يحتفل المرصد الوطني للصحفيين التونسيين مع سائر التشكيلات والمنظمات الجمعياتية والمهنية باليوم العالمي لحرية الصحافة في الثالث من شهر ماي من كل عام ويكتسي احتفال هذه السنة طابعا خاصا بالنظر للوضع العام الذي عليه قطاع الصحافة والإعلام في العالم والعالم العربي على وجه الخصوص في ظل تزايد حالات بطالة الصحفيين وفقدان العديد منهم لمواطن شغلهم نتيجة الطرد أوعجز المؤسسات المشغلة عن الاستمرار في مهامها . إن فقدان صحفي لعمله من أقسى ما يمكن أن يتعرض له في مساره المهني ومع ذلك فان بلادنا مثل سائر البلدان الأخرى تشهد حالات بطالة للصحفيين وتسريح الكثير منهم وهي حالة قد يفقد معها الصحفي عشقه وحبه لمهنة الصحافة . إن لكل مهنة طقوسها ولمهنة الصحافة طقوسها التي تجعل منها عشقا قبل أن تكون مهنة تعتمد العلم والمعرفة والدربة الطويلة وصقل الموهبة . وبقدر ما يعبر المرصد الوطني للصحفيين التونسيين عن اعتزازه بالمستوى المهني المرموق الذي بلغته الصحافة في تونس نتيجة إسهام الصحفيين وقدرتهم على العطاء بقدرما يعبر عن أسفه لانقطاع العديد من الصحف وتوقف العديد من وسائل الإعلام عن عملها خلال السنوات الأخيرة. كما ينتهز المرصد الوطني للصحفيين التونسيين مناسبة الاحتفال باليوم العالمي لحرية الصحافة ليدعو الحكومة الى التفكير بجدية في إنقاذ المؤسسات الصحفية التي تعاني الصعوبات المادية حفاظا على مواطن رزق الصحفيين . ويدعو الى مراجعة ظروف العمل الهشة واستغلال الصحفيين بأجور زهيدة في عدد من المؤسسات الإعلامية . ويعبر المرصد الوطني للصحفيين التونسيين بهذه المناسبة عن انشغاله بما أصبح عليه القطاع من تداخل يتطلب مراجعة أكيدة ويستغرب في نفس الوقت من تغييب عدد من الهياكل المهنية والجمعياتية من المشاورات المتعلقة بتركيز المجلس الأعلى للصحافة الذي تنتفي أهميته في غياب تمثيل حقيقي للصحفيين وتشكيلاتهم المهنية ويرى أن بطاقة الصحفي المحترف حق لكل ممارس للمهنة وفقا للقوانين الشغلية للبلاد,وينادي المرصد بضرورة تحديد سقف أدنى لتأجير الصحفيين المحترفين وكذلك الأمر بالنسبة للمراسلين الصحفيين المعتمدين. ولان حرية الصحافة مكسب غال وثمين فان المرصد الوطني للصحفيين التونسيين يعتبر أن حرية الصحافة اليوم في تونس حقيقة ثابتة افتكها الصحفيون وهم ليسوا على استعداد للتفريط فيها رغم تتالي حالات التضييق في الآونة الأخيرة وينبه في الوقت ذاته الى خطورة الالتجاء الى محاكمة الصحفيين وفق إجراءات المجلة الجزائية بما يجعل منهم متهمين ولكن حرية الصحافة تبقى لا قيمة لها في غيا ب إرادة واعية لتشغيل الصحفيين وانتداب خريجي معهد الصحافة وإنقاذ المؤسسات الصحفية التي تعيش صعوبات . كما يعبر المرصد عن انشغاله بالوضع الصعب الذي عليه الصحافة الجهوية في تونس اليوم ويدعو الحكومة والجهات الرسمية وخصوصا مجالس الولايات ومجالس البلديات الى اتخاذ إجراءات عاجلة لإنقاذ الصحافة الجهوية الورقية منها والالكترونية باعتبارهما قطاعين مشغلين للصحفيين . وختاما يعتبر المرصد الوطني للصحفيين التونسيين الاحتفال باليوم العالمي لحرية الصحافة مناسبة لدعوة الحكومة الى اعتبار المرصد الوطني للصحفيين التونسيين بمكتبه المركزي وبفروعه الجهوية من بين الهياكل المهنية ذات المصداقية في تمثيل الصحفيين ويدعو الى سحب التشجيعات التي تحظى بها الهياكل المماثلة الأخرى على المرصد الوطني للصحفيين التونسيين وفروعه الجهوية . عاشت الصحافة عاش الصحفيون وكل عام والصحفيون بخير