اتصل بوضع ابي عبد الله المقري وضع شرقي تأثر بحركة تجديدية كبرى في نطاق المذهب الحنبلي ، وهي الحركة التي قام بها شيخ الاسلام ابن تيمية ودرج عليها من بعده تلميذه ابن القيم. وقد انبنت هذه الحركة التجديدية كما لا يخفى على نقد موضوعي منهجي لعلم الاصول. (...)
ظهرت كتب الاصول الحنفية صائدة للمعنى النظري الاستدلالي ولا قاطعة النظر عن الفروع الفقهية كما قطع امام الحرمين والغزالي والمازري انظارهم عن الفروع وتمسكوا بالاصول تمسكا مبدئيا نظريا يناقشونها في ذاتها كأنها وضعت لنفسها ولم توضع لاستخراج الفروع منها (...)
جاء بعد المازري القاضي ابو الوليد الباجي فكتب كتاب « الاشارات « وبناه تقريبا على تلخيص لأمالي المازري على « البرهان « ولكتاب « البرهان « نفسه . ثم انتهت زعامة النظر في المذهب المالكي الى العلامة الجامع الفقيه المصري الشهير الشيخ ابن الحاجب فألف (...)
تناول الامام الغزالي علم اصول الفقه تناولا اخر . وهو تناول بنائي ايجابي في كتاب « المستصفى « فلم يكن متجاوزا حدا بعيدا في الافتراق عن الاوضاع المتقدمة قبله في جوهرها وموضوعها . نعم ان كتاب « المستصفى « امتاز بحسن العرض ، بوضوح البيان وباستقامة (...)
ان علم اصول الفقه قد اصبح في حقيقة الامر سياجا للمذاهب ، ومقيدا للفقهاء بحيث انه هو الذي تقاصرت به حركة الاجتهاد بعد ان كانت مطلقة فصارت مقيدة لان الناس اصبحوا لا يقلدون في الفروع فيبقون مجتهدين ولكنهم يتقيدون بالاصول التي وضعها ايمة المذاهب .
ولاجل (...)
الثقافة الاسلامية ليست الا عبارة عن منهج تربوي فدعوة الاسلام لم تكن مجرد دعوة تلقينية ولكنها كانت عملا تربويا، عملا انشائيا تكوينيا للجماعات والجماهير اعتمد الجمع والتنسيق والمجانسة بين القوى الذهنية الانسانية التي هي قوة العقل وقوة السلوك العملي (...)
ابتدأت العناية العلمية بالقران العظيم بالاعتناء بحفظه وبدا النبي ﷺ منذ نزل القران يوجه الناس الى الاقبال على حفظه عن ظهر قلب والى تدارسه والقيام به ويحرض الناس ويرغبهم فيه بما يبين لهم في ذلك من فضل . ففي حديث البخاري عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه (...)
نستطيع عندما نصنف عناصر الثقافة في عصور الاسلام اوعناصر العلوم بقطع النظر عن الدينية منها وغير الدينية نستطيع عندما نصنفها بالنظر الى القران العظيم ان نصنفها ثلاثة اصناف . الصنف الاول : علوم نشأت من القران وهي العلوم الدينية بمعنى اخص من علوم (...)