تفاعلا مع التحقيق الصادر بعددنا أمس (ص 16-17-18) تحت عنوان: «الصحافة المكتوبة تحتضر... وحكومات ما بعد الثورة تتفرج» أمدنا السيد محمود الحرشاني مدير ورئيس تحرير مجلة «مرآة الوسط» بالمداخلة التالية: «قرأت في جريدة «التونسية» بعددها الصادر يوم أمس الملف المطوّل الذي نشرتموه حول معاناة الصحافة المكتوبة وما يتهددها اليوم من أخطار عديدة نتيجة عدم اهتمام الحكومة سواء الحالية أو الحكومات الثلاث السابقة بضرورة ايجاد حلول لهذه الصعوبات التي تتخبط فيها. وأسعدني أنكم أعطيتم الكلمة في هذا الملف للزميل العزيز علي البقلوطي مدير مجلة «شمس الجنوب» ليتناول المسألة من زاوية الصحافة الجهوية وهو صاحب التجربة الطويلة في هذا الميدان. وبوصفي أحد المعنيين بهذا الملف وربما كنت على امتداد ثلاث سنوات أكثر من أثار هذا الموضوع في مقالات سابقة انطلاقا من تجربة مجلة «مرآة الوسط» الصادرة انطلاقا من سيدي بوزيد وقد استمر ذلك لمدة 32 سنة دون انقطاع، فإني أود اثراء هذا الملف بالنقاط التالية التي أرجو أن يتسع لها مجال النشر في صحيفتكم: 1 قبل الثورة أو 14 جانفي 2011 كانت تصدر في بلادنا خمس صحف ومجلات جهوية وهي «القنال» (بنزرت) و «مرآة الوسط» (سيدي بوزيد) و «الجزيرة» (جربة) و «حضرموت» (سوسة) و «شمس الجنوب» (صفاقس)... ومن هذه العناوين بقيت 3 فقط سنة 2011 وهي «مرآة الوسط» و «شمس الجنوب» و «الجزيرة» واختفت البقية. 2 جل هذه العناوين الجهوية مثقلة الكاهل بديون لدى المطابع والبنوك نتيجة الضائقة المالية التي تعيشها. وذلك بعد حجب المنحة العمومية التي كانت تستفيد منها الصحف الجهوية والمجلات من ميزانية وزارة الاعلام وأيضا غياب حصتها من الاشهار العمومي بعد حلّ وكالة الاتصال الخارجي. ونحن مثلا في «مرآة الوسط» خلال سنة 2011 أصدرنا 10 أعداد من المجلة الشهرية دون الحصول على إعلانات أو اشهار وهو ما كلفنا خسارة تقدر ب 25 ألف دينار أثرت على استمرار صدور المجلة خلال سنة 2012. 3 عدم اصغاء الحكومة لمطالب أصحاب الصحف والمجلات الجهوية وغياب هيكل يمكن الاتصال به أضف الى ذلك نظرة الاستنقاص التي تنظر بها الحكومات المتعاقبة بعد الثورة للصحف والمجلات الجهوية وعدم الاهتمام بطلباتها. 4 الادارة والمصالح الجهوية هي الأخرى لم تُبد أي تعاون بعد الثورة مع الصحف والمجلات الجهوية والغريب مثلا اننا نحن في «مرآة الوسط» لا نستطيع الحصول على الاعلانات التي تصدرها الادارات الجهوية بسيدي بوزيد مثل الولاية والتجهيز والصحة إلخ... والحل في تقديري يكمن في النقاط التالية وهو أملنا المعقود على السيد مهدي جمعة رئيس الحكومة: 1 اعادة منحة الدولة التي كانت تتمتع بها الصحف والمجلات الجهوية من ميزانية الوزارة الأولى لأنه لم يعد ثمة وجود لوزارة إعلام أو اتصال. 2 تمكين أصحاب الصحف والمجلات الجهوية من بطاقاتهم المهنية لسنتي 2013 و2014. 3 اصدار منشور من طرف رئاسة الحكومة ينظم توزيع الإشهار العمومي على الصحف ويعطي امتيازا للجهوية منها. 4 مساعدة الصحف والمجلات الجهوية التي لها ديون متخلدة بذمتها لدى المطابع بدعم خاص لخلاصها حتى تعود الى الصدور. 5 ايجاد هيكل بالوزارة الأولى لمتابعة مشاكل الصحف المكتوبة بما في ذلك الجهوية منها. بقلم: محمود الحرشاني