افتتح سعادة سلطان صقر السويدي رئيس مجلس إدارة ندوة الثقافة والعلوم بحضور القنصل العراقي عصمت عكيد وعضوي مجلس أمناء مؤسسة سلطان بن على العويس الثقافية عبد الغفار حسين و الدكتور محمد عبد الله المطوع وعلي بن حميد العويس معرض الفن العراقي المعاصر " وذلك في الساعة السابعة والنصف مساء يوم الأربعاء 5/12/2012 بقاعة المعارض في مبنى المؤسسة شارع الرقة.وقد حضر الافتتاح لفيف من أهل الفن و الثقافة و الاعلام. وقد اشتمل المعرض الذي شارك فيه علاء بشير و سالم الدباغ وغسان محسن و محمد السعدون ووليد القيسي وايمان محمود وعلي رشيد و مدحت كاكي و صدام الجميلي على 53 قطعة فنية بين لوحة تشكيلية و عمل نحتي وتكوين فني ومن مدارس مختلفة تفاوتت بين التجريد والاختزال والمزج بين اللون والتكوين الفني ، وقد تحولت ردهات المعرض إلى بانوراما منوعة تردد صداها في علامات الاعجاب والاستحسان التي عبر بها جمهور كبير جاء محتفياً بنماذج متميزة من الفن العراقي المعاصر. وقد أشاد القنصل العراقي عصمت عكيد بمبادرات مؤسسة العويس الثقافية في احتضان الفن والفنانين وخاصة الفن العراقي الأصيل وتقدم بالشكر لمؤسسة العويس وتمنى أن يستمر هذا التعاون الايجابي مستقبلاً ، وقام بالتناوب مع محمد عبد الله المطوع و سلطان صقر السويدي بتكريم الفنانين المشاركين وقدم لهم دروعاً تذكارية حملت اسم كل مشارك في المعرض. ويأتي هذا المعرض استكمالاً لسلسلة معارض نظمتها المؤسسة طيلة سنوات كان لها صداها في الوسط الفني داخل و خارج الدولة. حيث شارك فيها فنانون لامعون واحتضنت المؤسسة تجارب ناشئة فضلاً عن استقدام المعرض من الخارج و الاهتمام بشتى مدراس التشكيل. وقد رحبت الأمانة العامة لمؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية بهذا المعرض عبر كلمة ثبتتها في دليل المعرض هذا نصها: لقد بلغ الفن التشكيلي العراقي ذروة تطوره في ستينات القرن الماضي، واستمر في حركته الديناميكية في التطور الإبداعي على يد مجموعة من التشكيليين العراقيين الذين أصبحوا في واجهة هذا الفن، لا على مستوى العراق والوطن العربي فحسب، بل على مستوى العالم. وقد استمرت هذه النهضة في تطورها مشكلة تجربة فريدة في انتمائها وجذورها وتأثرها العربي والأوروبي المعاصر مثلما أثرت في الفن التشكيلي على مستوى العالم . ومثلها مثل أي نهضة حضارية معاصرة في العراق تعرضت إلى التهميش والسرقة ومن ثم إلى هجرة مبدعيها الجماعية لكبار الفنانين التشكيليين العراقيين الذين حققوا لهم شهرة وأسلوباً ومدرسة وقد وزعت هذه الهجرة المبدعين على مجمل خارطة العالم، حتى يصعب تتبعهم اليوم وتلمس إبداعاتهم. ومنذ الربع الأخير من القرن الماضي وحتى الآن، أصبح رصد حركة الإبداع، أو ضم عدد من الفنانين التشكيليين تحت خيمة معرض واحد، أو تلمس التطور والحركة الديناميكية المشهودة للفن التشكيلي العراقي أصبحت شبه مستحيلة، وذلك لغياب منظمات عراقية ثقافية قادرة على استيعاب هذا الهدر الكبير للإبداع العراقي، والوقوف أمام حركة سرقة الإبداع والثقافة والتاريخ والتراث، واتساع قاعدة التخريب المنظمة لهذه الفنون والثقافات التي تشكلت عبر مئات السنين، أضف إلى ذلك ضعف المسؤولية التي تلت بعد سقوط بغداد، والهدم المنظم للبنية الثقافية التحتية، ومحدودية دور وزارات الثقافة العراقية، كل ذلك جعل مثل هذه المحاولات الصغيرة الجادة للملمة بعض الأعلام تحت خيمة ما بين الحين والآخر مهمة قد لا تبدو سهلة ، وتكتسب أهمية كبيرة كونها تعطينا من جانب آخر بعض أبعاد المشهد التشكيلي المعاصر في العراق على الرغم إلى كل ما تعرض له هذا الفن وغيره جراء الاحتلال والحروب المتتالية. ولمؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية عدة مبادرات سابقة جاءت على أشكال مختلفة لدعم الفن العراقي بأجناسه المختلفة وعبر جهود مضنية للمساهمة في إعادة صورة هذا الفن والكشف عن إبداعات مختلفة لا في الفن التشكيلي فحسب بل في سائر الفنون والآداب والثقافات والفكر.