الهواء البارد: يعصف فيلسع جسده الهاوي النحيل، السيارات تمر به لترشه بالوحل والمياه القذرة الوسخة لم يكن ليأبه بها، كان كالشبح في ظلمة الليل يأكله الملل، الطريق أمامه يزحف في الظلام طويلا ممشوقا كشعر امرأة مصبوغا بالصبغة متشحا بالسواد، جرّده الشتاء، (...)
القطار يصر في منعرج الطريق ينساب كمارد أسود وسط الحقول والمروج، والهواء يندفع من النافذة يداعب شعر الفتاة الجالسة على المقعد، يتطاول على صفحة وجهها لم تكن تنظر الى الركاب ولكنها كانت تنظر الى مجلة انحنت على قراءتها بشغف، تعلقت عيناه بوجهها وهو (...)