التونسية (مكتب الجنوب الغربي) تهاطلت عشية اول امس كميات هامة من الأمطار لم تشهدها جهة قفصة منذ سنة 2009 ولئن كانت الكميات متفاوتة من معتمدية إلى أخرى فإن أعلاها كانت حسب المصادر الجهوية للرصد الجوي بقفصةالمدينة و حي المطار 67 مم و أدت إلى فيضان بعض الأودية كواد السار ببلخير الذي انجر عنه عزل المعتمدية عن الولاية وواد بياش بمدينة قفصة. هذه الأمطار و إن كانت بشرى خير و بركة انتظرها الفلاحون منذ أربع سنوات من الجفاف المتواصل فإن مخلفاتها بمركز الولاية كانت عظيمة . حيث غرقت أغلب أحياء المدينة في برك من المياه وانقطعت كل الطرق المؤدية الى الأحياء حيث تسربت كميات كبيرة من مياه الأمطار التي عجزت بالوعات الديوان الوطني للتطهير عن استيعابها إلى داخل المنازل وأدت إلى تشقق جدرانها لتخلف حالة من الرعب و الذعر في نفوس الأهالي في حي النور و السرور و المولى ووسط المدينة ليرسل الأهالي نداء استغاثة عبر وسائل التواصل الاجتماعي (الفايسبوك) وعلى أمواج إذاعة قفصة مطالبين السلطات الجهوية و الهياكل الجهوية للحماية المدنية و ديوان التطهير للتدخل العاجل. وقد قامت المصالح الجهوية للحماية المدنية و التجهيز و التطهير بجملة من التدخلات في الأحياء المتضررة بمدينة قفصة و غيرها من المعتمديات في الجهة حيث أفادت مصالحها الجهوية أنها قامت بأكثر من 20 عملية شفط و امتصاص للمياه من داخل المنازل و الأحياء بالإضافة إلى جرف التربة بمدينة قفصة و 15 عملية بمدينة بلخير و10 عمليات مماثلة بمعتمدية المتلوي. كما تدخلت المصالح الجهوية للديوان الوطني للتطهير لشفط المياه و تسريح البالوعات الراجعة إليها بالنظر كما تدخلت مصالح إدارة إقليم الصوناد لإصلاح الأعطاب التي طرأت على القنوات و منع تسرب المياه و بالتوازي مع ذلك تدخلت المصالح الجهوية لإدارة التجهيز و البيئة لتقوم بجهر التربة من الأودية القريبة من الأحياء و تنظيف محيطها. إجتماع طارئ للجنة الجهوية لمجابهة الكوارث اجتمعت صبيحة أمس اللجنة الجهوية لمجابهة الكوارث بمقر ولاية قفصة بحضور كافة ممثلي المصالح الجهوية من حماية مدنية و أمن وصحة و فلاحة وإدارة إقليم الكهرباء والغاز و ديوان التطهير للنظر في مخلفات الأمطار الأخيرة و تقييم العمليات المنجزة وإعداد خطة عمل جديدة استعدادا لموسم أمطار الخريف من خلال إعداد كافة التجهيزات للتدخل بالإضافة إلى مواصلة برامج جهر الأودية و جرف التربة و تنظيف محيط الأودية بكافة المعتمديات في الولاية و تخصيص برامج خاصة للمعتمديات المهددة بالفيضانات كمعتمدية الرديف.