كوريا الشمالية تختبر نوعين جديدين من صواريخ الدفاع الجوي    هجوم بطائرة مسيّرة أوكرانية يتسبب في حريق بمحطّة نووية بروسيا    اعتراض عربي على ترشيح ترامب لجائزة نوبل للسلام    بعد رفضه استقبال مجموعة من الأطفال الإسرائيليين.. مدير متنزه في فرنسا يواجه تهمة جنائية    كرة القدم العالمية : على أي القنوات يمكنك مشاهدة مباريات اليوم الأحد ؟    طقس اليوم: درجات الحرارة تصل إلى 41 درجة بتوزر    أمطار رعدية ورياح قوية وحرارة مرتفعة: طقس متقلب هذا الأحد في تونس    الدورة العاشرة من مهرجان "دريم سيتي" بين 3 و19 أكتوبر 2025    مهرجان "موسيقى العالم" يعود إلى طبرقة بعد 20 سنة من الغياب    بعد منع فرقة من رفع العلم الفلسطيني.. مقاطعة مهرجان موسيقي في بريطانيا    حل المجلس المركزي لإتحاد الفلاحين لتجاوزه النظام الأساسي والنظام الداخلي    بعد عامين من العدوان وحسب تقارير صهيونية ..حماس لديها 20 ألف مقاتل    أولا وأخيرا .. هاجر النحل وتعفن العسل    صدر أخيرًا للدكتور علي البهلول «الإتيقا وأنطولوجيا الراهن»: رحلة فلسفية في أفق الإنسانية    تاريخ الخيانات السياسية (55) ..تمرّد البريديين(3)    مهنة من الجهات ..عين دراهم تقطير زيت القضوم    حل المجلس المركزي لإتحاد الفلاحين لتجاوزه النظام الأساسي والنظام الداخلي    تونس تعلن بداية شهر ربيع الأول وتحدد موعد المولد في 4 سبتمبر    قابس: دعوة لتطبيق قانون إنهاء المناولة على عمال المحطة النهائية لمعالجة الغاز    كرة اليد.. نتائج الجولة الاولى لبطولة النخبة    الملعب التونسي يعزز صفوفه بالظهير الايسر عزيز سايحي    وزير الخارجية يشارك في الاجتماع الاستثنائي لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي الإثنين المقبل    عاجل: سيارات مدمرة وجدران منهارة...عاصفة سيدي يوزيد تتسبب في خسائر كبيرة    البنك المركزي: انتعاش الادخار الوطني يقلّص فجوة التمويل في 2025    مهرجان العنب بقرمبالية يفرض شرطا واحدا لحضور عرض الاختتام    تونس تختتم مشاركتها في البطولة العربية للتنس باحراز 3 ميداليات منها واحدة ذهبية    أيام قرطاج السينمائية 2025: فتح باب التسجيل في "قرطاج للمحترفين" وورشتيْ "شبكة" و"تكميل"    عاصفة في سيدي بوزيد تتسبب في سقوط جدار وتضرّر عدد من السيارات    في الدورة السادسة لمهرجان مسارات المسرح بالمهدية: عروض وتكريمات وورشات إبداعية    عاجل/ 3 قتلى و13 مصاب في حادث مرور بهذه الجهة    شقيق شيرين عبد الوهاب يتدخل ويرد على المحامي ياسر قنطوش    وزارة الفلاحة تضبط أسعار بيع البذور    "صحة غزة" تطالب المجتمع الدولي بمواقف عملية لمواجهة المجاعة    معز الشرقي يتوّج ببطولة التحدي هيرسونيسوس باليونان    تصفيات المونديال: تونس تواجه ليبيريا في رادس يوم 4 سبتمبر وغينيا الاستوائية في مالابو يوم 8 سبتمبر    تونس: الأمن يوقف 4 أشخاص تورطوا في نهب مدارس بالعاصمة    إصدار كتب مدرسية وقصص لفائدة التلاميذ المكفوفين    مشروع تطوير محطة الرياح بسيدي داود سيشكل خطوة هامة في مسار الانتقال الطاقي لتونس    احتياطي النقد الأجنبي يغطي 107 أيّام توريد    بلدية باردو تدعو المؤسسات الى المحافظة على العلم الوطني..    اتحاد تطاوين يتعاقد مع المهاجم حسن الشلي    قليبية: غوّاص يُفارق الحياة غرقا    استغاث لانقاذها من طليقها: شيرين تهاجم محاميها وتطرده    شبابيك مغلقة، فوضى وتأخير في السفرات: والي سوسة يفتح تحقيقا    عاجل/ العثور على رضيعة حديثة الولادة في الطريق العام بهذه الجهة    اختتام اشغال "تيكاد9" باليابان وهذه أبرز المخرجات..    الرابطة المحترفة 1 : البرنامج الجديد لمقابلات الجولة الرابعة    استعدادات ولاية تونس لموسم الأمطار: جلسة تنسيقية لتفادي الكوارث ومجابهتها    جلسة عمل في مقر وزارة السياحة للاعداد للدورة الثانية للصالون الدولي للسياحة الواحية والصحراوية    عاجل/ درجات الحرارة تتجاوز المعدلات العادية خلال الأسبوع المقبل    بسبب "التهكّم على ماكرون": فرنسا تستدعي السفيرة الايطالية.. #خبر_عاجل    لا تخلطها مع دواء القلب.. 7 أطعمة قد تعرضك للخطر    ديوان الحبوب يُرخص في مقايضة الحبوب بالبذور إلى غاية ديسمبر 2025    عادة يومية الإلتزام بها كفيل بإطالة العُمر    الخميرة على الريق...هل تساعد على فقدان الوزن؟    أيهما أفضل لعظام الأطفال- الحليب أم السمسم؟    موعدُ رصد هلال شهر ربيع الأوّل..    تراجع فائض الميزان التجاري لمنتوجات الصيد البحري ب61,8% في النصف الأول من 2025    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ثورة 25 يناير المصرية -وأول الدروس المستفادة
نشر في أوتار يوم 12 - 02 - 2011

تابعنا وتابع العالم اجمع اندلاع الثورة الشبابية المصرية التي انطلقت يوم الخامس والعشرين من يناير 2011 وتطورها، وصولا إلى نصرها التاريخي التي حققته بعد ثمانية عشر يوما من الصمود والإرادة، مبشرة بانبلاج فجر جديد نحو الكرامة والحرية والتقدم ليس في مصر فحسب،
بل في جميع أنحاء عالمنا العربي فمصر كانت دائما قلب الأمة وبنهوض القلب ينهض الجسد ، نعم لقد عاشت امتنا العربية عهدا طويلا من الانكفاء والتراجع والخضوع لاملاءات الدول التي لم تتخل يوما عن استعماريتها وأطماعها ،فنهبت الثروات، وانتشرت ظاهرتي الفقر والبطالة، وتراجع التعليم والتنمية ، لدرجة أصبحت فيه الكثير من مناطقنا العربية مناطق طرد لمواطنيها الذين اخذوا يبحثون عن ملاذ آمن تتوفر فيه لقمة عيش كريم ، في الوقت الذي تختزن فيه بلادهم من الثروات ما يفوق كثيرا ثروات الدول التي يأملون في الذهاب إليها ، ولكن سوء التوزيع وانعدام الحريات والبطش والقمع واستغلال النفوذ المفرط من بني الوطن الواحد، تجعل الحياة الكريمة لا أقول مستحيلة بل شديدة الصعوبة .
فلسطينيا ربما نكون أكثر المناطق العربية اهتماما بما يجري في مصر لا لأنها دولة عربية وشقيقة كبرى ، ولا لأنها دولة مجاورة بل لان هناك علاقة خاصة تربط مصر بفلسطين خصوصا في قطاع غزة حيث العلاقة الاجتماعية والاقتصادية والتاريخية الراسخة لا يهزها زمان ولا سلطان، فمصر كفلسطين تسكن في كل بيت من بيوتنا لذلك ليس من المستغرب أن يستجيب الشعب الفلسطيني عامة وقطاع غزة خاصة لما يحدث في مصر فرحا أو حزنا .
في انتظار ما ستسفر عن الأيام القادمة من تنظيم للبيت المصري في عصره الجديد وانعكاساته على قضايانا الفلسطينية بدءا من صراعنا مع الاحتلال الإسرائيلي إلى أوضاعنا الداخلية، نرى من الضروري التوقف قليلا لاستخلاص بعض الدروس من تلك الأيام الثمانية عشر التي وقفها الشعب المصري بكل كبرياء وشموخ بعد أن ظن الكثيرون في هذا العالم انه شعب قد ذهب في سبات عميق، وإذا به ينهض كالمارد الجبار ليقول لا للظلم والاستعباد، دروس علنا نضعها أمام أعيننا ونحن نعيش ظروفا قد تكون أصعب وأسوأ من الظروف الذي دفعت الشعب المصري إلى إشعال الثورة التي ستكون درسا لكل الشعوب، وسيسجلها التاريخ بأحرف من نور .
بالنظر إلى واقعنا الذي نعيشه نجد الآتي :
* · احتلال إسرائيلي جاثم على صدورنا منذ عشرات السنين متخذا أشكالا وأصنافا متعددة ، من الاحتلال العسكري واعتداءاته بل وحروبه المتكررة مستهدفا البشر والشجر والحجر ملحقا الخسائر البشرية والمادية الفادحة بشعبنا ، إلى نهب الأراضي وإقامة المستعمرات لإسكان أناس غرباء لا تربطهم بهذه البلاد أية رابطة تاريخية أو دينية أو اجتماعية .
* · حصار إسرائيلي ظالم رغم انف كل الأعراف والمواثيق والقوانين الدولية والإنسانية ، حصار اقتصادي عن طريق إغلاق المعابر والمنافذ البرية والبحرية والجوية، وحصار بيئي عندما تبني جدران الفصل العنصري الإسمنتية الطويلة لسد الأفاق أمام شعبنا .
* · انقسام فلسطيني يهدد النسيج الاجتماعي والمشروع الوطني الفلسطيني
* · آلاف الأسرى الذين ما زالوا يقبعون في سجون ومعتقلات الاحتلال ينتظرون بزوغ فجر الحرية
* · عصرا من الفصائلية والحزبية والفئوية الضيقة نشهده مصحوبا بتعدد الرايات والأعلام على حساب العلم الفلسطيني التي أصبح تائها بين تلك الرايات .
* · حياة اقتصادية تعيسة بعد أن بلغت نسبة البطالة حدا يجعل شعبنا يقف على حافة الانهيار ، وفقر مدقع جعلنا ننتظر ما تجود به الدول من بقايا طعامهم .
قي اعتقادنا إن أول الدروس المستفادة هو درس الإرادة ، لقد أكدت الثورة الشعبية المصرية إن إرادة الشعوب لا تعلوها إرادة إلا إرادة الله سبحانه وتعالى ، وان القوة والجبروت مهما عظمت ستتحطم أمام إرادة الشعوب، التي ذاقت الويل من إهدار الكرامة وانعدام الحريات والفقر .
الدرس الثاني هو أن أجهزة الأمن وقوى الجيش في أي بلد إنما توضع لخدمة المواطنين في الحفاظ على أمنهم وامانهم وحماية مكتسباتهم ومقدراتهم وكرامتهم ، لا للقمع والتسلط والبطش بيني جلدتهم .
الدرس الثالث هو أن القوى الاستعمارية القديمة والحديثة لم تتخل عن أطماعها في منطقتنا متخذه من الصراع الحضاري أساسا وانطلاقا لتحقيق هذه الأطماع لذلك نجدها ترتعد وتنتفض من كل حدث في منطقتنا وتسارع إلى التدخل تحت شعار الديمقراطية وحقوق الإنسان .
لقد اثبت شعبنا عبر صراعه الطويل مع الاحتلال بأنه لا تنقصه الإرادة ، ولا ينقصه الصمود ، ولكننا في حاجة إلى إرادة القيادات ، إرادة تلبي احتياجاتنا في النهوض ، ولتكن الثورة الشعبية في مصر علامة فارقة في تاريخنا للاستفادة منها قبل فوات الأوان لان الشعوب صبرت كثيرا وبدأت تستعد لإنهاء صبرها بعد أن انقشعت حواجز الخوف،فعلى قياداتنا حسم خياراتها التي تتعلق بمصيرنا ، فقد اتضح لنا كل شيء وقد استنفذت كل الأساليب والسياسات الممكنة .
فإلى متى سنظل اسري سياسات اعترفنا بعقمها وفشلها ، والى متى سنظل متمترسين في خنادق الحزبية والفصائلية ، والى متى سيظل الوطن منقسما إلى أوطان ، إلى متى سنظل أسرى الردح الإعلامي وافتعال المواقف والأزمات .
أكرم أبو عمرو
غزةفلسطين
هذا البريد محمى من المتطفلين. تحتاج إلى تشغيل الجافا سكريبت لمشاهدته.
12/2/2011


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.