مباراة تونس مع البرازيل أنبتت في عقلي صابة من الأسئلة أبرزها تنتظر مني و منكم حصادا ماذا لو كان الذكاء الذي تحمله أرجل لاعبينا قابله نفس الذكاء تحمله عقولنا ؟ هل كنا نحمي شباك هيبتها في ملعب الشعوب ؟ هلاّ يكون دفاعنا عن مرمانا بعقولنا كدفاع لاعبينا (...)
الخزي كل الخزي ، واللعنة كل اللعنة على من نشروا الغيبوبة ، و راهنوا على العقول المسلوبة ، و رسخوا في الأذهان بسخافة الخرافة صدق الأكذوبة بأن العروبة أنقى شعوب الدنيا ، وأطهرها ، و أنفعها في الأرض، وأقربها إلى الله. فهاهي إسرائيل تذكرنا بعزرائيل ، (...)
* ظاهريا تمدنت القرى و الأرياف كلها و تشتت مساكن سكانها ، و استقل كل بذاته بعيدا عن الآخر ، و تخلص من أكداس الزبالة المشتركة ، و انعدمت روائحها ، و قل الذباب ، و البعوض ، والجرذان ، و الزواحف و الكلاب ، والقطط السائبة ، و تعطرت ...
التفاصيل تقرؤونها (...)
لم نعد نسمع في ريفنا شدوا للعصافير كما كنا نسمعه كل العصافير التي تعشش أرضا بعضها انقرض وبعضها الآخر في طريقه الى نفس المصير ، لا لوباء حل بها ، وإنما للميكنة التي أتت على الأعشاش والبيض ، والفراخ في البراري ، ووضعت حدا لنسلها. ولم نعد نسمع لطائر (...)
لا دربي الجنوب بين الترجي الجرجيسي والنادي الصفاقسي، و لا دربي الساحل بين النجم الساحلي و الاتحاد المنستيري، و لا دربي الشمال بين الاولمبي الباجي و النادي البنزرتي ، و لا حتى دربي العاصمة أكثر الدربيات صخبا و ضجيجا وإثارة و غوغاء بين الترجي و (...)
أتحداكم و أتحدى قبلكم نفسي إن كان أي منا حيثما اتجه لم يجد الفساد أمامه ، و وراءه ، و بجانبه ، وفوقه و تحته يترصده عنوة ليلا نهارا . و اتحدى أهل الفيزياء إن لم يكن الفساد يملأ كل فراغ في البلاد تماما كالهواء الذي يملأ كل فراغ . و ...
التفاصيل (...)
هون عليك يا سيدي و انس اللحم و الشحم و القديد ، و كن عاشبا ، و احمد الله على أن أرضنا مازالت تنبت "الخبيزة " و"التيفاف"و" الكز" و "الحميضة" و "العسلوج " و "الخرشف" واعلم ان سعر الكبش بالأمس القريب كان يساوي سعر ...
التفاصيل تقرؤونها في النسخة (...)
منذ أن عرفت العرب العاربة تجمعها في قبائل اتخذت نظام حكمها من بيئتها الرعوية فولت شيوخها حكاما عليها ، وسمتهم رعاة و سمت نفسها رعية . و مادامت هذه التسمية تجمع بين الرعي و الرعاية ، فإن الرعية لا تطلب من رعاتها الا ما تطلبه المواشي من رعاتها ، وهو (...)
اليوم سأتحدث عن قصة الهدهد المسمى عند العامة ب " التبيب " أو " التيبوب "ذاك الطائر الأصفر الجميل المزركش بالأبيض والأسود و الذي لا " على رأسه ريشة" و إنما تاجر من الريش قصته لا مع النبي سليمان و بلقيس و مملكتها سبأ و إنما مع البقر ...
التفاصيل (...)
عندما كنا تلاميذا لم نعبث بكراسي الحافلة ، ولم نهشم بلورها ، ولم نتطاول على سائقها ، و ما كانت تأتينا متأخرة عن موعدها ، و ما ا ننخرطنا يوما في نقلها لنا ، وما تأخرنا يوما عن ساعة الدرس. لأننا بكل بساطة لم تكن عندنا حافلة ، و لم ...
التفاصيل (...)
بعدما فشل دونالد ترومب في الحصول على جائزة نوبل للسلام ، هلا يفوز بالكرة الذهبية لأحسن لاعب بالكرة الأرضية في ملعب العرب العالمي ؟وهل يوجد نظير له في الدنيا في هذا الملعب العربي في قذفاته الصاروخية المدفعية المدوية ؟ أ ليس هو من كلما مسك بالكرة (...)
المتقاعدون من أعوان الدولة و الإداريون منهم خصوصا ، هم أولئك الذين قضوا نحب شبابهم ، وكهولتهم ، و مطلع شيخوختهم بين أربعة حيوط وتحت سقف يغوصون إلى حد الغرق في الورق وهم قاعدون على كراس من خشب. والمتقاعدون بكل أصنافهم هم أولئك الذين بنوا دولة عتيدة (...)
من منا لم يحلم وهو يغط في نومه ؟ من منا لم يعش في حلمه أفلاما لم تأت بمثلها هوليود فيها البديع ، وفيها الشنيع ، و فيها المريح ، و فيها المرعب ، و فيها المفرح و فيها المحزن و فيها اللطيف ، و فيها المخيف ؟ و ...
التفاصيل تقرؤونها في النسخة الورقية (...)
أنا لست خارج تونس ، و مع ذلك ما مر يوم الا و ازداد أحساسي بأنني لست في تونس ، و إنما في بلد خارج الخارطة ، لا الناس ناسها ، و لا الحال حالها ، و لا الجو جوها ، و لا البيئة بيئتها ، و لا المحيط محيطها ...
التفاصيل تقرؤونها في النسخة الورقية للشروق - (...)
من منا كان يصدق أن مسك الهاتف الجوال سيصبح عندنا يضاهي مسك السلاح بدون رخصة في يد الصغير قبل الكبير ، و الأمي قبل المتعلم ، و الغبي قبل الذكي ، و المجرم قبل المسالم و مختل المدارك العقلية قبل ذي العقل السليم ؟ من منا كان يتوقع أن هذه ...
التفاصيل (...)
اعتقد ، و أهل العلوم و المعارف أعلم ، أن للبشر قواسم مشتركة في الطباع مع الحيوانات ، والطير، و الحشرات ، ففي الناس من له فطنة الذئب ، ومن له روغان الثعلب، و من له غدر الكلب ، و من يكتنز من غرائز الدواب ركل البغل و ...
التفاصيل تقرؤونها في النسخة (...)
ماذا لو رأينا في كل يد كتابا ، أو جريدة ، أو مجلة ، عوض ذاك الجن الذي يسكن في عقول الناس ذاك الشيطان الوسواس الخناس الذي يسكن في جيوب الناس و الذي لا يفارقهم أبدا أبدا مطلقا ؟ هل كنا نصاب بأنفلونزا الفيسبوك حتى صرنا لا نرى حولنا سوى ...
التفاصيل (...)
بكل بساطة مسألة ما آلت اليه غزة لا يتطلب لا علما ، ولا فلسفة لتحليلها ، و لا المنتظم الأممي للبت فيها . تكفي الإشارة إلى أن في قريتي يذبحون الديك الأكثر صياحا إيذانا بمطلع الفجر بدعوى أن صياحه مجلبة للثعالب و في الحقيقة خوفا من أن يوقظهم (...)
إلى متى سنبقى مفعولا بنا قدرنا " النصب " و ما أكثر النصابين في هذا البلد ؟ و إلى متى سيبقى الفاعل بنا ما يريد ضميرا مستترا بلا ضمير ، تقديره هو و لا نعرف إلى حد الساعة من هو ؟ و إلى متى سيبقى هذا الفاعل المجهول مرفوعا لا ...
التفاصيل تقرؤونها في (...)
نادى المنادي : فتحت الجلسة جميعنا في قفص الاتهام بما في ذلك القاضي و لسان الدفاع كلنا مذنبون و مدانون بالحجة في حق هذا الوطن بمن فينا من ثار ، و من لم يثر و من ترشح بعد الثورة ، ومن انتخب ، و ...
التفاصيل تقرؤونها في النسخة الورقية للشروق - تاريخ (...)
أصبحت أستحي من ذكر إسم " المراقبة الاقتصادية "، وأخجل من نفسي حتى و إن ذكرتها لنفسي . و ألعن سماعها ، و أطلب الشفاء لقائلها من علة مداركه العقلية ، و أستحي و أخجل من السؤال عمن يراقب ، و من يحاسب ، و من يعاقب في غياب ثلاثتهم عن ...
التفاصيل تقرؤونها (...)
ما الذي حصل في هذا البلد حتى استحال فيه على الناس التفريق بين العرس والمأتم ، هذا يجعل من مأتم ذاك عرسا تقام فيه الأفراح والولائم وتبادل فيه التهاني بالمصيبة، و ذاك يحول عرس هذا إلى مأتم تقام فيه المنادب ، ويتعالى فيه النواح ، وتنتصب مواكب (...)
العكة هي مصنوع من جلد العنز يشبه المزود و الشكوة كان يستعمل لخزن السمن في البادية عندنا و مازال إلى حد الساعة موجودا في أرياف المغرب الأقصى الشقيق . ويحكى أن إمرأة تدعى علياء كانت تجمع السمن في العكة ، و كانت لا ترد أحدا طلب منها السمن خائبا حتى (...)
و ما أسرعها قطيعة ، و ما أوسعها هوة ، و ما أقصاه بعد في الزمان و إن كان المكان نفسه ، بين جيل نشأ عاريا على اللعب بالكجة ، والخذروف ، و " الكرّيدة " ، و "الغمّيضة "، و جيل ينشأ مكسوا على اللعب بالكمبيوتر ...
التفاصيل تقرؤونها في النسخة الورقية (...)
" الخبز " كان عود الكبريت الذي أشعل ثورة في هذا البلد ، فكانت مدفأة الحفاة و العراة ، و جلاس الأرائك في الصالونات الفاخرة في ذاك الشتاء القارس الزمهرير ، و كان الثمن عشرات الضحايا ومئات المساجين . و انطفأ اللهب فجأة بمجرد أن نادى المنادي " نرجعو وين (...)