- والله لو برزت للناس بتاج مشلشل، في همة تشرشل، ولو فرشت للناس بالذهب الأسفلت، في مجد روزفلت، لقلبوا مدحك قدحاً، وجدك مزحاً، وكدّروا صفوك مساءً وصبحا.
- اشرب من دنان عزلتك كما دوّن (دانتي) في روما مقالته: العزلة في الدار مملكة الأفكار. وفي دفاتر (...)
لي وقفةٌ يا تونسَ الخضراءُ وتحيةٌ وقصيدةٌ عصماءُ
وقفتْ لك الدنيا وصفّق أهلها كل الوجود تعجّبٌ وثناءُ
البوعزيزي فيك أشعل ثورة سارت لروعة ذكرها الأبناءُ
وتوقف التاريخ يمدح أمةً شهدت على أمجادها الأحياءُ
والتونسيّون الكرام تقدّموا صفّ الخلود وكلهم (...)
هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم من المعتقدات والأقوال والأفعال والأحوال والأخلاق والآداب والسير، فهو يدل على الأكمل والأحسن دائما، فكلما اشتبهت الأمور واختلطت الآراء وماجت القلوب، جاء القرآن بهداه وسناه، فهدى إلى الأرشد، ودل على الأتقى (...)
تطمئن القلوب من خوفها فتسكن إلى موعود ربها مع الثقة به، وحسن التوكل عليه، وصدق اللجوء إليه.
وتطمئن من حزنها فتجد الأمن من كل غم وهم وحزن، فتعيش راضية مرضية؛ لأنها بربها ومولاها راضية.
وتطمئن من قلقها فتستقر بعد التذبذب، وتهدأ بعد التمزق، وتثبت (...)
هذه آية الفرج؛ ما قالها عبد مكروب إلا فرج الله عنه، بذلك صح الخبر. وفيها أسرار عظيمة ورسائل مهمة، لكن لمن له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.
ففي هذه الآية إقرار بالتوحيد، وإثبات للتنزيه، واعتراف بالذنب، وهي أركان ثلاثة عليها تقوم العبودية وبها ينال (...)
أخبر الله عن أوليائه الصادقين، وعباده الصالحين، بأنه يحبهم ويحبونه، وهو خبر تهش له نفس المؤمن، ويشتاق إليه قلب الولي، والعجيب قوله: (يحبهم) فهو الذي خلقهم وأطعمهم وسقاهم وكفاهم وآواهم، ثم أحبهم، وهو الذي رباهم وهداهم وعلمهم وألهمهم وأرشدهم، ثم (...)
تحدث عن جميلنا، أخبر الناس بأيادينا، أعلن نعمنا عليك، لأن الجحود خطيئة والتنكر سيئة، وكتمان المعروف لؤم، إن الله يحب من عبده أن يشكره، وأن يثني عليه، وأن يعترف بما وصل من بره إليه؛ لأن الله يحب المدح، فهو أهل له، ويريد الحمد؛ لأنه مستحق له.
ونعم (...)
لا تمدحوا أنفسكم فعلمها عند اللطيف الخبير، ولا تثنوا عليها فإن الناقد بصير، وما أجهل الإنسان إذا زكى نفسه وشهد لها بالفضائل وبرّأها من الرذائل! وما أثقل كلامه وهو يستعرض على ربه وعلى الناس مناقبه ويسوق محامده ويذكر حسناته! إن الذي يزكي نفسه يكون في (...)
الصبح آية من آيات الله دالة على بديع صنعه وجميل خلقه، فالصبح له طلعة بهية ووجه مشرق يشع بالجلال والحسن، ومن أراد أن يعرف جمال الصبح فليتأمل قدومه بعد صلاة الفجر كيف يدبّ دبيبا كالبرء في الجسم وكالماء في العود، فإن الصبح يزحف بعد جحفل من الظلام (...)
لما أعرض أهل سبأ عن طاعة الله مزقهم كل ممزق، وقال: «فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ»، وفي هذه العبارة من قوة الأسر وروعة البيان ما يهز النفس، فكأنه حوّل هذه الأمة القوية إلى أحاديث فقط تدور في المجالس على ألسنة السمّار.
لك أن تعمم هذا المثل على كل أمة (...)
أشغلكم تكاثركم بالأموال والأولاد والأشياء عن الاستعداد للقاء المحتوم واليوم الموعود، والالتهاء بالتكاثر عن المقاصد خذلان، والاشتغال بالوسائل عن المقاصد إفلاس، فالتكاثر يكون بجمع المال وتكديسه وتخزينه، فلا ينفق في الحقوق ولا تؤدى به الواجبات، فيكون (...)
كتاب الله ليس حديثا يفترى، فما نظمه شاعر، ولا نفثه ساحر، ولا تفوه به كاهن، بل هو كلام الملك الحق المبين.
إن الأحاديث المفتراة متروكة لأساطين الأراجيف، ودهاقنة الزور، وأبطال الشائعات، وحملة الكذب، أما القرآن فهو الصدق كله، والحق أجمعه؛ لأن الله (...)
الهماز اللماز إنسان ساقط في مجال الشرف، منحط من رتبة القيم، منسي في ديوان المثل السامية، لأنه هماز للأعراض، لماز لعباد الله، وهو يهمز بقوله، ويلمز بفعله، فعينه ويده تهمزان، ولسانه يلمز، ويل لهذا بالوعيد من عذاب شديد، من منال أكيد، ويل لهذا المتسلق (...)
الأقضية تقوم على أمرين، إما حكم وإما صلح، فالحكم قضية عادلة وحكم نافذ، وقد يترك في نفس أحد الخصمين أثرا، فإن الحق لا يرضي الطرفين كما قال الأول:
* إنّ نِصْفَ الناسِ أعداءٌ لمن - وَلِيَ الأحكامَ.. هذا إنْ عَدَلْ
* ولكن الصلح خير، فهو أحسن أثرا، (...)
هذا وعد من أصدق القائلين، وهي بشرى لعباده المؤمنين، أن سنته الماضية وحكمته القاضية، أن العسر بعده يسر، فلا يضيق الأمر ويشتد الكرب إلا ويتبعه يسر، فبشّر كل مكروب ومنكوب بفجر صادق من الفرج يصادر فلول الشدائد، وما أحسن هذه الآية سلوة للمعذبين بسياط (...)
مدح الله نفسه بهذا الوصف المتضمن قدرته جل في علاه، وأنه لا يقع شيء في العالم إلا بإذنه، فهو كل يوم في شأن؛ يخفض ويرفع، يعطي ويمنع، يقبض ويبسط، يولي ويخلع، يضحك ويبكي، يميت ويحيي، يهدي ويضل، يعافي ويبتلي.
كل يوم هو في شأن؛ يعطي فقيرا، يهدي حائرا، (...)
هذا قول إخوان القردة والخنازير الأنذال، يقولون: يد الله مغلولة، أي بخيلة. «غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ». قاتلهم الله، كيف تكون يد الجواد الماجد مغلولة، وكل نعمة قديمة أو حديثة، (...)
* يقول الجن لما سمعوا القرآن: إنا سمعنا قرآنا عجبا. عجيب!.. حتى الجن يتعجبون من القرآن، ومن الذي لا يعجب من القرآن؟! ومن هو الحي الناطق السميع البصير الذي لا يعجبه القرآن ويشجيه ويبكيه؟! ومن هو الذي له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد ولا يتأثر بالقرآن؟! (...)
أنتم الأمة الوسط، وأنتم وسط بين اليهود الذين قتلوا الأنبياء والنصارى الذين عبدوهم، إذ إنكم أطعتموهم واتبعتموهم، وأنتم وسط في الزمان، ما جئتم في أول الزمان فلا تجارب ولا تاريخ، وما جئتم في ذيل الدهر، بل سبقتكم أمم وجاءت بعدكم أجيال، فاعتبرتم (...)
هذا عقد بين المسلم وربه، وميثاق بين العبد ومولاه، أن يصرف العبد كل عبادته لله - عز وجل - ولا يشرك معه غيره، وألا يستعين إلا بربه جل في علاه، فمن العباد المسألة والطلب، ومن الله العون والتأييد، وهذه الآية كما قال الله - عز وجل - في الحديث القدسي: (...)
«فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ» فلا تشرك معه في عبوديته أحدا، ولا تدعُ من دونه إلها، بل تصرف له عبادتك، وتخلص له طاعتك، وتوحد قصدك له ومسألتك ودعاءك. فإذا سألت فاسأل الله. وإذا استعنت فاستعن بالله، فلا يستحق العبادة إلا هو، ولا يكشف (...)
أد الرسالة كاملة كما سمعتها كاملة، بلغها تامة مثلما حملتها تامة، لا تنقص حرفا ولا تحذف كلمة، ولا تغفل جملة.
بلغ ما أنزل إليك فهي أمانة في عنقك سوف تسأل عنها، فبلغها بنصها وروحها ومضمونها.
بلغ ما أنزل إليك من الوحي العظيم، والهدي المستقيم، (...)
سوف نذهب من هذه الحياة كما ذهب الدكتور غازي القصيبي - رحمه الله - هو سبقنا بوقت ونحن على الأثر، جاءني نبأ وفاته وأنا صائم فدعوت الله له بالمغفرة، ومرت بي ذكريات ومواقف مع الدكتور غازي القصيبي منها:
أولا: خلاف على بعض المسائل لا يسلم منه بشر، فقد (...)