السياحة الصحراوية والواحية...منتج فريد لدعم الوجهة التونسية    التعادل يحسم نتيجة مباراة أمل حمّام سوسة و جمعية أريانة    الحماية المدنية: اعتماد الذكاء الاصطناعي لتحديد مواقع الحوادث والتدخل..    رئيسة الحكومة تلتقي امبراطور وامبراطورة اليابان    بداية من الأسبوع المقبل: لحم الضأن ب 38.900 دينارا للكلغ    الحماية المدنية: أكثر من 50 ألف تدخل خلال الموسم الصيفي..    عاجل/ غرق 3 شقيقات صغيرات وإنقاذ العشرات من قارب "حرقة" يقل مهاجرين..    رئيسة الحكومة تلتقي بعدد من ابناء الجالية التونسية المقيمة باليابان    هام/ كميات الأمطار المسجلة خلال ال24 ساعة الماضية..    عاجل/ نشاط للسحب الرعدية وأمطار بهذه الولايات عشية اليوم..    الرصد الجوي: جويلية 2025 رابع أكثر الأشهر حرارة في تونس..    حمدي حشاد: ''تيارات استوائية غير عادية في طريقها لبلادنا''    عاجل/ الأسبوع القادم حار..وهذه التفاصيل..    أريانة: مشاريع إحداث وصيانة بعدد من المؤسسات التربوية استعدادا للعودة المدرسية    البنك المركزي يتوقع تحسّن النشاط الفلاحي بنسبة 5,1% خلال سنة 2025    النادي الصفاقسي يكشف عن موعد عودة معلول الى التمارين    المنتخب التونسي لكرة القدم تحت 23 سنة يلاقي نظيره المصري وديا    اتحاد تطاوين يتعاقد مع اللاعب هارون العياري    عادة خطيرة في المطابخ التونسية: وضع الفلفل والطماطم المشوية في أكياس بلاستيكية    اتحاد الشغل بصفاقس:أشخاص يتجمعون ويخططون للاعتداء وضرب دار الإتحاد    زرّ جديد ينقلك مباشرة للجزء التالي... وداعًا للتخبط بين الريلز!    المرصد الوطني للفلاحة: تراجع قيمة صادرات زيت الزيتون بنسبة 31 بالمائة    ما هي مزايا وعيوب المكنسة الروبوت؟    من الإينوكس الى الفخّار والبلور:الفرق بين كل هذه الأواني للطبخ    تراجع عائدات صادرات التمور ب3,8% خلال التسعة أشهر الأولى من الموسم    فتح باب الترشح ل"جائزة أفضل دار نشر عربية" ضمن جوائز معرض الشارقة الدولي للكتاب 2025    المسرحية التونسية "روضة العشاق" في مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي    طبرقة تستعيد بريقها: عودة مهرجان "موسيقى العالم" بعد 20 سنة من الغياب    ولاية اريانة: جلسة عمل حول المياه المستعملة    سيف الدين الخاوي يتألق بثلاث مساهمات حاسمة في فوز ريد ستار على غانغون    ترامب يعلن حربًا جمركية جديدة...هذه المرة على الأثاث    مهارات العصر الجديد: كيف تواكب التغيرات السريعة؟    بعد رفضه استقبال مجموعة من الأطفال الإسرائيليين.. مدير متنزه في فرنسا يواجه تهمة جنائية    هجوم بطائرة مسيّرة أوكرانية يتسبب في حريق بمحطّة نووية بروسيا    كوريا الشمالية تختبر نوعين جديدين من صواريخ الدفاع الجوي    الدورة العاشرة من مهرجان "دريم سيتي" بين 3 و19 أكتوبر 2025    طبرقة: عودة "مهرجان موسيقى العالم" بعد غياب دام 20 عاما    اعتراض عربي على ترشيح ترامب لجائزة نوبل للسلام    طقس اليوم: درجات الحرارة تصل إلى 41 درجة بتوزر    بعد منع فرقة من رفع العلم الفلسطيني.. مقاطعة مهرجان موسيقي في بريطانيا    تاريخ الخيانات السياسية (55) ..تمرّد البريديين(3)    أولا وأخيرا .. هاجر النحل وتعفن العسل    صدر أخيرًا للدكتور علي البهلول «الإتيقا وأنطولوجيا الراهن»: رحلة فلسفية في أفق الإنسانية    مهنة من الجهات ..عين دراهم تقطير زيت القضوم    تونس تعلن بداية شهر ربيع الأول وتحدد موعد المولد في 4 سبتمبر    طقس الليلة.. سحب رعدية مرفوقة بأمطار بهذه المناطق    بطولة النخبة الوطنية لكرة اليد – الجولة الافتتاحية: الترجي والنجم ينطلقان بقوة    مشروع تطوير محطة الرياح بسيدي داود سيضاعف قدرتها الانتاجية 3 مرات وسيشكل خطوة هامة في مسار الانتقال الطاقي لتونس    وزارة الفلاحة تضبط أسعار بيع البذور    معز الشرقي يتوّج ببطولة التحدي هيرسونيسوس باليونان    فيلم "صمت الراعي" لمروان الطرابلسي يمثّل تونس في مهرجان "Apricot Tree" الدولي بأرمينيا    إصدار كتب مدرسية وقصص لفائدة التلاميذ المكفوفين    قليبية: غوّاص يُفارق الحياة غرقا    استغاث لانقاذها من طليقها: شيرين تهاجم محاميها وتطرده    الأسبوع المقبل: ارتفاع في درجات الحرارة لتتجاوز المعدلات العادية    لا تخلطها مع دواء القلب.. 7 أطعمة قد تعرضك للخطر    عادة يومية الإلتزام بها كفيل بإطالة العُمر    موعدُ رصد هلال شهر ربيع الأوّل..    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



شيخ «الأقصى»«رائد صلاح»ل «التونسية»: نعم التقيت «الغنوشي» ولنا علاقات مع «النهضة»...
نشر في التونسية يوم 23 - 11 - 2012


الممانعة تبدأ من الشعب ولا تفرض عليه...
تصريحات «ليفني» تدينها هي قبل الآخرين...
الحكمة ضالة المؤمن أينما وجدها فهو أحق الناس بها...
على النظام السوري أن يرحل...
حاوره : شادي الورداني
لأول مرة في حياته حلّ بتونس الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية في فلسطين 48 بمناسبة التئام المؤتمر الدولي لنصرة الأسرى الفلسطينيين مؤخرا بتونس وهو مؤتمر سجّل حضور ممثلي حكومة «حماس» المقالة وغياب حكومة الرئيس محمود عباس .
والشيخ رائد صلاح من أهم الشخصيات السياسية الفلسطينية في الداخل، ولد عشر سنوات بعد النكبة في ام الفحم شمال فلسطين المحتلة، حائز على بكالوريوس الشريعة الإسلامية من جامعة الخليل الإسلامية ، ترأس بلدية «أم الفحم» ثلاث دورات بداية من سنة 1989 بعد انتخابات شفافة ، وانتخب سنة 2000 رئيسا لجمعية الأقصى لرعاية المقدسات الإسلامية وبرز بتصديه لمحاولات أسرلة المسجد الأقصى ونجاحه في إعادة إعماره وإحياء الدروس فيه.
اعتقل اكثر من مرة وحاولت إسرائيل اغتياله سنة 2010 عندما كان ضمن اسطول الحرية لكسر الحصار عن غزة. في تونس التقيناه قبل التصعيد الأخير في غزة (الذي انتهى بأكثر من مائة قتيل ومع ذلك إحتفلت حماس بالهدنة؟) ولذلك غاب هذا المعطى عن حوارنا...
مرحبا بك في تونس؟
يا أهلا فيكم، هذه زيارتي الأولى إلى تونس وبإذن الله تعالى رب العالمين لن تكون الأخيرة لأن تونس مدرسة.
هل رفع الحظر عنك؟
الحقيقة التقت مظاهر للخير فقد جئنا إلى تونس بمناخها الجديد وتزامن مع مؤتمر أسرى الحرية وعندما وطئت أقدامنا تونس وجدنا فيها أجواء أخوية اكدت لنا أننا ما زلنا في بيتنا في فلسطين.
استقبلكم الرئيس المرزوقي فهل بادرتم بلقاء شخصيات سياسية أخرى؟
نعم، التقينا بالأستاذ راشد الغنوشي.
بطلب منه؟
نحن بادرنا بطلب هذا اللقاء فضلا عن لقاءات إعلامية اخرى ولقاءات مع جمعيات أهلية واعدة ذات أهداف تصب في خدمة قضية القدس والمسجد الأقصى.
بماذا خرجتم من مؤتمر نصرة الأسرى الذي أثار جدلا واسعا؟
كان هناك قلق عندنا كيف سيختم هذا المؤتمر وفعلا الحمد لله رب العالمين كان ختامه تأكيدا على أنه ليس مجرد تظاهرة إعلامية بدليل أن البيان الختامي نص على إقامة مكتب تنفيذي يقوم بمتابعة مقررات المؤتمر، وهذا ما يجعله خطوة عملية جادة أعتقد أنها ستقنع كثيرا من المترددين في المشاركة بأنه ليس مناسبة خطابية.
عادة ما كانت قضية الأسرى تجمع الصف الفلسطيني لا تفرقه كواقع الحال، ما الذي تغير فلسطينيا لتعلن السلطة مقاطعتها هذا المؤتمر؟
قضية الأسرى تجمع وهي من ثوابت القضية الفلسطينية ولذلك انا شخصيا لو نصحت وزير شؤون الأسرى في رام الله لنصحته بأن يشارك في هذا المؤتمر ولو نصحت السفير الفلسطيني في تونس لنصحته بأن يكون في الصف الأول من الحضور.
لماذا قوطع المؤتمر من طرف السلطة؟
الحقيقة لا أجد أي عذر لهذه المقاطعة لأن قضية الأسرى لم تكن في يوم من الأيام قضية خاصة لأي فصيل فلسطيني بل هي جزء من قضية فلسطين التي هي قضية عربية إسلامية لذلك فقضية الأسرى أمانة في عنق كل مسلم وعربي وفلسطيني ولذلك وجب أن ننصرها.
هناك من يرى بأن هذا المؤتمر كرس الانقسام الفلسطيني بين غزة الحمساوية والضفة الفتحاوية؟
أتمنى على الجميع أن لا نحول هذا المؤتمر إلى مجرد حديث عن الانقسام الفلسطيني مع رجائنا الدائم ان تتحقق المصالحة الفلسطينية وأتمنى أن يظل الحديث عن الانقسام في دائرته الفلسطينية .
أنا أتمنى وأرجو ولكن الشيخ رائد صلاح ينتظر منك ما هو أكثر من الرجاء والتمني؟
طبعا نحن لا نتمنى من بعيد ، نحن نتمنى كجزء من موقف، الموقف المطلوب هو العمل دون يأس للمصالحة الفلسطينية وهذا كان جزءا من حديثنا مع الأستاذ راشد الغنوشي ومع السيد محمد المنصف المرزوقي رئيس الجمهورية.
هل يمكن لتونس ان يكون لها دور ما في تحقيق المصالحة الفلسطينية؟
طبعا تونس اليوم مصدر ثقة كبير وقوة مؤثرة ليس لمصلحة شعب تونس فقط بل للواقع العربي والإسلامي عموما لذلك خلال حديثنا مع هذه القيادات السياسية التي تقود تونس إلى بر الأمان إن شاء الله تعالى أكد الجميع أن تونس سيكون لها دورها وستضم جهودها إلى جهود مصر من أجل تحقيق المصالحة الفلسطينية .
هل تعتقد ان تونس ومصر في وضعهما الراهن قادرتان على ذلك في ظل هيمنة قطرية على التوازنات في المنطقة؟
لا أحد ينكر أن تونس ومصر يمتلكان خاصية مميزة تعتبر رصيدا كبيرا إذ أصبحتا في مرحلة ثورة شعبية انتصرت على من ظلمها وانتقلت إلى صناعة قيادات منتخبة من خلال كلمة الشعب وهذا من شأنه أن يعطي دورهما مكانة كبيرة لمتابعة المصالحة الفلسطينية وفي نفس الوقت نحن نرحب بأي جهد من شأنه أن يدفع بالاتجاه الإيجابي للمصالحة الفلسطينية حتى لو كان من قطر.
هل هناك علاقة تجمع الحركة الإسلامية بفلسطين 48 وبقية حركات الإسلام السياسي في العالم العربي؟
العلاقة موجودة.
غير علاقات المجاملة والتهنئة في الأعياد؟
هذا قائم دائما ولكن نحن بالإضافة إلى ذلك نعتبر أنفسنا في دائرة هذه المدرسة الواسعة الكبيرة لليقظة الإسلامية العربية ونجتهد للاستفادة من تجارب كل الحركات الإسلامية بما في ذلك حركة «النهضة» ونجتهد للاستفادة من كل حركات اليقظة العربية على اختلاف أحزابها.
حتى الأحزاب غير الإسلامية؟
طبعا الحكمة ضالة المؤمن أينما وجدها فهو أحق الناس بها، نحن في مرحلة يتهددنا الترحيل وقد تبنينا إستراتيجية الصمود وعلينا ان نعززها بكل ما هو متاح، لذلك نعتبر تجربة حركة «النهضة» تجربة غنية ذات فوائد كبيرة يمكن لنا ولغيرنا أن يستفيد منها وهذا أمر هام جدا.
أيهما تفضل وصفك برجل السياسة او برجل الدين؟
شخصيا لا أعتبر أن هناك تقطيعا بين هاتين المهمتين، فالمسلم عندما يفهم إسلامه فهما شاملا يدرك ان السياسة جزء منه وعندما يقوم بدوره السياسي يدرك أن هناك موجها له في دوره السياسي وهو إصراره على تواصله الإسلامي العربي إلى جانب تمسكه بشعبه الفلسطيني فلا أرى هناك فواصل بين هاتين القضيتين، حقيقة في نهاية الأمر لا يمكن لأي مسلم ان يدرك دوره الشامل كما يجده في مصادر الإسلام الأولى دون أن يكون له البعد السياسي.
هل تنصح التونسيين بإدراج الشريعة مصدرا للتشريع في الدستور الجديد؟
أصلا هذا أمر كان قائما قبل الثورة وإن لم يكن مترجما بشكل فعلي ولا يوجد اي مبرر فعلي حتى يلغى، هناك حاجة لأن يكون هناك توافق في الحد الأوسع حتى يكون هذا الدستور معبرا عن نبض الشارع التونسي الذي هو شعب مسلم بفطرته فنحن حين ندرج الشريعة في الدستور لا نضيف جديدا على تفكير ومشاعر الشعب التونسي.
هل تنصح بتجريم التطبيع في الدستور التونسي؟
أنا أقولها بكل وضوح رفض التطبيع في هذه المرحلة أصبح شيئا فطريا في داخل كل مسلم وعربي لأن الإحتلال الإسرائيلي بواقعه الاحتلالي وسلوكاته جعل من نفسه مرفوضا تلقائيا عند كل فلسطيني وعربي وكل مسلم بشكل عام بإذن الله رب العالمين، لذلك في تصوري الشعب التونسي كجزء من هذا النسيج يملك هذه الفطرة في الأصل الرافضة للتطبيع تلقائيا سواء بتجريم التطبيع في الدستور أم لم يجرم، أنا على يقين أن الشعب التونسي رافض للتطبيع أما الصياغة الدستورية لهذا الموضوع فتقديرها للقائمين على صياغة الدستور فهم قيادة الشعب التونسي ونسأل الله أن يوفقهم في ذلك.
ما تعليقك على اعتراف وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة «ليفني» حول إقامتها علاقات جنسية مع عدد من المفاوضين الفلسطينيين؟
في تصوري هي قالت قولا في فهمنا الإسلامي يحتاج إلى التعزير لأنها لا تملك الشهود على قولها (يضحك) ولكن ما قالته يدين سلوكها الشخصي ويبرز مدى هبوطها الأخلاقي الذي رضيته لنفسها.
هي تخدم وطنها؟
هذا أسوأ ما يمكن أن يسمى خدمة للوطن ، هذا تدمير لأي قيم إنسانية كانت ولا يمكن أن يعتبر رأسمال لخدمة أي وطن ولو كان وهميا فتصريحاتها تدينها هي أولا أما من سواها فيحتاج الأمر إلى بحث و إلى وجود شهود
ما موقفك من تصريحات محمود عباس بشأن حق العودة للتلفزة الإسرائيلية الثانية(أرغب في رؤية صفد مسقط رأسي ولكن لا رغبة في العودة للعيش فيها)؟
لا شك أنه تصريح غير موفّق، هذا واضح جدا ولا يمكن ان نجامل فيه ، ومرة اخرى اقول إن الرئيس عباس كان واجبا عليه ان يبقى محافظا على حق العودة الذي لا يملك اي إنسان فلسطيني ان يتنازل عنه، حق العودة هو حق لأصحاب هذه القضية من فلسطينيين والعالم العربي والأمة المسلمة لهم حقهم في مقدسات القدس والمسجد الأقصى المبارك لذلك أتمنى على الرئيس عباس أن يبقى على التعديل الذي قاله على تصريحه الأول وهو الثبات على حق العودة حتى عودة كل اللاجئين الفلسطينيين الذي هجروا من بيوتهم وأراضيهم بقوة السلاح.
ما موقفك من مسعى الرئيس عباس الحصول على اعتراف بفلسطين دولة غير كاملة العضوية في الأمم المتحدة؟
دعني أقول، نحن الآن في حاجة إلى تقييم المسيرة الفلسطينية وفي تصوري المطلوب الآن من القيادة الفلسطينية ان تحزم امرها في أكثر من اتجاه داخلي بشكل خاص، اولا لتدارك الانقسام الفلسطيني وتدارك خطر تهويد القدس والضفة الغربية لأن الاحتلال يسير في اتجاه تهويدهما وهذا يعني ان الاحتلال يحاول نسف أي فرصة لقيام اي دولة فلسطينية في المستقبل، نصيحتي هي صب الجهود على هذه المهمات الضرورية التي تعتبر واجب وقت ثم إذا كان الاعتراف الدولي يخدم هذه الأصول فأهلا وسهلا.
هل لديك علاقات مع السلطة الفلسطينية؟
طبعا نحن نعتبر علاقاتنا علاقات ضرورية من باب أننا نعتبر أنفسنا من الواجب أن نقوم بمساندة المشروع الفلسطيني حتى قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس المستقلة.
هل تقوم السلطة بما يجب لحماية القدس من التهويد؟
السلطة لوحدها بكل إمكانياتها لا يمكن أن تنتصر لقضية القدس بكل أبعادها، لا بد من واجب إسلامي عربي يؤكد بشكل واضح أنه يعتبر القدس والأقصى قضيته حتى زوال الاحتلال الإسرائيلي، في تقديري هذا هو الموقف المطلوب والموقف الفلسطيني جزء منه.
زوال الاحتلال الإسرائيلي عن ماذا؟
عن القدس والمسجد الأقصى وزوال كل هذه المأساة.
اجتمع الأمير الحسن(عم الملك عبد الله) مع أربعمائة من قيادات مدينة نابلس وتسرب حديث عن طرح يعيد ارتباط الضفة الغربية بالأردن فما موقفكم؟
طبعا هو طرح مرفوض الآن تحديدا ، بشكل واضح نقولها مثل هذه الدعوة الآن من شأنها أن تمثل أحد خطرين وكلاهما لا نريده، هذه الدعوة فيها خطر قد يبنى عليه إلغاء مشروع قيام دولة فلسطينية وهو ما نرفضه جميعا وفي نفس الوقت خطر ان يتحول الأردن إلى وطن بديل للشعب الفلسطيني وهذا ما نرفضه كذلك، نحن نريد أن يبقى الأردن دولة مستقلة وأن يصل المشروع الفلسطيني إلى قيام دولة فلسطينية مستقلة، كلا هذين الهدفين نحرص عليها وأي خطوة قد تهدد أيا من هذين الهدفين لا شك نحن نقول هي خطوة مرفوضة سلفا وننصح من يتجه بها أن يفكر مليا بنتائجها، هذا لا يعني أننا لا نطالب بالوحدة العربية والوحدة الإسلامية بالعكس نحن نطمح في المستقبل إلى وحدة تجمع كلمة الأمة المسلمة والعالم العربي.
هل تخشى من أطماع أردنية في الضفة الغربية؟
قطعا لا، الأردن تدرك أن هناك حلا مجمعا عليه في مسيرة كل الشعب الفلسطيني بمختلف فصائله وحتى مع اللاجئين في الشتات ، والأردن يدرك أنه من واجبه دعم الموقف الفلسطيني الإجماعي كما ندرك نحن كفلسطينيين وضع الأردن كدولة مستقلة.
ماذا تنتظر من إعادة التحقيق في مقتل أبو عمار(ياسر عرفات
إجراء التحقيق كان مطلب الجميع بعد ثبوت وقوع الجريمة في حق الرئيس ياسر عرفات رحمة الله عليه، كنا نطالب بمعرفة من نفّذ الجريمة ومن أصدر الأوامر بتنفيذ الجريمة، لا يكفي أن نعرف الفاعل بل يجب أن نعرف من أمر الفاعل حتى يعاقب أيا كان ، يجب أن يكون هناك صوت للعدالة يصدر حكمه على من نفذ الاغتيال ومن أصدر الأوامر للتنفيذ.
اعترفت إسرائيل باغتيال أبو جهاد ولم يعاقب أحد؟
هذا لا يعني أن نرفع الراية البيضاء ونتباكى على ما يقع علينا من مظالم، علينا ان ننهض ونتحول من حالة تتقن فن التباكي إلى حالة تبحث عن المجرمين وتسعى إلى معاقبتهم على صعيد اوسع دائرة ممكنة من محاكم دولية ولنا في محاكمة قتلة شهداء أسطول الحرية بتركيا (محكمة الاستئناف العليا) ما يؤكد لنا أن الجرائم التي وقعت علينا لا يجوز أن تسقط بالتقادم فالقاتل قاتل مهما طال الزمن، و لا يجوز للقاتل بعد أن يرتكب جريمته أن يستعرض علينا عضلاته ويطوف الأرض وكأنه أطهر الطاهرين، هو مجرم ويجب أن يدان وعلى اقل تقدير يجب ان يحاصر وان يضيق عليه حدود مساحة حياته، هذه الرؤية يجب أن نعمل بها بعيدا عن الشعور بالإحباط.
إلى أين تمضي سوريا؟
قناعتي لن أغيرها، كان حقا كريما وأصيلا ترجمه الشعب التونسي وانتصر لحريته وكرامته وهذا الشعور انتقل إلى مصر وليبيا واليمن ثم سوريا.
هناك من يرى أن المسألة ليست بهذا الطهر وأن هناك مؤامرة لضرب سوريا؟
أولا الذي يقرر ذلك في الأساس لا أنا ولا أنت بل هو الشعب السوري الذي أعلن موقفه فهو يريد الحرية والاستقلال والكرامة.
أنت دعوت إلى مسيرات مليونية إلى الحدود السورية يا شيخ وهو موقف لم يسبقك إليه أحد؟
لا ، أبدا، الشعب السوري في ثورته الصادقة والطاهرة جزء من ربيع عربي، لا يجوز أن نرفض كيل المستعمر بمكيالين ثم نقوم نحن بالكيل بمكيالين في قضايانا العربية...
النظام السوري هو نظام الممانعة الوحيد في منطقة الشرق الأوسط؟
هذه جدلية طال الحديث عنها، لنختصر ونقول لنفرض هذا، ولكن الممانعة لا تعطيه الشرعية ليدمر شعبه ويذبحه ويهدم الكنائس والمساجد، قوة أي نظام تبدأ من الداخل، الممانعة تبدأ من الشعب ولا تفرض عليه، ولذلك شعب لا يريد قيادته أصبحت هذه القيادة بلا شرعية وأنصحها بأن تستخلص العبرة وتريح هذا الشعب وتفسح المجال للشعب ليختار قيادته.
كيف تركت المسجد الأقصى؟
الأقصى قضية منتصرة إن لم يكن اليوم فغدا بإذن الله تعالى ولكنه اليوم في معاناة ومعاناته سببها الاحتلال الإسرائيلي.
أغبطك على هذا الإطمئنان؟
هو ليس اطمئنانا فقط بل يقين وتفاؤل أراه قريبا وإن كان الأقصى في خطر الآن ومادام الاحتلال الإسرائيلي في الأقصى فهو في خطر بحفر شبكة من الأنفاق واقتحام المسجد يوميا والسعي إلى إقامة صلوات يهودية داخله، لن يرتفع هذا الخطر إلا بزوال الاحتلال الإسرائيلي.
في غزة تهرب السلع عبر الأنفاق فعم يبحث الإسرائيليون بشبكة الأنفاق هذه؟
سؤال مهم جدا، يحاولون تهريب أباطيل في هذه الأنفاق ويدعون أنهم يبحثون عن آثار هيكل أول أو ثان علما انه ثبت بالدليل القطعي وبعد مرور أكثر من أربعين عاما من حفرياتهم تحت المسجد الأقصى أنه لم يكن هناك شيء تحت المسجد الأقصى إسمه هيكل أول أو ثان ومع ذلك يمدون الحفريات إلى مدى أوسع تحت القدس القديمة غربي المسجد الأقصى وتحت حي السلوان جنوب الأقصى ومع ذلك أقول كل ذلك لن ينفع الاحتلال فهو باطل لا شرعية له وهو زائل لا شك في ذلك.
ماهي رسالتك للتونسيين؟
نحن نحب كل الشعب التونسي.
«نهضة» وغير «النهضة»؟
النهضة جزء من الشعب التونسي وليست كل الشعب، نحن ندرك أن هذا الشعب بفطرته يرفض التطبيع ويتوحد حول نصرة فلسطين وبذلك نحن نقدم التحية لهذا الشعب الذي حقق ما ظنه البعض مستحيلا وأثبت أنه شعب لا تموت إرادته وهو قادر على الانتصار على الجلاد وهو درس عالمي لكثير من المظلومين في العالم وهذا من شأنه أن يؤكد أن تونس تملك قيم التحرر والإنسانية ولعلها أهم من الثروات الطبيعية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.