الزمن التونسي كتب محمود حرشاني بلغنا مساء اليوم الثلاثاء خبر وفاة الزميل العزيز لطفي الجريري مؤسس وباعث جريدة الجزيرة بجربة بعد معاناة مع المرض اثر اصابته بجلطة دماغية نقل على اثرها الى المستشفى الجامعي بصفاقس اين فارق الروح مساء اليوم. من الصعب جدا ان اكتب عن لطفي الجريري وتخونني العبارات صراحة في هذه اللحظات لاكتب عنه.صداقتنا تعود الى اكثر من ثلاثين سنة جمع بيننا حب الصحافة الجهوية فبعث هو الجزيرة في جربة وبعثت انا مرآة الوسط في سيدي بوزيد بعد ان عملنا معا بمجلة لاغزيت دسي سيد بصفاقس بادارة الزميل علي البقلوطي. كافح لطفي الجريري وصمد في وجه كل الصعوباتالتي واجهته في سبيل استمرار جريدة الجزيزة وما اصعب ان تضمن الاستمرارية لجريدة او مجلة جهوية لاكثر من ثلاثين سنة. احب لطفي الجريري جريدته الجزيرة وضحى في سبيلها بكل شئي. …كان مثلي ومثل الزميل على البقلوطي يؤمن بان له رسالة نبيلة في هذه الحياة وهي ان يبذل كل ما يستطيع من اجل ان تستمر جريدته في الصدور. حول الجزيرة الى مؤسسة صحفية رغم صدوها الشهري وفتح صفحاتها لكل المواهب فتتلمذ على يديه جيل من الصحفيين الشبان هم اليوم في مؤسسات اعلامية وطنية وجهوية ولكنهم مروا الى عالم الصحافة عبر جريدة الجزيرة وكونهم لطفي الذي يعد من القلائل الذين يحسنون الكتابة باللغتين العربية والفرنسية افضل مائة مرة من الذين حرموه وحرموني وحرموا على البقلوطي من بطاقة الاحتراف الصحفي بعد الثورة. رحل لطفي وفي قلبه غصتان الغصة الاولى انه حرم من التمتع ببطاقته المهنية تظرا لخزعبلات نقابة الصحافيين وبعض المتنفذين والغصة الثانية حرمان جريدته كما هو الحال بالنسبة لمجلة مرآة الوسط ومجلة شمس الجنوب من دعم الدولة والمنحة التي كانت تسنده الحكومة للصحف الجهوية وهي منحة لا تغني ولا تيمن من جوع ولكن كنا مع ذلك نفرح بها ونستعين بها لمواصلة اصدار مجلاتنا وصحجفنا. رحم الله الزميل العزيز لطفي الجريري فارسا من فرسان الصحافة الجهوية واحد ابرز اعمدتها غيبه الموت ولكن ستبقى جريدته الجزيرة شاهده على كفاحه وصموده وايمانه برسالة الصحافة الجهوية في هذا الزمن الصعب