعية البصرية. وأوكل الأمر إلى المؤسسة التونسية لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة ( أحدثت في 1 جويلية 2013) إعداد ومتابعة الملفات المتعلقة بتوزيع مداخيل الصندوق على المنتفعين بها من الفنانين والمبدعين. من ناحية أخرى، اقر الأمر الجديد إسناد منح تقتطع من مداخيل الصندوق لفائدة الفنانين التونسيين لتشجيعهم على انجاز أعمالهم. كما نص على إحداث لجنة تتولى دراسة وإبداء الرأي في الملفات المتعلقة بتدخل صندوق التشجيع على الإبداع الأدبي والفني، والتي يمكن أن تتفرع إلى لجان فرعية وذلك بحسب المجالات الفنية وطبيعة الملفات المطروحة. وفى هذا السياق، أورد الأمر الجديد جملة من المقاييس الأساسية التي تستند عليها اللجنة عند النظر في الملفات المعروضة عليها ومنها : • القيمة الفنية والثقافية للعمل أو للنشاط أو للمشروع الثقافي أو الفني. • مدى مساهمة العمل أو النشاط أو المشروع الثقافي أو الفني في دفع مجالات اللامركزية الثقافية والتجارب الفنية والميادين الإبداعية الجديدة والواعدة والتراث الثقافي غير المادي. • عدم الجمع بين الدعم المسند للعمل أو للنشاط أو المشروع الثقافي أو الفني في إطار صندوق التشجيع على الإبداع الأدبي والفني والدعم المسند في إطار ميزانية الدولة إلا في حالات استثنائية يتم ضبطها بقرار. • التزام المترشح للاستفادة من التمويل بمعايير حسن التصرف في الأموال العمومية واحترامه للتشاريع والتراتيب الجاري بها العمل. وينتفع بتدخلات صندوق التشجيع على الإنتاج الأدبي والفني المبدعون في مجالات الفنون الركحية والسمعية البصرية والتصوير الشمسي والكتاب والنشر والآداب والفنون التشكيلية والموسيقى والرقص والتراث الثقافي والحرف الفنية وفنون الفرجة الحية. وينتظر أن يتم خلال الأيام القليلة القادمة تنظيم يوم دراسي لمزيد التعريف بهذا الصندوق وتسليط الضوء على الآفاق التي سيتيحها لفائدة الفنانين والمبدعين التونسيين والنظر فى التراتيب الملائمة للتصرف الرشيد والشفاف فى موارد هذا الصندوق.
