(تونس) ستكون نهاية هذا الأسبوع حاسمة في تحديد المشهد السياسي في تونس ومعرفة الموقف النهائي لحركة «النهضة» من مسألة حل الحكومة والقبول بحل وسط. في المقابل من المنتظر أن تنعقد يوم الأربعاء القادم الهيئة الإدارية الوطنية لاتحاد الشغل لتقييم الوضع ومدى التجاوب مع مبادرة الاتحاد والاستماع إلى نتائج المشاورات التي قامت بها قيادة الاتحاد لحلحلة الوضع في البلاد لا سيما مع انقسام الشارع إلى فريقين وبروز بوادر لانسداد الحوار في ظل التصعيد في المواقف من طرفي الفريقين حيث أعلنت «جبهة الإنقاذ» عن قرب الإعلان عن «حكومة إنقاذ» ودعت إلى «حملة الرحيل» في حين أكدت قيادات نهضوية أن رئاسة الحكومة وحل المجلس التأسيسي خط أحمر لا يمكن تجاوزه وأنها مع حكومة توافق وطني بعد أن كانت الدعوة إلى حكومة وحدة وطنية. الحسم سيكون أواخر هذا الأسبوع بالنسبة ل «النهضة» التي ستعقد اجتماع مجلس الشورى الذي سيتخذ القرارات والمواقف تجاه مبادرة اتحاد الشغل ويبدو أن دور عبد اللطيف المكي سيكون مهما خلال هذا الاجتماع لإقناع أعضاء مجلس الشورى بإمكانية القيام بتنازلات لإيجاد الحلول لكن أية حدود لتلك التنازلات لاسيما أن العديد من المسؤولين في «النهضة» متخوفون من إخراجهم من سدة الحكم بشكل سلس وهو تخوف عبرت عنه قيادة الحركة في لقائها بقيادة الاتحاد. من جهة أخرى تشرع قيادات الاتحاد في مشاورات نقابية داخلية مع الاتحادات الجهوية والنقابات العامة والجامعات لتحديد موقف من المشاورات الحاصلة. هذه المشاورات ستتواصل خلال الأيام القادمة وقد التقى يوم أمس حسين العباسي بمصطفى بن جعفر للنظر في كيفية البحث عن حلول للأزمة بعيدا عن المواقف المتصلبة ويبدو أن مصطفى بن جعفر سيعمل على إقناع راشد الغنوشي بالإعلان عن القبول بمبادرة الاتحاد وفتح حوار سريع مع كافة الأطراف . وبين القبول والرفض فإن العديد من الأطراف أكدت تخوفات المعارضة والمنظمات الراعية للحوار الوطني من محاولات «الترويكا» ربح الوقت والعمل على خلق شرخ داخل المعارضة. وقد علمنا أن المنظمات الراعية للحوار التي اجتمعت يوم أمس الأربعاء ستعلن عن موقفها في بيان قد يصدر اليوم ستدعو فيه جميع الأطراف إلى القبول بحل الحكومة والانطلاق مباشرة في حوار وطني. فهل ستقبل «الترويكا» بهذا الحل وأي موقف لها من هذا الضغط المتواصل من المعارضة والمنظمات ؟!! محمد