خلق الإنسان مطبوعاً على حب التملك والسيطرة والإطلاع على كل شيء ، كان وما زال معرفة المحجوب وكشف المستور والنيل من كل ما تراه وما لم تراه العيون والوصول إلى نهاية كل شيء والاقتراب من كل بعيد هدفه وغايته. لا يقبل الموانع ولا ينصاع للقيود، كل ممنوع لديه محبوب ، وكل محجوب مرغوب، يرى الجبل فيطمح بالوصول إلى قمته لينظر منها الأشياء المحيطة بزاوية360 درجة و بلا حدود . ذالك لأنه يطمح لرؤية الأبعد فالأبعد إلى مالا نهاية ويريد أن تكون ألاشياء كلها واقعة تحت بصره ، هو يريد أن يعرف كل شيء عن كل شيء. ولما كانت هذه غريزته. لذلك نجده إذا أراد شيئا ذهب مفكرا وباحثا في إيجاد الاداه التي تساعده لبلوغ غايته ، فلما رأى النجم في السماء تمنى الوصول إليه لتحقيق المزيد من المعرفة ، فذهب بفكره باحثا لإيجاد الوسيلة اللازمة لذالك . بدءا بالوسائل البصرية وإنتهاءا بوسائل النقل ، فوجدها وكان له مااراد، ثم نظر إلى السحاب في الجو وطمح إلى معرفة الكيفية لتكونها ، ونظر إلى البرق وسمع الرعد فذهب مفكرا وباحثا حول كيفية ذالك الحدث، وبعد ذلك نجده يطمح ان يكون هو فاعلا ومؤثرا في تلك الظواهر الطبيعية ، فوصل إلى ما وصل. إن الإنسان مخلوق متميز عمن سواه من المخلوقات بأشياء اختصه الله بها:- فكان التفكير فطرته، و العمل طريقته ، والآلة عدته، ومعرفة الكل غايته، والاستمرارية صفته ، والانقطاع منيته,والعجز محنته ، و اليأس مصيبته. وهكذا كان سير الإنسان في حياته فقد مكنة الخالق عز وجل بخاصية لا توجد في غيرة من المخلوقات وبهذه الخاصية المنفردة تولى حرية التصرف في الموجودات ؛ له أن يستخدمها كيف يشاء ليصل بها إلى ما يريد وبلا حدود ، إنه المخلوق الفاعل أي الممكن من الخالق عز وجل أن يفعل في الكون ما يستطيع ، الكون أمامه ،ميدان واسع لإجراء البحوث والتجارب ، والإنسان وحده هو المصرح له بالتنقيب والبحث واكتشاف الأسرار الكونية ،وقد مكنه الله من بلوغ مراده في امور كثيرة ، ثم أخضعها لمشيئته وصنع منها آلته وجعلها في خدمته خفف بها الثقيل,وقرب بها البعيد, ورأى بها ما وراء الحجب ، وكان الله من ورائه هاديا وملهما ومعين. فالحمد لله رب العالمين . أ . لطيفة الفودري تحياتي