أبدى أمس الأمين العام حسين العباسي أثناء خروجه من لقاء الرباعي و«الترويكا»، غضبا شديدا نتيجة عدم التوصل إلى جديد مع «الترويكا» واعتبر المقترحات المقدمة غير كافية لإذابة الجليد مع المعارضة . العباسي أكد أنه سيكشف قريبا حقائق عديدة في صورة عدم نجاح الحوار وهو ما جعل العديد من الملاحظين يعتبرون هذه الإشارة محاولة لحلحلة المفاوضات وتقوية نسقها. ويبدو أن العباسي مغتاض كثيرا من تصريحات بعض السياسيين في الضفتين الذين يعلنون في العلن دعمهم للمبادرة التي أطلقها الرباعي الراعي للحوار ويوجهون لها سهامهم في الخفاء في محاولة لإجهاضها عبر اللقاءات الجانبية التي تنعقد هنا وهناك وهو ما أثر على نتائج المفاوضات التي لم تنجح في تحقيق ما كان منتظرا نتيجة الشروط التي وضعت ومحاولة العديد من الأطراف القيام بمبادرات داحل مبادرة المنظمات الراعية بهدف ضربها وتقزيم نتائجها وتعطيل عملها بهدف تقليم أظافر هذه المنظمات الوطنية التي كانت ترى نفسها الطرف الأكثر استقلالية للقيام بهذا الدور الوطني . الحقيقة الثانية التي سيتم كشفها أن الأطراف المتفاوضة لم تقدم تنازلات في حجم الأزمة التي تعيشها البلاد وخاصة الطرف الحاكم الذي واصل رفض تنازلات حقيقية تتقدم بالحوار. الحقيقة الثالثة أن الحسابات الحزبية كانت هي الطاغية على المفاوضات وكان هاجس الانتخابات القادمة هو الغالب لدى الجميع في حين تئن تونس في هذا الظرف تحت وطأة ظرف اقتصادي واجتماعي غير مقبول. ومن الحقائق التي سيؤكد عليها العباسي أنّ تواصل التعنت لدى الجميع قد يتسبب في تفشي ظاهرة الإرهاب وفي انهيار الاقتصاد وفي فرار المستثمرين الأجانب وفي تراجع البلدان المانحة عن وعودها في تمويل عدة مشاريع ومساندة الاقتصاد التونسي . كما سيكشف حسين العباسي عن استياء المنظمات الراعية للحوار من الوضع الذي تمر به البلاد وسيتم الإعلان عن عدة قرارات لمواجهة الوضع الحالي .