هُناك أشياء تتصارح معها الصورة والبيان .. وأشياءًا تتغامض فيها الصورة والبيان .. .... ليست السماء ممرًا للطهر .. وليس الأرض بئرًا للعهرِ .. فكلاً منهما مُستقل بماهيته وعمقه .. فالأرض سيّدتي سار فوقها الأنبياء والعاهرون .. ، والسماء سقط منها المطر .. ، وصعد إليها فرعون !! كل الأشياء تُجيد التلوّن .. ، ولكن يبقى ما تريد أن تؤول إليه والنفس أيضًا بداخلها طهر وعهر .. ، وماتريده النفس .. يطفو ! فالبداية دومًا في الخلق .. نقية !! لذا خُلِقت الحياة .... - كون أننا نبحث عنا في مرآة شيء .. لا نجد سوى عمق الشيء .. ، فدومًا البحث عنا .. يتعامق فينا ، قبل أن ينضج خارجنا ! المرآة هنا مرنة .. ، فلابد لكي نرى عُرينا .. أن نصبح مرآة أعماقنا ، لا أن نتبدلها بالآخر أو بالشيء ، فقد نحتاج الآخر أو الشيء .. ولكن في حدود أن نعلم أين نقف .. لا أن نعلم كيف نسير !! .... - أما أننا نرى صورتنا .. في شيء ، جائز جدًا .. ولكنه سابق لحالتنا ، وليس لعمقٍ فينا كأن ما ينظر لزهرةٍ .. أحدهم يستنشق رحيقها ، والأخر توجزه شوكها ! وكأن ما ينظر لجيفةٍ .. أحدهم يتنفس الموت .. ، والآخر يشمئز عفنها ! وتلك هي حالة .. وليست عمق !! .... - القدرة على قراءة الشيء .. ، تحتاج لأفقٍ وهنا ستختلف صيغة التساؤل .. وطريقة الفكر .. ، وهي أن نكون نحن مرآةً للشيء .. أن نحتضن صياحه وصراخه أن نجيد قرأته ! وهي تحتاج لعالمٍ أو فيلسوفًا .. ، رغم أختلاف النتيجة !! كل شيءٍ بالكونِ .. يؤثر فينا .. ويتأثر بنا ! أخيرًا : الفكر يحمل أحيانًا كفر.. ، والبعد يحمل أحيانًا عبد ! ولازلت للرؤية قصور ..