* الى كل طفل تشرّبته أتعاب الايام واقتات من طفولته فأدرك أن القمة لن تأخذ إلا غلابا. وقفت جنب الطريق كدمية قشّ... كأن نصبّوها لصدّ الطيور ولا طيور سوى شواظ القيظ برجم الظهيرة. جمرا وجوعا... فتاة... عبأتها الحياة ضيق الهوان وعزّ عليها الكتابْ وحار الوليّ لجلب الطباشير والكرّاساتْ وعبّت من الحلم زوج الفقير... أخفته تحت فراش حصيرْ غدا تقتني مع الدقيق خميرا وبعض الشعيرْ وتصنع من خليط العجين أقراص خبز وبعض الفطيرْ وعند الظهيرة... يفتكّ سلمى غول الطريق من الدرس والمدرسة بلا عبرات تمدّ الخبز أقراص جمر بيد رغم الطفولة شدّ عليها الثباتْ خبز تنّور يفوح ينادي... وتبلع ريقها سلمى عند كل عبور وقلّ من قال... هاتْ وتنسى الصغيرة أنها سلمى فتلهو قليلا ويقسو عليها السباتْ فتغفو وتصحو تصيد زبونا... تمدّه خبزا... تكرهه أخرى هكذا علّمتها الحياة فأين حقك سلمى؟ إذ ينادي المربّي لدرس؟ وكيف تدرس سلمى؟ وقد عضّها ناب غول الشّتاتْ * الحبيب كنز (حمام سوسة) «لغة الحب» * الى... فرسي الشرودْ: لو لم تخنّي اللغة لقطر القلب نبيذا من معاني لو لم تخنّي اللغة لطرّزت لك الدنيا قصائد ذُهل لدويّها المتنبي لو لم يخنّي زماني لاخذت كفايتي من الجرح قبل أن يندملْ ومن الحبر قبل أن أكمل القافيهْ لو طاوعني قلبي لاستبدلتُ بعشقك تضاريس اللغهْ غير أن هذا القلب لا يلينْ أسألك إذا: لماذا تجيئين كمطر الصيف دافئة وخاطفهْ؟ * الحبيب الجملي (قصر السعيد) كلمات كما النجوم تسطع في السماء وكما القمر يسامرني في ليل الشتاء تنتفي البسمة من شفاهي والصمت ملتحفا ردائي هو ذا أبلغ من الكلام يا حلمي... هنا انتشائي لست أدري كيف يمضي الليل الطويل وحلمي الجميل وشعري الحزين بدمع الرثاء... * فؤاد بوقطاية (القلعة الكبرى) وداعا أيها الوهم وداعا أيها الوهم... وداعا أيها السراب، أيها العذاب، لقد تجرّدت منك... وانسلخت عنك... وما عدت أرغب فيك... قُضي الامر وانتهى كل شيء لقد أشرقت الشمس وتلاشى الضباب، واتضحت الرؤية وخفيَ السحاب... ودّعت القلق والارق... وجافيت هزيع الليالي... ومحوت ذكراك من ذاكرتي ومن خيالي... وأطردت طيفك من بالي... * عبد المجيد الرزقي (وادي الليل) باب الآثام لو باب في المجهول أو باب في المعلوم، يفتح قدّامي... لسرت اليه، وقلت: غيّبني... غيّبني في الموت، في حفل الألم، أو في الظلمات، كي أبحث عمّن يشبهني... أناديه... أسامره... وأقول له: يا أنت شبيهي! تعال: نفتتح كون الآثام، على آخر باب... فقريبا... سنغرق في العدم أو نغرق في قاع النسيان. تعال: يا أنت شبيهي... يا سندي، ودليل سوادي. تعال: نتراقص، نتراءى في ضوء العتمات، نتألّه، نتجسّد وهما... أو نذرع أنحاء الحيرة في الحاء. * محمد بوحوش خاطرة: اسمك ... وتزداد اللهفة الى مرآك أعيش لحظات الفرح وأنا أترقب لحظة هذا اللقاء... إحساسي لا يوصف عندما تلتقي عيناي بعينيك فأرى فيهما أبعاد الشوق ومعاني الحب... إحساسي لا يوصف عندما تحتضن يداي يديك فيسري الدفء في جسمي... إحساسي لا يوصف عندما أستمع الى خلجات صوتك العذب الذي يسري في عروقي ويختلط بدمي ويعزف في أذنيّ أجمل ألحان الوجود وأحلى أغنيات الكون... وأغمض عيناي وأنا أرتقب هذا اللقاء الخالد... وأناديك... اسمك له وقع خاص في قلبي فهو أكبر من حروف تصوغها العبارات... هو ناقوس السعادة الذي بزغ في دنياي ليبدد ظلمات الحيرة والعذاب يخالط اسمك العذب ذرات روحي ويتغلغل في مسامات جسمي فأتنفس به وأحس معه بلذة السعادة المتوهجة في حروف اسمك المحاط بسوار الحنان والعذوبة... يا... أود أن أصرخ في وجه العالم المقفر بأعلى صوتي لتزهر زهور روحك فيه لتمتلئ دفئا وحنانا وصفاء... تعاهدت مع اسمك أن أصوغ له رسالة يعجز عنها البشر... عطرها همسات روحينا مشرئبة بحبنا الطاهر... ومفتاحها السحري حروف اسمك... كم أنا محظوظة... يكفيني فخرا أنني الوحيدة من بين بشر هذا العالم من استطاعت أن تقتحم قلبك وتؤسس فيه بنيان الحب وأعجوبة العشق... لا تلمني لو صرخت بأعلى صوتي. إني أحبك... إني أحبك أريد أن يعلم كل العالم بحبي لك أن يعلم بعشقي لك حتى يسجل اسمي ضمن عشاقه... * آمال اسماعيل (سوق الاحد) ردود سريعة * منير بن صالح ميلاد (الشابة): أتذكرين قصيدة جميلة الى فلسطين المعذبة. كن وفيّا لهذا الركن وأتحفنا بقصائدك الحالمة، وسننشر لك بعضا منها في قادم الايام بإذن الله. * رضوة صالحي (حلق الوادي): مشاعرك فياضة لكنها رمادية الروح إن لم نقل ذات سواد حالك، فخاطرتك «الى... ؟!» تبشر بأعمال أرقى وأفضل فلا تبخلي علينا بها وانتظري النشر لاحقا. * شوقي الشواشي (ماطر): «بيضاء» قصيدة واعدة لشاعر صاعد، لكن لا تسجن كلماتك في الوصف البدائي لمشاعرك وادخل في الصميم مباشرة حتى تنضج تجربتك أكثر وتفرض وجودك في المشهد الشعري تباعا.