يأتي المساء كغيبة الحلم عن الذاكرة يأتي البحركالعطش المر في بطن الحوت وتأتين أنت ...لاشيء بعدك يأتي يبعثرني حلمي .. عطشي.. ذاكرتي .. أبقى منتميا إلى أهدابك كوجع أيوب خارج الجسد معلقا ما بين جرحي وهمس الأنتماء كحلم يوسف حين رأى أعوام الجفاف رميا طيور التحليق فوق رأسي ...بعيدا عن نبيذ الجوع أجمع نثاري من ركام أحتراقي ..أرميه الى البحر وأتعلم السجدة الأخيرة من بوذا أتحكم بمسار متاهة الخيول التي تجحد أنفاسي عند مغاليق رئة الغياب أحمل همي كعلامة وهمي لأمل لن يعد يهوى قاني حلمي فأنا لا أبحث عن شبابيك واطئة النزوح الى القمر ولا عن ضفاف تنهدم بعد شحوب أصابعك في يدي ولا يسكني حوذي عربات الشواطئ المغرورة بغزارة الموج الذابلة بشواطئيها سأترك يدي في مقاهي الدخان بلا لفافة أحتراقي وأغادر دونها كالعائدين من الحروب لا تلويح إلى مدن يمرون بها سوى أنهم يلوذون بظلهم عند طقوس أول المغيب في جرحهم قد علمتني مسافات الصيف أن النجوم التي تحترق كثيرا تبتكر فردوسا أخر من الجحيم حين يحترق القمر بعود ثقاب علمتني بعدم أمتلاك الخيول دون صهيلها..فأسقط بحفرة ذاكرتي دون صوت فتستطيل همومي كلاعب السيرك عندما يغادر جسده الحبل الأخير من توكئ ظله على النهار أصرخ في ثقوب روحك كصوت كمنجة ملت صوت جرحي في مداك أدير ظهري لظلال أنفاسك وأجمع عطرك لأعراس قوافل نزفي في مساءات طابت المقام بغيابك أذود عن دمعي في نوارس غيومك كي لا يغرق يقيني في قطرة أنتحارك في الشرك بعشقي وتهاجر كل الفراديس الى الجحيم في مساء الغموض كنا نقسم يومنا على أصواتنا الى حد ترقيم المدى بين اصابعنا كنا نقيم الهمس على مأدبة النجوم المتساقطة في الخلود سأهجر صمتي قبل أن يترمل فمي من الكلمات لأغسل روحي بطعم فاكهة الفردوس قبل أن يعود إليها آدم من حرائق الأرض وأصرخ في كل الأكوان كلها أني أعشقك بمجرات دمي حتى صار أسمي مفردة من تاريخ عينيك في قواميس روحي تعالي وأتركي الزمن الأخير من العطش فهناك ألف نبع ماء يجري حين يمر كفك على جسدي فقط تعالي كي نعيد مواسم حصاد الأثمار التي أينعت في حصار كفي تعالي كي نرمي المدى بالبرتقال والزيتون ونعيد مجد دروب فردوسنا الأول من القمر قبل أن تنغلق أبواب قيامة القارات وأبقى أعزل من البحر دون الماء كالطفل الوحيد يجهل أسماء الموج تعالي ..تعالي الشاعر والناقد / عباس باني المالكي العراق