في قصيدته " مرور مخضب بالدّمع "، يصوغ الشاعر يوسف أحمد أبو ريدة تجربة العشق بصوت خافت، شفيف، يلامس الوجدان بأدق خلجاته. ليس حبًا صاخبًا، ولا هيامًا مستعرضًا، بل هو مرور كتيف لا يُرى، محمول على جناح الحنين، ومحكوم بعفة القلب ونقاء بيضاء.هذا ليس مجرد (...)
ٍ أُغلّق بابي...وأمدّ رجلي لا يدي ورغابي فَيَدي على فأسي، وشعري في دمي...وكتاب صدري في الحياة كتابي لم أنتظر أحدا لأعلو رتبةً...ما كنتُ مثل تسلّق اللبلابِ زادي حلال، كيف أطعم صبيتي...سحتا، وأغرس في دمي نشّابي فعلي يسابق ما أقول، وهكذا...مضت الطفولة (...)
أحببت فيك ترانيمي وأشعاري...وما تأنّق في العينين من دارِ من زهر تونس قد نسّقتِ مهدَ دمي...بالياسمين وإيقاعات قيثارِ وخطّ جفنكِ في قلبي حكايته...لما منحتِ له تاريخ أزهارِ من نفح عقبةَ إذ يمتدّ نهرَ ندىً...بالقيروان التي تزهو بأحرارِ نثرتِ شَعْركِ (...)
أنا قد قرأتُكِ في عيونِ الأشقياءْ
في الصرخةِ الحبلى لطفلٍ مثخنٍ بالفقر دوما
في بلاد الأغنياءْ
في النفطِ يخبو حين يسعى خاسئا
ويسيل في البارات عبدا
تحتِ أقدام النساءْ
أنا قدْ قرأتُكِ رغم قيد الظلم دوما
في شفاه الباحثين عن الإباءْ
أنا قد رأيتكِ يثربَ (...)