على خطاك يا تونس ترتج الدنيا وتتزلزل عروش الحكام الفاسدين.سيسجل التاريخ أن بعد الإطاحة بالدكتاتور المافيوزي زين العابدين بن على وعصابته الأنذال يوم الرابع عشر من جانفي يناير 2011, ها هو الشعب المصري العظيم يقتدي بإخوانه - التوانسة- و يعلنها صراحة: ليسقط الفرعون مبارك وحاشيته وطغاته المتحزبين و المتخندقين في زمرة -البلطجية- والحشاشين والقناصة الأنذال المأجورين. ثورة مصر الكنانة, ثورة أعادت للأمة روحها. فثقل مصر السياسي والجغرافي والديمغرافي وما تمثله من عمق استراتيجي للقومية العربية ستجعل مهمة الإطاحة بالدكتاتور مبارك أصعب من سلفه بن علي. السبب في ذلك أن إسرائيل تخشى من جمهورية مصرية مستقلة القرار قد تتحول إلى تهديد مباشر أو غير مباشر على أمنها القومي وتعطل مشاريعها الصهيونية التطبيعية في المنطقة وعندما نقول إسرائيل فبطبيعة الحال نقول الولاياتالمتحدة وحلفاءها ولا ننسى الحكام العرب خاصة منهم الشرق أوسطيين اللذين ساهموا طيلة السنوات الماضية في تحجيم الإشعاع القومي لمصر ولا يريدون لتجربة عبد الناصر بالرغم من سلبياتها أن تطفو على السطح من جديد. ولكنً الرجل شاخ و هرم وتآكلت مؤسساته القمعية الأمنية وحزبية وانفرط الرابط المقدس بينها بفضل نيران ثورة شباب مصر الأبي, فما الحل لإنقاذ السياسات الإسرائيلية والغربية تجاه مصر؟ الحل في البديل الموازي لمبارك .. فعلى عكس ما جرى في تونس تحركت الدول الغربية وعلى رأسها الولاياتالمتحدةالأمريكية بسرعة هذه المرة لعقد اجتماعات طارئة لبحث الأزمة المصرية وتسارعت الأحداث وصار رئيس المخابرات المصرية نائبا للرئيس وكأن قدر الشعوب أن تظل ترزح تحت حكم الجنرالات ورؤساء المخابرات و قطاع الطرق, فهل يعقل أن من بين ملايين المصريين الأفذاذ من العلماء والساسة والاقتصاديين والخبراء في كل الميادين أن يتم الاختيار على رجل المخابرات الذي زار إسرائيل و رحبوا به وأكرموا ضيافته؟ أ لهذه الدرجة يتم الاستخفاف بعقول الناس ومصائر الشعوب العربية ؟؟؟ لم يبق المجال أمام الشعب المصري العزيز إلا أن يواصل ثورته المباركة إلى أن يطيح بكل الطغاة على أرض الكنانة ويسقط حسابات الغرب المتآمر ويحقق ما أنجزه الشعب التونسي يوم الرابع عشر من جانفي ... والله ولي التوفيق عاشت مصر وعاشت الشعوب العربية المتحررة من طغاتها