تدرّبت على تخيّلك وحيدا في المساءات الكئيبة تعلّمت كيف أكتبك رغم هفوات النّسيان وخجل الحنين وكسل الذّاكرة. تعلّمت كيف أثأر من غيابك بتجديد جنوني بك، كيف أسابق الأيّام كي أفتّش عنك في المستقبل، كيف أذوب في سكّر القهوة على الشّرفة، كي أحترق بنار قبلة (...)
تائهة في عالمها المملوء بحزن غامر
ممزوج بسعادة قلب حائر
كانت تمضي في حذر فوق الدرب بفكر مشغول
كانت دائمة الخوف من المجهول
كانت اذ تمشي في الدرب طويلا
يغمرها فرح ينسيها طول الحرمان
كانت تمضي تحملها رجلاها نحو مكان مملوء ب«الروتين»
لكن لا تعرف (...)
مَنْ تُراه يكون؟
ذلك الجالسُ الآن في ركنه
مثل كل مساءْ؟
يستبي العقلَ من حسنهِ
كان يُلقي عليها السلامْ
دون أي كلامْ
قلبُه مُتْرَعٌ بالغموضْ
فيه سرٌّ دفينْ
وابتساماتُه ذاتُ حَرٍّ يُذيبُ الجليدْ
كان يبدو شديد الهدوءْ
غير أني أراه، إذا ما (...)