حصري لأوتار يعتبر البحث في اشكالية النقد الأدبي الذي تتعرض له الكتابة النسائية مواجهة مليئة بالتناقضات و التداخلات التعريفية للمصطلح في حد ذاته : الكتابة – النسائية ....خاصة بعد تراكم النظرة الذكورية للمرأة باعتبارها ملهمة أو بالاحرى محرك قوي للمخيلة ...الذكورية التي تبحث عن أسس الفحولة داخل المنتوج التخيّلي الذكوري في الكتابة منذ القديم فالمرأة الكاتبة و الشاعرة تحيل القارئ أو الناقد الى مقاربة واضحة للتعريف بكينونتها و ماهية مشاعرها الراقصة على القيد في خضم المجتمع الذكوري و النزعة الفردية فيه لأنها تكتب العالم و ترسمه وفق احداثيات و اسقاطات يضعها لها الرجل فنجد أغلب شاعرات هذا العصر يتفرّدن بأسلوب يتأرجح بين الحب و الخضوع ...أو الحب و التمرد ..في أفق الابداع على معانيه الدفينة لتزيد النص قدرة على الحياة و التأثير في ذائقة المتلقي و من أبرز الشاعرات التي كرّست نصوصهن توصيفات خاصة بالكتابة الابداعية النسائية نذكر بعض الاسماء مثل : الشاعرة همسة يونس و الشاعرة وفاء عياشي ولطيفة الشابي حيث جاءت نصوصهن وفق المعنى الرمزي في دائرة الحياة بمفهومها الانطلوجي لمعالجة النص الشعري علاقة الشاعرة بذاتها أو بالطرف الاخر أو بهموم الفضاءات الاخرى التي تنطلق منها الذات الكاتبة حتى يتّسع التعبير بمفهوم البوح الانساني ويمتد الى كل الانشغالات و التطلعات الأنثوية التي تهدف الى اضافات على المستوى الجمالي للكتابة و التشكيل اللغوي و الثيماتي و تسقط كل التصورات الموروثة التي تجعل المرأة عدوة لجسدها و لنفسها فتهدم بذلك كل مفاهيم العبودية التي مارستها الثقافة الطائفية للرجل بمعزل عن السياق العام :و هذه بعض نصوص الشاعرات اللواتي استطعن اضافة تنوعا لغويا و حواريا على اللغة الابداعية الشاعرة همسة يونس - قصيدة : أرجوحة كبرياء يغيبون عن ارتجافات جفوننا يضيعون بين هرولة الدقائق وتساقط الأرواح المنهكة من حولنا ..نهمسُ لنا...أخيراً رحلوا ومعهم آخر علبة كبريت قد تضرم عذابات مشوّهة تستهلك شحنات الأمل...في أرواحنا ..نتظاهر بانسحاب آخر دمعةٍ ..نزفناها حباً ..ولهاً ..حسرةً نسلك كل الدروب..إلا دروباً نبتتْ فيها ياسمينة على أنغام الزمن المترنح بين أوراقها...غفونا نطربُ لكل الأغنيات إلا تلك التي أورقت معها أحلامنا نعلنها مدوية في أرجائناما عادوا هنا وما بين شيخوخة قلب وانهزام ابتسامة نلتفت خلفنا لنرانا لا نسلك إلا دروبهم لا نطرب إلا لأغنياتهم لا نغادرهم إلا إلى أريج ياسمينة كانت ذات ولادة عشق أرجوحتنا إليهم الشاعرة الفلسطينية وفاء عياشي - قصيدة: أنت الذي أنت الذي ....؟ ..أحقًا أنت الذي ترسم على وجهه ألوان العطاء وتطير من صوته الرخامي عصافير تغرد على أبواب المساء ..أأنت الذي تتوج نفسك في وجدان نفسك وتقرأ حروفك في بحر أيامك فكرا يطيب عطره في أصيص يلامس الرفيف يتماهى في عبادة الذات بين أحضان الكلمات على أجنحة الأغنيات ..أأنت الذي يمطر سحرًا على أثواب الغابات ويسافر في جسد المساحات ..أأنت الذي يحضن المدى ويعانق صهيل الضياء وينثر الشعر رذاذًا من كواكب السماء ..سيدي ترجم جدائل الرؤيا أنهار رؤية وسرح الحب حولك نورًا ينبت سنابل في قاموس الأيام فأنت بحر تعتليه أمواج النداء :الشاعرة لطيفة الشابي أنا مِنْ مَخَاضِ الدَّوَاةِ وُلِدْتُ وَفِيهَا أَمُوتُ كٍلاَنَا يَرُومُ بِنَاءَ شُمُوخٍ وَصَرْحٍ مَنِيعْ وَلِي في ثَنَايَا الفُؤَادِ مِدَادٌ وَنَبْضُ حُرُوفٍ فَلاَ غَرِوَ أَنِّي إِذَا مَا الكَلاَمُ يَجِفُّ أَضِيعْ لَكَ هَا هُنَا فِي الشِّغَافِ فَرَشْنَا لِحَافَ الكَلاَمِ لَكَ أنْ تُرِيحَ خُيُولَ القَوَافِي ولِي أنِْ أَمُدَّ جَنَاحَ القَصيدْ فَفِي كُلِّ فَصْلٍ رَذَاذٌ وطَلٌّ وفِكْرٌ يُشِعُّ فَتَزْهُو الحُرُوفُ و تَنْمُو فَكَمْ تُنْبِتُ الشِّعْرَ أَرْضُ الجَرِيدْ