وبعد أن هيأ ابن العلقمي البلاد، وأفسد جيشها، وأضعف قواها، وسرح الجند، ولم يعد هناك من يدافع عن الدين ولا البلاد ولا العباد، كاتب التتار، ودعاهم لاجتياح دولة الخلافة، وبين لهم حالها وما آلت إليه من ضعف. يقولُ ابنُ كثيرٍ: "ثم كاتب التتارَ، وأطمعهم في (...)
ذكرت كتب التاريخ والسير أن أبرهة الأشرم حين قدم من الحبشة إلى بلاد العرب ليهدم الكعبة بيت الله لم يكن يعلم الطريق إليها، فطلب دليلا يدله في مهامه أرض العرب وفيافيها إلى طريق الكعبة، فلم يقبل ذلك أحدٌ إلا رجلٌ يقال له أبا رغال، فكان معه في جيشه يدله (...)
في سنة 384 هجريا، وعندما عظم الخطب بأمر العيارين، وعاثوا ببغداد فسادا وأخذوا الأموال والعملات الثقال ليلا ونهارا، وحرقوا مواضع كثيرة، وأخذوا من الأسواق الجبايات، وتطلبهم الشرط فلم يفد ذلك شيئا ولا فكروا في الدولة، بل استمروا على ما هم عليه من أخذ (...)
في عهد الخليفة الحاكم بأمر الله، كانت الدولة الفاطمية على موعد مع ثورة تزعّمها رجل من بني أمية يُدعى "أبو ركوة"، جمع الناس حوله في مدينة برقة، مستغلاً في ذلك سوء الأوضاع السياسية والاجتماعية، فحقق انتصارات جزئيةً على جيوش الخلافة، واتجه بجيشه إلى (...)
في الربع الثاني من القرن الرابع الهجري، دخل البويهيون العراق، وصاروا هم الحكام الفعليين، وتلقبوا بالسلاطين، وذلك رغم وجود الخليفة العباسي، الذي صار مجرد صورة ورمزًا للدولة، معه حامية تركية خفيفة في بغداد. و قد حاول البويهيون القضاء على اللصوص (...)
الطائع لله هو الخليفة الرابع و العشرون من خلفاء بني العباس، تنازل له أبوه -لما أصابه مرض الفالج عن الخلافة في ذي القعدة سنة ثلاث وستين و ثلاث مائة ، وكان الحل والعقد للملك عز الدولة، وابن عمه عضد الدولة . وكان أشقر مربوعا كبير الأنف . قال ابن الجوزي (...)
في سنة 364 هجريا جاء عضد الدولة بن ركن الدولة بن بويه إلى واسط ومعه وزير أبيه أبو الفتح بن العميد ، فهرب منه أفتكين في جماعة الأتراك إلى بغداد فسار وراءهم ، فنزل بالجانب الشرقي ، وأمر بختيار أن ينزل على الجانب الغربي ، وحصر الترك حصرا شديدا (...)
لم يرضَ ابن رائق بما حدث له على يد البريديين، فجهز جيشه لمحاربتهم من جديد، ولما علم أبو عبد الله البريدي بذلك تحالف مع علي بن بُويه، وكُتب لهم النصر، وفر ابن رائق إلى بغداد بعد هزيمة جيشه، أما أبو عبد الله البريدي فقد استقر في البصرة. ولما علم أمير (...)
وفي سنة 322 ه، عُزل الخليفة القاهر بالله وتولى الخلافة الراضي بالله، وعين أبو علي بن مقلة وزيرًا له، فوضع الأخير أبا عبد الله البريدي على أعمال الخراج في الأهواز، وأخاه أبا الحسين على ضمان بغداد، وذلك لمكانة الإخوة البريديين عنده، كما اعتمد ابن مقلة (...)
دخل أبو الحسين البريدي إلى بغداد لمواجهة الخليفة العباسي المتقي لله أبي إسحاق إبراهيم بن المقتدر بالله، سنة 330 هجريًّا، بعدما أمر الخليفة بلعن بني البريدي على المنابر في المساجد الجامعة، واستطاع البريدي أن ينتصر بجيشه المكون من الأتراك والديلم على (...)
ما إن استعفى الوزير ابن عيسى من الوزارة ، حتى أشير على الخليفة المقتدر بالله بابن مقلة ، فولاه في ربيع الأول سنة 316 ، ثم عزل سنة 318 بعد سنتين وأربعة أشهر ، ثم لما قتل المقتدر ، وبويع القاهر ، كان ابن مقلة بشيراز منفيا ...
التفاصيل تقرؤونها في (...)
الحسين بن منصور بن محمي الحلاج أبو مغيث ، ويقال أبو عبد الله ، كان جده مجوسيا اسمه محمي من أهل فارس نشأ بواسط ، ويقال بتستر ، ودخل بغداد وتردد إلى مكة مرارا للحج وجاور بها سنوات متفرقة ، وكان يصابر نفسه ويجاهدها فلا يجلس إلا تحت السماء في (...)
الخليفة المستكفي بالله ، هو أبو القاسم عبد الله بن المكتفي علي بن المعتضد ، العباسي . كان ربع القامة مليحا ، معتدل البدن ، أبيض بحمرة ، خفيف العارضين وأمه أم ولد . بويع وقت خلع المتقي لله ، وله يومئذ إحدى وأربعون سنة ، قام ببيعته توزون ، (...)
كان المتقي لله قد كتب إلى الإخشيد محمد بن طغج متولي مصر يشكو حاله ويستقدمه إليه ، فأتاه من مصر ، فلما وصل إلى حلب ، سار عنها أبو عبد الله بن سعيد بن حمدان ، وكان ابن مقاتل بها معه ، فلما علم برحيله عنها اختفى ، فلما قدم ...
التفاصيل تقرؤونها في (...)
هاجت الروم ، وقصدوا ثغور المسلمين ، ودخلوا سميساط ، وغنموا جميع ما فيها من مال وسلاح وغير ذلك ، وضربوا في الجامع بالناقوس أوقات الصلوات . ثم إن المسلمين خرجوا في أثر الروم ، وقاتلوهم ، وغنموا منهم غنيمة عظيمة ، فأمر المقتدر بالله بتجهيز العساكر مع (...)
لم تكن الفتن تهدأ زمن الخلافة العباسية، فكثير من الوزراء و الأمراء باتوا يستغلون نفوذهم لاحتكار السلع و رفع الأسعار و لهذا كانت الشعوب تثور هنا وهناك، قبض على الوزير أبي الحسن بن الفرات ، وكانت مدة وزارته هذه ، وهي الثانية ، سنة واحدة وخمسة أشهر (...)
بعد ثورة القرامطة، ولى المكتفي بالله الموصل وأعمالها أبا الهيجاء عبد الله بن حمدان بن حمدون التغلبي العدوي ، فسار إليها ، فقدمها أول المحرم ، فأقام بها يومه ، وخرج من الغد مع الذين قدموا معه ، والذين بالموصل ، فأتاه الصريخ من نينوى بأن الأكراد (...)
سار المكتفي إلى الرقة ، و أرسل الجيوش إلى صاحب الشامة ، وتولية حرب صاحب الشامة محمد بن سليمان الكاتب ، فلما كانت هذه السنة أمر محمد بن سليمان بمناهضة صاحب الشامة ، فسار إليه عساكر الخليفة ، حتى لقوه وأصحابه بمكان بينهم ، وبين حماة اثنا عشر ميلا لست (...)
واحدة من أكثر الفرق الإسلامية دموية وعنفا فى التاريخ الإسلامى، هى فرقة القرامطة، والتى سميت بهذا الاسم نسبة إلى الدولة القرمطية التى انشقت عن الدولة الفاطمية، وقامت إثر ثورة اجتماعية وأخذت طابعا دينيا، وكان مقر دولتهم بمحافظة الأحساء الحالية فى شرق (...)
وبعد انتشار جماعة القرامطة في الشرق، ظهر بالشام رجل من القرامطة ، وجمع جموعا من الأعراب ، وأتى دمشق ، وأميرها طغج بن جف من قبل هارون بن خمارويه بن أحمد بن طولون ، وكانت بينهما وقعات . وكان ابتداء حال هذا القرمطي أن زكرويه بن مهرويه الذي ذكرنا أنه (...)
وفيها ظهر رجل من القرامطة يعرف بأبي سعيد الجنابي بالبحرين ، فاجتمع إليه جماعة من الأعراب والقرامطة ، وقوي أمره ، فقتل ما حوله من أهل القرى ، ثم سار إلى القطيف فقتل من بها ، وأظهر أنه يريد البصرة ، فكتب أحمد بن محمد بن يحيى الواثقي ...
التفاصيل (...)
ولي الخليفة العباسي أبو العباس ، وقيل : أبو جعفر ، أحمد بن المتوكل على الله جعفر بن المعتصم أبي إسحاق بن الرشيد ، الهاشمي العباسي السامري الملقّب بالمعتمد بالله . وأمه رومية اسمها فتيان، وكانت خلافته بعد مقتل الخليفة المهتدي. وفي زمنه بغلت ثورة (...)
كان الخليفة العباسي المهتدي أسمرا رقيقا ، مليح الوجه ، ورعا عادلا صالحا متعبدا بطلا شجاعا ، قويا في أمر الله ، خليقا للإمارة ، لكنه لم يجد معينا ولا ناصرا ، والوقت قابل للإدبار . ونقل الخطيب عن أبي موسى العباسي . أنه مازال صائما منذ استخلف إلى (...)
اندلعت في جنوب وشرق العراق خلال القرن الثالث الهجري/التاسع الميلادي، في زمن الخلافة العباسية، كانت واحدة من أبرز الانتفاضات التي شهدتها تلك الحقبة. فمن هم الزنج؟ وما الذي دفعهم للثورة ضد ساداتهم ثم ضد السلطة الحاكمة؟ وكيف استطاعوا الصمود لأربعة عشر (...)
كان باغر التركي أحد قتلة الخليفة المتوكل ، فزيد في أرزاقه ، فأقطع قطائع ، فكان مما أقطع قرى بسواد الكوفة ، فتضمنها رجل من أهل باروسما بألفي دينار ، فوثب رجل من أهل تلك الناحية ، يقال له ابن مارمة ، بوكيل لباغر ، وتناوله ، فحبس ابن مارمة ...
التفاصيل (...)